سألتها ما أنت يا حياة؟


أجابت أنا مجموعة لحظات، تعيشونها بسرائها وضرائها، بحزنها وفرحها، بليلها ونهارها، حين ترضيكم تتمنون دوامها، وحين تغدر بكم تتمنون فراقها...أنا قدركم أنا أملكم وأنا ألمكم، فما أنتم؟


أجبتها نحن من صدقناك، استأمناك على أرواحنا وذكرياتنا وأحلامنا وأمانينا، نحن من عشناك أملا فأحطتنا بالآلام من كل جانب فعشناك ألما وعندها أريتنا الآمال في عيون الأحباب و الأقارب، نحن من أردناك فضحكنا بوجهك العابس، نحن من بكينا بمرارة أمام ابتسامتك، نحن أذكى المخلوقات التي لم تفهمك مطلقا، لم نفهم ابتسامتك ولم نفهم غدرك، لم نفهم شيئا رغم اعتقادنا بأننا نعرف كل شيء

غباء منا أن نستهين بقدراتك، بلادة أن نصدقك وحماقة أن نحذر منك، ما أنت يا حياة؟ما أنت؟


لم تحتج لأن ترد مجددا فهي لا تعطي فرصة جديدة أبدا، الحياة واحدة والعمر واحد والفرصة احدة، ربما أخطأت التقدير عندما ظننت أن لها دخلا في تعاستنا ربما نحن من نجعل من لحظاتنا أملا ونحن أيضا من نجعلها ألما، نحن من يؤذي ونحن من يجرح ونحن من يعطي ونحن من يحب...نحن من يصنع الحياة وليست هي من تصنعنا، نحن من يبعث الأمل وليست هي من تكتمه، نحن نحفر الجراح وليست هي من تداويها