كوستاريكا (بالإسبانية: Costa Rica) تعني "الساحل الغني" وهي إحدى دول أمريكا الوسطى. تحدها من الشمال نيكاراغوا ومن الجنوب الشرقي بنما ومن الغرب المحيط الهادي ومن الشرق البحر الكاريبي.
أُلغى جيش كوستاريكا دستورياً وبصفةٍ دائمة في عام 1949[8][9]، وهي البلد الوحيد في أمريكا اللاتينية المدرج في قائمة أقدم 22 دولة ديموقراطية في العالم[10]. وتعد كوستاريكا من أحسن دول أمريكا اللاتينية في مؤشر التنمية البشرية حيث احتلت المرتبة 69 على مستوى العالم للعام 2011.[11] واعتبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي كوستاريكا من أكثر الدول التي حققت تقدماً على مستوى التنمية البشرية في عام 2010. وأكّد أنّ كوستاريكا من بين أكثر الدول اهتماماً بالبيئة حيث توافرت فيها المعايير الخمسة التي أنشئت لقياس مستوى اهتمام الدول بالبيئة، حيث احتلت المرتبة الخامسة على مستوى العالم والأولى على مستوى الأمريكتين من حيث مؤشر الأداء البيئي للعام 2012[12].
أعلنت حكومة كوستاريكا في عام 2007 عن خططٍ لجعل كوستاريكا أول دولةٍ خاليةٍ من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2021[13]، واحتلت المرتبة الأولى في مؤشر الكوكب السعيد عام 2009، ومرةً أخرى في عام 2012[14]. ووُصفت بأنّها أكثر البلاد صداقةً للبيئة في العالم في عام 2009[
المحافظات و الكانتونات و المقاطعات
تتكون كوستاريكا من سبع محافظات، والتي بدورها تنقسم إلى 81 كانتون ((بالإسبانية: Cantón)، كل منها موجه من رئيس البلدية. ويتم اختيار رؤساء البلديات ديمقراطيا كل أربع سنوات من قبل الناس في كل كانتون. لا توجد التشريعية للمحافظات. وتنقسم الكانتونات إلى 421 مقاطعات ((بالإسبانية: Distritos). محافظات هي:-
مقاطعات كوستاريكا
التاريخ
فترة ما قبل كولومبوس
أواني من فترة ما قبل كولومبوس عُثر عليها في شبه جزيرة نيكويا
ينتمي السكان الأصليون لكوستاريكا إلى العصر المتوسط الذي تداخلت فيه حضارتي الأنديزووسط أمريكا، تأثر الشمال الغربي للبلاد - والمعروف بشبه جزيرة نيكويا - بحضارة الناواتل وذلك بعد احتلال الكونكيستدور الأسبان لكوستاريكا في القرن السادس عشر، أما باقي البلاد فقد تأثّرت بشكل كبير بالقبائل الناطقة بلغة شيبشا.
كان تأثير السكان المحليين على كوستاريكا الحديثة ضئيلاً نسبياً مقارنةً بتأثيرهم على الدول أخرى، حيث أثرت ثقافة المستوطنين الأسبان على أغلب السكان المحليين عبر الزواج المختلط خاصةً بعد تضائل عددهم بسبب المعاملة السيئة التي تلقوها من المستوطنين وتفشي الأمراض المعدية كالجدري، إلا أن مجموعات صغيرة من السكان الأصليين تمكنت من مواجهة الغزو الثقافي الأسباني أهمّها قبائل البريبريوبوروكا التي تسكن جبال كورديليرا دي تالامانكا جنوب كوستاريكا قرب الحدود مع بنما.
الاستيطان الإسباني
بدأ العهد الاستيطاني الإسباني بوصول كرستوفر كولمبس سواحل كوستاريكا الشرقية سنة 1502 لحقته حملات استكشافية متعددة أفضت إلى تأسيس أول مستوطنة وهي فيلا بروزيلاس سنة 1524[16].
كانت كوستاريكا مقاطعة خاضعة لغواتيمالا التابعة لمملكة أسبانيا الجديدة (أي المكسيك)، تسببت عدة عوامل في جعل كوستاريكا منطقة فقيرة ومعزولة وقليلة السكان حيث وصفها حاكم إسباني عام 1719 بالمستوطنة الأفقر والأكثر بؤساً في أمريكا[17], وكان من أهم تلك العوامل: بُعدها عن العاصمة في غواتيمالا و حظر التبادل التجاري مع بنما وأجزاء من غرانادا الجديدة وشح الموارد الطبيعية مثل الذهبوالفضة.
كما أدت قلة الأيدي العاملة بين السكان الأصليين إلى جعل كوستاريكا مجتمع فلاحي انفرادي مستقل وجب فيه على الجميع، بما فيه الحاكم ،الاشتغال بالفلاحة لضمان العيش. هذا التقليد المساواتي جعل من كوستاريكا ديمقراطية ريفية غابت عنها الطبقية والاستبداد، إلى غاية انتقال المستوطنين الأسبان إلى الهضاب حيث اكتشفوا أراضٍ بركانية خصبة ومناخاً ألطف مما هو عليه في المنخفضات.
الاستقلال
طابع بريد أصدر سنة 1862 في كوستاريكا
لم تحارب كوستاريكا الاحتلال الأسباني حالها حال بقية بلدان أمريكا الوسطى، وعقب هزيمة إسبانيا في الحرب المكسيكية للاستقلال(1810-1821) أعلنت السلطات في غواتيمالااستقلال كوستاريكا في 15 سبتمبر 1821[18]، وأصبحت ولاية في إطار فدرالية أوروبا الوسطى التي انتقلت عاصمتها إلى سان جوزيه سنة 1824 الأمر الذي ولد صراعاً تنافسياً دمويا مع قرطجنة الكولمبية. كما اشتعلت خلافات حدودية بين ولايات الفدرالية زادت من اضطراب المنطقة. بعد الاستقلال، أضحت كوستاريكا بدون مسالك تجارية نظامية تصدر عبرها القهوة إلى أوروبا إلى غاية 1843.
سنة 1856، شرع القائد اللانظامي الأمريكي ويليام وولكر بغزو أمريكا الوسطى، وبعد استيلائه على نيكاراجوا التي أعلن نفسه رئيسا لها وقيامه بإرجاع العبودية فيها، حاول التوسع في كوستاريكا التي أعلنت الحرب تحت قيادة الرئيس خوان رافاييل مورا بوراس، ونجحت في إخراج قوات وولكر من البلاد وتعقبتها داخل جواتيمالا أين ألحقته به الهزيمة في المعركة الأخيرة.
كوستاريكا الحديثة
جرى أول اقتراع وصف بالحر والنزيه في كوستاريكا سنة 1889. تفادت كوستاريكا أغلب الحروب والاضطرابات التي عصفت بالمنطقة انطلاقا من نهاية القرن التاسع العاشر. بيد أن فترتي عنف عكرت تطورها الديمقراطي: بين 1917 و 1919 حكم البلاد الديكتاتور فيديريكو تينوكو. وسنة 1948 قام خوسيه فيغويراس فيرير بانتفاضة مسلحة عقب جدل انتخابي قام خلالها بعزل الجيش. أودت هذه الحرب الأهلية بحياة أكثر من ألفي مواطن وانتهت بإقرار دستور جديد يضمن انتخابات حرة.أصبح فيغويريس بطلا قوميا وفاز بأول انتخابات في ظل الدستور الجديد سنة 1953. عرفت كوستاريكا بعدها ثلاثة عشر رئيسا.
الاقتصاد
- مقالة مفصلة: اقتصاد كوستاريكا
السياسة والحكومة
سياسة كوستاريكا تجري في إطار جمهورية ديمقراطيةتمثيليةرئاسية، مع نظام متعدد الأحزاب. وتمارس السلطة التنفيذية من قبل الرئيس ومجلس الوزراء لها، ورئيس كوستاريكا كل من رئيس الدولة ورئيس الحكومة. تناط السلطة التشريعية في الجمعية التشريعية. يتم انتخاب الرئيس ونواب المجلس التشريعي 57 لمدة 4 سنوات. السلطة القضائية مستقلة تعمل السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية لكنها لا تزال تشارك في العملية السياسية. كوستاريكا هي جمهورية ذات نظام قوي للضوابط والتوازنات الدستورية.[19] التصويت إلزامي في كوستاريكا ولكن لا يتم فرض ذلك.
ألغي منصب محافظ في المحافظات السبع في عام 1998.[20] لا توجد التشريعية المحافظات. في عام 2009، فتحت احتكارات الدولة على التأمين والاتصالات للمنافسة القطاع الخاص. تتمتع أجهزة الدولة الأخرى بعض الاستقلال التشغيلي كبيرة والاستقلالية؛ وهي تشمل شركة الطاقة الكهربائية (معهد Costarricense دي إلكترسيداد)، والمصارف التجارية المؤممة (والتي هي مفتوحة للمنافسة من المصارف الخاصة)، وكالة الضمان الاجتماعي (كاجا Costarricense دل سيغورو الاجتماعية). كوستاريكا لا يوجد لديه عسكرية ولكن يحافظ على قوة الشرطة المحلية ووحدة القوات الخاصة كجزء من وزارة الرئيس.
الحياة النباتية والحيوانية
تعد كوستاريكا موطناً لمجموعةٍ غنيةٍ من النباتات والحيوانات. ومع أنها تشغل ما يقارب 0.25% من مساحة اليابسة في العالم إلا أن كوستاريكا تنفرد ب 5% من التنوع البيولوجي العالمي . وتبلغ المساحة المخصصة للمنتزهات الوطنية والمحميات الطبيعية 25% من مساحة كوستاريكا ؛ في حين أن المساحة الكلية للمناطق المحمية في دول العالم بلغت 13% (متوسط المناطق المحمية في الدول النامية يبلغ 13% بينما في الدول المتقدمة فيبلغ 8%). وتمكنت كوستاريكا بنجاح من تقليص معدلات إزالة الغابات إلى ال0% بحلول عام 2005 بعد إذ بلغت أسوأ معدلاتها في الفترة 1973-1989.
فراشة دوريس لينيوس في كوستاريكا
ضفدع ذو عينان حمراوان في كوستاريكا
العلاقات الخارجية
باراك أوباما و لورا شينشيلا مع الأطفال كوستاريكا في سان خوسيه
وكوستاريكا هي عضو نشط في الأمم المتحدةومنظمة الدول الأمريكية. تستند محكمة البلدان الأمريكية لحقوق الإنسان وجامعة الأمم المتحدة للسلام في كوستاريكا. وإنما هو أيضا عضو في العديد من المنظمات الدولية الأخرى المتعلقة بحقوق الإنسان والديمقراطية.
والهدف الرئيسي من كوستاريكا السياسة الخارجية لتعزيز حقوق الإنسان والتنمية المستدامة بوصفها وسيلة لتأمين الاستقرار والنمو.[21]
كوستاريكا هي عضو في المحكمة الجنائية الدولية، دون اتفاق الحصانة الثنائية لحماية جيش الولايات المتحدة (التي تغطيها المادة 98).
في 10 سبتمبر عام 1961، بعد بضعة أشهر أعلن فيدل كاسترو كوبا دولة اشتراكية، أنهى الرئيس الكوستاريكي ماريو ايتشاندى العلاقات الدبلوماسية مع كوبا من خلال المرسوم التنفيذي رقم 2. استمر هذا التجميد لمدة 47 عاما حتى أعلن الرئيس أوسكار آرياس سانشيز في 18 آذار 2009 أن وكانت علاقات طبيعية إلى إعادة تأسيس، وقال: "إذا كنا قادرين على فتح صفحة جديدة مع الأنظمة المختلفة كما بعمق إلى واقعنا كما حدث مع الاتحاد السوفياتي، أو أكثر في الآونة الأخيرة، مع جمهورية الصين، وكيف ونحن لن تفعل مع هذا البلد الذي هو جغرافيا وثقافيا أقرب كثيرا إلى كوستاريكا؟ "أعلن ألحان أيضا أن كلا البلدين تبادل السفراء.[22]
لديه كوستاريكا أيضا خلاف طويل الأمد مع نيكاراغوا على نهر سان خوان، الذي يحدد الحدود بين البلدين. ينشأ هذا الخلاف فيما يتعلق بحقوق كوستاريكا الملاحة في النهر.[23] وفي عام 2010، كان هناك أيضا نزاع حول جزيرة كاليرو، وأثر التجريف نيكاراغوا من النهر في تلك المنطقة.[24]
في 14 تموز، 2009، أيدت محكمة لاهاي (محكمة العدل الدولية) حقوق زيارتها كوستاريكا للتنقل لأغراض تجارية لصيد الكفاف على جانبهم من النهر. تمديد معاهدة 1858 حقوق الملاحة لكوستاريكا، لكنه نفى نيكاراغوا سفر الركاب وكان الصيد كجزء من الصفقة؛ قضت المحكمة لم تكن هناك حاجة كوستاريكا على نهر لديهم بطاقات سياحية أو تأشيرات نيكاراغوا نيكاراغوا كما زعم، ولكن، في إشارة إلى نيكاراغوا، حكمت يجب القوارب والركاب كوستاريكا تتوقف عند أول وآخر ميناء نيكاراغوا على طول طريقهم. يجب أن يكون أيضا وثيقة الهوية أو جواز السفر. نيكاراغوا ويمكن أيضا فرض جداول زمنية على حركة المرور في كوستاريكا. نيكاراغوا قد تتطلب القوارب كوستاريكا لعرض العلم نيكاراغوا، ولكن قد لا توجيه الاتهام لهم لإزالة خروجا عن موانئها. وكانت كل هذه العناصر محددة للخلاف تقديمهم إلى المحكمة في ايداع 2005.[25]
في 1 يونيو 2007، حطم كوستاريكا العلاقات الدبلوماسية مع تايوان، والتحول الاعتراف إلى جمهورية الصين الشعبية. وكانت كوستاريكا أول من دول أمريكا الوسطى للقيام بذلك. اعترف الرئيس أوسكار آرياس سانشيز كان العمل استجابة لحاجة الماسة الاقتصادية.[26] وفي التقدير، الذي بني في لجان المقاومة الشعبية كوستاريكا، الملعب الجديد، 100،000،000 $ للدولة من بين الفن كرة القدم في باركي لا سابانا، في مقاطعة سان خوسيه. استغرق ما يقرب من 600 مهندس والعمال الصينيين مشاركة في هذا المشروع، وافتتح في مارس 2011 بمباراة بين منتخبي كوستاريكا والصين.
أنهى كوستاريكا المدى في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بعد أن تم انتخابهم ل، على المدى غير المتجددة لمدة سنتين في انتخابات عام 2007. انتهت فترة ولايتها في 31 ديسمبر عام 2009؛ كان هذا الوقت كوستاريكا الثالث في مجلس الأمن.
التركيب السكاني
بلغ التعداد السكاني للعام 2011 في كوستاريكا 4,301,712 نسمة،[27] منهم94٪ من البيض و 2٪ من السود 0.8٪ الهنود و 0.2٪ من الصينيين و 1٪ من أصول أخرى.
أغلب سكان كوستاريكا من الإسبان إلا أن هناك أعداد كبيرة من اليهود، الألمان والإيطاليين والبولنديين أما نسبة السود فكانت 3% وهم يتحدرون على الأغلب من العمال المهاجرين من جامايكا،[28] واتخذت كوستاريكا ملجأً للهاربين من الحروب الأهلية والأنظمة الديكتاتورية في بلدان أمريكا اللاتينية.
أما قانون الزواج في كوستاريكا فهو بموافقة الدولة ويحتفل به الكاثوليكيون في الكنائس، اما لو رغب شخص في الزواج خارج الكنيسة الكاثوليكية لابد له من التعاقد مع محام لأداء ومن ثم تسجيل زواجهم المدني. السن القانوني للزواج في كوستاريكا هو 18 سنة، و15 سنة بموافقة الوالدين.
الصحة
وفقا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في عام 2010 كان متوسط العمر المتوقع عند الولادة للالكوستاريكيين 79.3 سنة.[29]
كوستاريكا هي من بين دول أميركا اللاتينية التي أصبحت وجهة شعبية للسياحة الطبية.[30][31]
الدين
كاتدرائية دي نوسترا سينيورا دي لوس انجليس (كنيسة سيدة الملائكة)، خلال عام 2007 الحج
أجرت جامعة كوستاريكا عام 2007 بحثاً أظهر أن 70.5% من السكان من الرومان الكاثوليك وهي الديانة الرسمية في كوستاريكا، وينتمي 4.3% إلى ديانات آخرى كالبوذية (جلهم من الصينيين)، إضافة إلى اعتناق اليهوديةوالإسلام والهندوسية، وحسب الدراسة فإن 11.3% بلا ديانة[32].
لغتها الرسمية هي اللغة الإسبانية، اللهجة السائدة هي الإسبانية الكوستاريكية (en) والتي هي إحدى اللهجات الإسبانية (en) في أمريكا الوسطى. في كوستاريكا توجد 10 لغات مسجلة.