بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
روي في كتاب المستدرك على الصحيحين بسنده صحهه الحاكم النيسابوري على شرطي البخاري ومسلم عن محمد بن الحنفية قال: كنا عند علي – عليه السلام – فسأله رجل عن المهدي فقال علي – عليه السلام –:
ذاك يخرج في آخر الزمان إذا قال الرجل: الله الله قتل فيجمع الله تعالى قوماً قزع كقزع السحاب، يؤلف الله بين قلوبهم لا يستوحشون الى أحد ولا يفرحون بأحد دخل فيهم على عدة أصحاب بدر، لم يسبقهم الأولون ولا يدركهم الآخرون وعلى عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر.
روي أيضاً في مصادر معتبرة عدة، وهو يشير الى صفة محورية مهمة في الأنصار المخلصين لمولانا المهدي الموعود – عجل الله فرجه -:
هذه الصفة هي كونهم قد بلغوا مرتبة (النفس المطمئنة) أي النفس التي وثقت بالله تبارك وتعالى وبحسن تدبيره لشؤون عباده، فصارت بذلك لا تستوحش من قلة المؤمنين الصادقين ولا من كثرة الأعداء ولا من شدة الفتن التي تمر بهم ولا من شدة الإرهاب الذي يوجهه الطواغيت للمؤمنين الصادقين بحيث أن من يؤمن بالتوحيد الخالص يقتل مباشرة من قبل الطواغيت المصرحين بعدائهم للإسلام والقيم الإلهية أو من قبل أدواتهم كالمنافقين والحركات التكفيرية التي تقتل الموحدين المخلصين تحت شعار التوحيد الخالص.
وهذا المعنى هو الذي يشير اليه مولى الموحدين الإمام علي أميرالمؤمنين الصادقين حيث يقول
: "يؤلف الله بين قلوبهم، لا يستوحشون الى أحد ولا يفرحون بأحد دخل فيهم".
هذه العبارة البليغة تشير، الى قوة ارتباط وثقة هؤلاء المؤمنين الصادقين بالله جل وعلا والى درجة تجعلهم لا يستوحشون لقلة سلاك طريق الحق منهم يأنسون بالله تبارك وتعالى، كما أنهم لا يستوحشون ولايرهبون كثرة الأعداء وشدة الفتن لأنهم قد آمنوا بالله عزوجل وبصدق جعلهم يرون وجدانياً أنه سبحانه وتعالى الغالب على أمره والناصر لمن نصره في كل الأحوال ومهما كانت التحديات... فهم يرون النصر من عند الله ولذلك فهم لا يفرحون بأحد انضم اليهم فرح من يرون النصرة بالكثرة وبانضمام الآخرين الى جبهته.
والعلامة الثانية لتحلي المؤمنين الصادقين في نصرة خاتم الأوصياء المحمديين بقية الله المهدي – عجل الله فرجه – بمرتبة (النفس المطمئنة) هي التي يشير اليها مولى الموحدين علي المرتضى بقوله – صلوات الله عليه -: "على عدة أصحاب بدر... وعلى عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر".
ما ذكر الأحاديث الشريفة من الله جلت حكمته يبتلي أصحاب المهدي – أرواحنا فداه – بنظير ما ابتلى به أصحاب طالوت.. وهو ما حكاه القرآن بشأن الشرب من النهر، وفي ذلك إشارة الى شدة هؤلاء المؤمنين الصادقين بأوامر إمامهم في أصعب الأحوال ثقة وطمأنينة الى أنه – صلوات الله عليه – لا يأمر إلا بما فيه صلاحهم حتى لو لم يفهموا الحكمة منه، كما هو الحال في النهي مثلاً عن شرب الماء عند تيسره وهو أمر مباح.. والإلتزام بنظائر هذه الأوامر لا يمكن أن يتحقق إلا في حالة تحلي المؤمن بالنفس المطمئنة الواثقة بحكمة أوامر الله وأوليائه الصادقين صلوات الله عليهم أجمعين.
ألا يا ولي الأمر قد عسعس الدجى
متى ينجلي ليل ويشرق قابس
ويصبح سلطان الهدى وهو قاهر
عزيز وشيطان الضلالة خانس
لأبذل في إدراك ثأرك مهجتي
فما أنا بالنفس النفيسة نافس