تخفيف الوزن يمنع فقدان السمع !

أصبح من البديهي ارتباط السمنة بأمراض القلب وارتفاع الكوليسترول و السكري و ارتفاع ضغط الدم و أمراض الكلى و المرارة و قد يزيد أيضا من خطر بعض أنواع السرطان إضافة إلى الأمراض النفسية المرتبطة بالسمنه ، وهو عامل خطر أساسي لتنمية هشاشة العظام و توقف التنفس أثناء النوم، فلزيادة الوزن تأثير على صحة الانسان العضوية و النفسية، إلا أنه لم يكن يتبادر لأذهاننا بأن السمنه قد تؤدي إلى مشاكل بالسمع قد تنتهي بالصمم.


هذا ما نشرته المجلة الأميركية للطب في ديسمبير عام 2013 ، إعتمدت في نتائجها على أبحاث استمرت 20 عاما ، درس الباحثون فيها علاقة مؤشر كتلة الجسم و محيط الخصر والنشاط البدني و علاقته بفقدان حاسة السمع، ل 68 الف إمرأة ، أظهرت الدراسة أن النساء اللواتي يعانون من السمنة (مؤشر كتلة الجسم 40 فأكثر) ، لديهن خطر أعلى بنسبة 25 في المئة لفقدان حاسة السمع من النساء ذوات الوزن الطبيعي.
و أظهرت الدراسة أيضاً أن ممارسة الأنشطة مثل رياضة المشي مدة ساعتين على الأقل أسبوعياً تقلل خطر الإصابة بالصمم بنسبة 15 في المئة ، وبالرغم من أن الدراسة ركّزت على النساء، إلا أن الباحثين أكدوا إمكان تطبيقها أيضاً على الرجال.
كما وأكدت نتائج دراسة أميريكية أخرى في جامعة كولمبيا علاقة السمنة عند المراهقين و فقدان السمع لديهم، حيث ﺑﻴﻨﺖ اﻟﺪراﺳﺔ أن المراهقين الذين يعانون من السمنة لديهم ﺣﺎﺳﺔ ﺳﻤﻊ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺮﻳﻀﻬﻢ ﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ الترددات، وأﻇﻬﺮت إﺣﺘﻤﺎل ﻓﻘﺪان ﺣﺎﺳﺔ اﻟﺴﻤﻊ ﺑﻤﻌﺪل اﻟﻀﻌﻒ ﻹﺣﺪى اﻷذنين أﺛﻨﺎء ﺗﻌﺮﺿﻬﻢ ﻷﺻﻮات ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ التردد بالمقارنة مع ذوي الأوزان الطبيعية من المراهقين ، وﻳﺘﻮﻗﻊ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن أن ﻫﺬا ﻳﻤﺜﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺒﻜﺮة ﻹﺻﺎﺑﺔ اﻟﻤﺮاﻫﻘين اﻟﺒﺪﻧﺎء ﺑﺘﻌﺮﺿﻬﻢ ﻟﻤﺷﻜﻼت ﺧطيرة بحاﺳﺔ اﻟﺴﻤﻊ ﻻﺣﻘﺎً في ﻛﻼ اﻷذنين.
اقترح الباحثون تفسيرات مختلفة لهذه العلاقة، إذ أن بعضهم أعاد السبب إلى أن اﻟﺘﻬﺎﺑﺎت اﻷذن اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ اﻟﺴﻤﻨﺔ رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻋﺎﻣﻼً أﺳﺎﺳﻴﺎً في ﺿﻌﻒ اﻟﺴﻤﻊ وﺗﻠﻒ اﻷذن تدريجيا، وفي تحليلات أخرى أن الترسّبات الدهنية يمكن أن تسد الأوعية الدموية في الأذن، مما يحد من تدفق الدم إليها، وبالتالي تحدث أضراراً بالخلايا. و قد تؤدى السمنة إلى الإصابة بمرض السكري ، و بما أن مرض السكري يؤثر على الأعصاب، و عصب السمع من أكثر الأعصاب المتأثرة بمرض السكري، قد يصل الأمر إلى ضعف عصبى شديد بالأذن يؤدي الى ضعف بالسمع.
كان يُعتقد في السابق أن أفضل الطرق لحماية الأذن من الصمم هو عدم التعرض للضوضاء العالية و المحافظة على نظافتها، إلى أن العلم الحديث يفاجئنا بأن المحافظة على وزن مثالي و جسم رشيق و نشاط رياضي يومي لا يقل عن نصف ساعة يحمي من فقدان السمع.