مخاطره على صحة الإنسان وسلامته
14 - أغسطس - 2012
كاتب علمي متخصص في تكنولوجيا الصناعات الكيميائية
غاز أول أكسيد الكربون من الغازات السامة، والتي يتسبب بموت من يتعرض لتركيز مرتفع منه يتجاوز الحد المسموح به، ويتميز غاز أول أكسيد الكربون بأنه عديم اللون والطعم والرائحة، ويعد الهواء المحيط بالإنسان آمن وغير ملوث في حال بلغ تركيز أول أكسيد الكربون فيه 5 أجزاء بالمليون PPM، وتتسبب المدافئ المنزلية في رفع تركيز غاز أول أكسيد الكربون في داخل المنازل ما بين 5 إلى 15 PPM، أما إذا كان المنزل سيء التهوية وكانت التدفئة داخله غير جيدة، فإن تركيز هذا الغاز قد يصل إلى 200 PPM وهذا يؤثر بشكل كبير على القاطنين في مثل تلك المنازل، أما إذا تجاوز تركيز أول أكسيد الكربون في الهواء 800 PPM فإن الهواء يصبح خانقا ويؤدي إلى الوفاة خلال ساعتين من التعرض له.
هذا ويعتبر كل من الأطفال وكبار السنة والأجنة والمصابين بأمراض الجهاز التنفسي والقلب أكثر تأثرا به، كما يكون القلب والدماغ والعضلات من أكثر أجهزة جسم الإنسان تأثرا بغاز أول أكسيد الكربون نظرا لحاجتها المستمرة إلى كميات كبيرة من غاز الأكسجين.
مصادر غاز أول أكسيد الكربون
ينتج هذا الغاز من كافة عمليات الحرق المباشر، سواء من احتراق الفحم والأخشاب والكيروسين والمشتقات البترولية الأخرى، وفي داخل المنزل يتكون أول أكسيد الكربون من مدافيء الغاز والكاز والفحم، ومن تسرب عوادم المداخن والأفران، كما ينتج بسبب تدخين السجائر والأرجيلة، كذلك فإن وسائط النقل المختلفة ومحطات توليد الطاقة، تعتبر من المصادر الرئيسة لغاز أول أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي.
تأثير أول أكسيد الكربون على صحة الإنسان
يتم امتصاص غاز أول أكسيد الكربون من خلال الرئتين، حيث يتحد بشكل مباشر وسريع مع خضاب الدم، وهذا يرفع من مستوى الكربوكسيل في الدم وانخفاض في تركيز الأوكسجين الذي يصل إلى أعضاء جسم الإنسان وخصوصا القلب والدماغ والعضلات، ويتعطل عمل الأهداب التي تعمل على تنظيف الهواء الداخل إلى الرئتين مما يؤدي إلى حدوث أزرقاق في الجسم والتسمم ثم الوفاة.
ومن أعراض تسمم الإنسان بغاز أول أكسيد الكربون، الإصابة بالصداع والغثيان والإعياء وصعوبة التنفس والتقيؤ وارتخاء العضلات وقصور حاد في عمل القلب وألام في الصدر، وتحدث الوفاة في حال لم يتم إسعاف من يتعرض لتركيز مرتفع من غاز أول أكسيد الكربون، ويقدر عدد الوفيات السنوية الناتجة عن هذا الغاز في الولايات المتحدة الأمريكية نحو 1500 شخص.
أسباب خطورة أول أكسيد الكربون على صحة الإنسان
يستطيع غاز أول أكسيد الكربون الاتحاد مع خضاب الدم بشكل أسرع من الأكسجين، مما يمنع وصول الأكسجين إلى الجسم، إذ أن الحويصلات الهوائية ينساب الأوكسجين إليها عبر الغشاء المنفذ للشعيرات الدموية، حيث يتم التقاط الأكسجين بواسطة جزيئات خضاب الدم في كريات الدم الحمراء، والذي يتم نقله إلى كامل أنحاء الجسم، ثم يعود الدم إلى الرئتين من الجسم محملا بثاني أكسيد الكربون.
وغاز أول أكسيد الكربون يمكنه أن يتحد مع خضاب الدم بشكل يفوق اتحاد الأكسجين بنحو 250 مرة، فبدلا من أن يتحد الأكسجين مع الخضاب ليكون الخضاب المؤكسد، يتحد أول أكسيد الكربون مع الخضاب ليكون كربوكسيل الخضاب، كما أن فك ارتباط غاز أول أكسيد الكربون عن الخضاب يحتاج إلى بعض الوقت.
ويبين الجدول التالي العلاقة بين تركيز كربوكسيل الخضاب بالدم والمخاطر الصحية على جسم الإنسان *
تركيز كربوكسيل الخضاب المخاطر الصحية 5 % تنخفض فعالية العمل بحوالي 3 – 7 ) % وتظهر علامات عدم الراحة. 10% تدني اللياقة الرياضية بسبب زيادة الطلب على الأكسجين، والتعب المباشر بعد القيام بجهد عضلي 15% انخفاض كفاءة كل من الرؤية والعمل اليدوي والقدرة على التعلم وقيادة السيارة. 30% صداع وإعياء وعدم القدرة على التركيز. 40% اضطراب وارتباك في التصرفات وعدم القدرة على ممارسة الرياضة. 60% الإغماء ثم الوفاة في حالة استمرار التعرض لنفس المستوى من غاز أول أكسيد الكربون. 80% الوفاة. * المرجع، كتاب التلوث الداخلي للمنازل، تأليف كل من الدكتور نوري بن طاهر الطيب، والدكتور بشير بن محمود جرار، الناشر مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، المملكة العربية السعودية.