تقابلا بعد طول غياب ......نظر إليها في سكون .....ونظرت إليه في استرخاء ودلال
وقفا ...جحظت عيناه ....وضاقت أجفانها وحدقت النظر ....بدت ابتسامة في عيونها
على وجه متألم وملامح معاتبه.....ثم ابتسمت ابتسامة واضحة ...وكانت تلك الابتسامة
آرق اعتراض على إنسان عشقت.....نظراته كانت ساكنة عبرت عما به من عجز
على إجابة أسألتها الصامتة ....فكانت نظراته هي نظرات العاجز
نظرة منها بابتسامة وكأنها تطلب منه أن يتجرأ ....وتتبعها بنظرة آخري تطلب فيها أن لا يتجرأ
نظرت بحدة وكأنها تقول .....أين أنت.....وكأنك لست أنت
تحب المرأة عندما يكون عمق الرجل ....بعمق فهمها له ....وتحب بقوة عندما تستمد منه قوة
وتشعر بكبريائها معكوس من كبريائه واعتزازه بنفسه
بادلها بنظرة وكأنه يسألها لما ابتعدت ...وعني احتجبت ؟
ابتسمت وقالت ..اما ابتعادي عنك كان محاولة لتعذيبك بحبي ....وتعذيبك لم يكن خضوعك
انما محاولة كانت مني لدفعك لتستبد بحبك وتتملك ...فأنا أريده حبا لا عطفا
عطفك وشفقتك جعلتني جاهلة ونسيت بأني متعلمة ومثقفة .....اعلم متي اخطأ إذا وجب الخطأ
ابتعدت نعم ....وتركت روحي حولك محلقة ....فهل شعرت بها ؟
أجاب ....نعم عشت معها فتعلمت معني الجمال لأني عشت في بعض خفايا نفسك
وكتبت لك عن هذا الجمال
قالت ....ما ابخلك فيما كتبت ....لوكانت كلماتك دراهم .....لخشيت أن تعطيها لفقير
حتى لا يُقال بأنك بخيلا
قلة كلماتك التى تكتبها لي ....جعلتني اشعر بأني الكهولة بأصدق معانيها
وأنت الشباب بأجمل معانيه ......فأنا احن إليك ......وأنت عني مبتعدا ومني هاربا
يا هذا ......الإقبال في الحب لايعترف بلين ولا يرضى بالتراجع .....فلا تعامل المرأة
بالطريقة التى هي لعبتها وتجيدها.....فالمرأة اقدر من الرجل على ان تقبل
على الحب بالصبر واللين والبرود....ولا يقدر عليها بهذا الأسلوب عتاة الاستبداد
كم أنت رجعي في طريقة تفكيرك محافظ على التقاليد يا أنت
قال .....وما طريقتي إلا كالربيع ...لاتستوي الفصول بدونه
قالت ...وما أراها إلا كالخريف......يأتي فيتحول الأخضر إلى اليابس ...وبتقاليدك تلك
تحاول أن يصبح قلبي الأخضر يابسا بلامشاعر لك وكان هذا سر ابتعادي
أريد أن احتفظ بمشاعري نحوك خضراء دائما ....لأنك لا تعتني بها ولا تسقيها
قال ......يا أنت .....حبك شر لااستعيذ منه .....فأنت لي أمنية مستحيل أن تتحقق بحكم العادات والتقاليد
وهذا اقسي أنواع الشقاء ....وكل مامر علىً في بعدك من عذاب هو بداية العذاب
فكيف بربك سيكون منتهاه .......فجعلت من حبك في روحي معاني تسعدني
وليس أماني أتألم منها وأهابها فتجلب لي التعاسة والألم والفكر .....فليس أمامنا سوى الفراق
حتى تظل مشاعرك خضراء يانعة.....وتبقي مشاعري بلا عذاب بأني عاجز على أن تكونين لي شريكة حياة
تقابلت العيون بدموع صامتة.....وابتسامات رقيقة .....وافترقا دون ميعاد آخر