شارك آلاف الإيرانيين بمسيرة للاحتفال بيوم "كورش الكبير" وهو ملك فارس القديم الذي أصدر إعلانا عالميا لحقوق الإنسان في ما يعرف باسم "اسطوانة كورش" ويرجع تاريخها للقرن السادس قبل الميلاد.
واحتشد الايرانيون حول قبر كورش الكبير في باسارغاد القريبة من مدينة شيراز (جنوب ايران) للاحتفال بذكرى يوم كورش في 29 اكتوبر.
ويوم كورش هو اليوم الذي قام فيه هذا الملك الفارسي بالدخول الى بابل في العراق، حيث أعلن أن جميع البشر متساوون، وأطلق سراح الالاف من العبيد.
ويشير بعض العلماء إلى اسطوانة كورش على أنها أول ميثاق لحقوق الإنسان في العالم، كما أنها مكتوبة بالنقوش المسمارية، وتشجع على حرية العبادة في جميع أنحاء الامبراطورية الفارسية، وتسمح للسكان الذين تم تهجيرهم بالعودة إلى أوطانهم.
وكانت هذه الاسطوانة المصنوعة من الصلصال على شكل برميل قد دفنت في مدينة بابل بعد أن استولى كورش على المدينة، وأعيد اكتشاف الاسطوانة عام 1879 في العراق على يد عالم الآثار والدبلوماسي البريطاني هورموزد راسام.
وتصف النقوش المسمارية المدونة على الاسطونة كيف قام كورش بالدخول الى مدينة بابل بدعوة من الإله البابلي ماردوخ، كما تذكر أيضا كيف حرر كورش الأمم التي استعبدها البابليون، وأعاد آلهتهم العديدة إلى أماكنها المقدسة.
من هو كورش الكبير؟
وكورش الكبير من أشهر ملوك فارس (560 - 529 ق م) واسمه كورش بن كمبوجية بن كورش بن جيشبيش بن هخامنش، أحد أعظم ملوك الفرس الأخمينية، استولى على آسيا الصغرى وبابل وميديا، حكم من (550-529) ق.م. وقتل في ماساجت ودفن في باسارغاد.
ويرى البعض ان كورش الكبير هو "ذو القرنين" الذي ورد ذكره في القرآن في سورة الكهف، ويذكر البعض بانه كان مؤمناً بالله وباليوم الآخر، يدل على ذلك ما في كتب العهد العتيق ككتاب عزرا، الإصحاح 1 وكتاب دانيال، (الإصحاح 6) وكتاب أشعياء، (الإصحاح 44 و 45) من تجليله وتقديسه حتى سماه في كتاب أشعياء راعي الرب، وقال في الإصحاح الخامس والأربعين: "هكذا يقول الرب لمسيحه لكورش الذي أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أمما وأحقاء ملوك أحل لأفتح أمامه المصراعين والأبواب لا تغلق.. أنا أسير قدامك والهضاب أمهد أكسر مصراعي النحاس ومغاليق الحديد أقصف.. وأعطيك ذخائر الظلمة وكنوز المخابي. لكي تعرف أني أنا الرب الذي يدعوك باسمك. لقبتك وأنت لست تعرفني".
وقد ورد في القرآن ان ذو القرنين كان ملكاً صالحاً، آمن بالله، فمكّن الله له في الأرض، وقوّى ملكه. ولقد بدأ ذو القرنين التجوال بجيشه في الأرض، داعياً إلى الله.. فاتجه غربا، حتى وصل للمكان الذي تغيب فيه الشمس او تخرج منه (وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) وعين حمئة تعني ماء حار.. وقول فأوحى إليه أنه مالك أمر القوم الذين يسكنون هذه الديار، فإما أن يعذهم أو أن يحسن إليهم فأعلن أنه سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، ثم حسابهم على الله يوم القيامة.
ثم توجه للشرق.. فوصل لمنطقة وقت طلوع الشمس، فحكم ذو القرنين في المشرق بنفس حكمه في المغرب، ثم انطلق.. ووصل ذو القرنين في رحلته، لقوم يعيشون بين جبلين أو سدّين بينهما فجوة.. وكانوا يتحدثون بلغتهم التي يصعب فهمها.. وعندما وجدوه ملكاً قويا طلبوا منه أن يساعدهم في صد يأجوج ومأجوج بأن يبني لهم سدا لهذه الفجوة على ان يدفعوا له خراجاً.