بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
نقل البعض عن كتاب «سرور المؤمنين» فقال : إنّ السيّدة رقيّة عليها السلام كانت كلّ يوم في أوقات الصلاة تفرش سجّادة سيّد الشهداء عليه السلام ليصلّي عليها.وفي يوم عاشوراء لمّا حان وقت صلاة الظهر جاءت وفرشت السجّادة وجلست تنتظر والدها ليأتي ويصلّي ، وفيما هي على ذلك الحال إذا بشمر اللعين يدخل الخيمة فتساءلت منه السيّدة رقيّة وقالت : ألم تر والدي؟ فلم يجيبها اللعين إلّا أنّه أمر غلام له أن يأتي ويضربها فامتنع الغلام فجاء اللعين بنفسه ولطمها على وجهها لطمة علم الله ماذا صنعت هذه اللطمة بأهل السماء (ظ¢).
جدت في كتاب «مبكي العيون» أنّ السيّدة زينب عليها السلام في ليلة الحادي عشر من محرّم جمعت العيال في خيمة قد احترق نصفها ، وبقيت تحرس النساء والأطفال طيلة تلك الليلة وبينما هي كذلك أخذتها غفوة فرأت والدتها الصدّيقة الزهراء عليها السلام وقالت لها : أُمّاه أما تدرين بما جرى علينا؟
فأجابتها الصدّيقة الزهراء عليها السلام : لا تحرقي قلبي بعتابك يابنية ، قالت العقيلة زينب : إذن لمن أشكو شجوني؟
فتأوّهت الصدّيقة الزهراء عليها السلام وقالت : لقد كنت حاضرة عندما حزّ اللعين رأس ولدي وفصل رأسه عن بدنه ، ثمّ أنّها عليها السلام قالت : والآن ابحثي عن عزيزة الحسين رقيّة.
فاستيقظت السيّدة زينب عليها السلام من النوم وأخذت تدعو السيّدة رقيّة عليها السلام فلم تجبها ، فخرجت مع السيّدة أُمّ كلثوم تبكيان يبحثن عنها ، وبينما هما كذلك صوت السيّدة رقيّة عليها السلام بين القتلى
.
فتوجّهنا نحو القتلى وإذا بالسيّدة رقيّة عليها السلام قد ألقت بنفسها على جسد أبيها وهي تشكو إليه ما جرى عليهم.
فهدّأتها السيّدة زينب عليها السلام ورفعتها عن جسد والدها.
ولم تمض لحظات إذا بالسيّدة سكينة تأتي فرجعوا معاً ، وفي أثناء الطريق التفت السيّدة سكينة إلى السيّدة رقيّة عليها السلام وقالت : كيف وجدت جسد أبي؟ فأجابتها السيّدة رقية : بينما كنت أصيح في البيداء أبتاه .. أبتاه .. إذا بصوت والدي يتهادى إلى سمعي قائلاً : بنيّة إليّ إليّ ..
رأت زينب صدر الحسين مرضضاً
فصاحت ونار الحزن في القلب تضرم
وصكّت من الضرب المبرح وجهها
ولم تر صبراً من جوى الثكل يعصم
تقول أخي قد كنت نوراً لشملنا
فياسورنا لِمَ أنت فينا مهدم
أخي يا أخي قد كنت كنزاً لفقرنا
فها أنت في أيدي العدى تتقسّم
أخي يا أخي قد كنت كهفاً لعزّنا
ألم ترنا بالذلّ نسبى ونشتم
أخي زوّد الأطفال وعداً وأوبة
فليس سوى الباري وإيّاك يرحم
أخي زوّد الولهى سكينة نظرة
فمهجتها حرّى وعبرتها دم
أخي تهتوي التقبيل منك سكينة
وشمر لها بالسوط ضرباً يؤلم
أخي فاطم الصغرى تحبّ التفاتة
وحقّك هذا قلبها فيك مغرم
أخي بنتك الأُخرى رقيّة ضمّها
إليك فأحشاها من الوجد تضرم
تقولا هلمّي يا سكينة نرتمي
على والدي دعنا من الموت نسلم
وإلّا فقومي ودعيه فإنّه
يروم ارتحالاً بعده ليس يقدم
ولم أنس وجداً أُمّ كلثوم تشتكي
إلى جدّها يا جدّ لو كنت تعلم
أيا جدّ هل تنظر حسيناً مرمّلاً
لأضلعه خيل العدة تحطّم
وهل تنظر السجّاد بالقيد مؤثّقاً
يضربه التكبيل سحباً ويشتم
أيا جدّنا هذي بناتك حسرا
أُسارى قرط ابن بنتك تقسم
أيا جدّنا ساقوا علياً مكبّلاً
لينظره الطاغي يزيد المزنم
فياعترة الهادي خذوها بمدحكم
مدبّجة كالدّر حين ينظم
على كلّ بيت للمديح يتيمة
بأسماع من يهواكم تتقسّم
تزفّ إليكم كلّ عشر محرّم
يتوق إليها الشاعر المترنّم
مديحاً لمحمود العزيزي عبدكم
له بأعاديكم من اللعن أسهم
موالي مواليكم معادي عدوّكم
مودّته في حبّكم لا تكتم
ويرجى بها يوم القيامة شربة
من الحوض يا أهل الشفاعة منكم
خذوا لي وآبائي وأُمّي ووالدي
أماناً من أذى النار وأرحم
ورهطي واخواني وقارئن مدحتي
ومستمعيها واعطفوا وترحّم
وفي الخلد نرجو تدخلونا بجاهكم
فليس لنا إلّا النبي وأنتم
صلاة وتسليم مساءً وبكرةً
من الله عدّ الذرّ تترى عليكم
__________________
(1) حضرة رقيّة عليها السلام للشيخ علي الفلسفي ص
(2) حضرة رقيّه عليها السلام ص ظ¢ظ¦ نقلاً عن حضرت رقيّة تأليف الشيخ علي الفلسفي ص ظ§.