نشرت لجنة الطيران التابعة لرابطة الدول المستقلة تقريرها النهائي حول ملابسات كارثة طائرة "فالكون" التابعة للرئيس التنفيذي لشركة "توتال" كريستوف دو مارجيري التي وقعت بموسكو منذ سنتين
ووقعت الكارثة ليلة 21 أكتوبر/تشرين الأول 2014 في مطار فنوكوفو بموسكو، عندما كانت طائرة "فالكون" الخاصة التابعة لـ دو مارجيري تحاول الإقلاع من الجناح المخصص للطيران الخاص. لكن الطائرة اصطدمت بجرافة معنية بإزالة الثلوج، ما أدى لانقلاب الطائرة واشتعال النيران فيها. ولم يصب قائد الجرافة بأذى، فيما قتل الأشخاص الأربعة على متن الطائرة، وهم دو مارجيري نفسه والطاقم المكون من 3 أفراد.
وأوضحت اللجنة في تقريرها، الذي نشر يوم الثلاثاء، 25 أكتوبر/تشرين الأول، على موقعها الإلكتروني، أن طاقم الطائرة والمسؤول عن الوردية التي عملت في المطار، ليل وقوع الكارثة، كانوا يملكون معلومات حاسمة كان من شأنها، في حال الاستفادة منها في الوقت المناسب، أن تساعد في منع وقوع الكارثة.
وجاء في التقرير أن لجنة أجرت تجارب لمحاكاة ملابسات الكارثة، واستنتجت أنه، لو اتخذ طاقم الطائرة، في الوقت المناسب، قرارا بالتخلي عن محاولة الإقلاع، واستخدم كافة أجهزة الفرملة على متن الطائرة، لكان بإمكانه منع تحطم الطائرة.
واعتبر المحققون أن الأسباب الرئيسية وراء الكارثة، كانت تكمن في انعدام مراقبة لائقة من قبل رئيس الوردية التي كانت تتناوب في المطار، إذ تم العثور على اثار الكحول في دمه (سبق أن استنتج المحققون أن قائد الجرافة التي اصطدمت بها الطائرة، كان أيضا في حالة السكر). وكما أشارت اللجنة إلى انتهاك قواعد استخدام الآليات الخاصة لإزالة الثلوج، إذ كانت الجرافات تدخل إلى مدرجات الإقلاع والهبوط دون الحصول على تراخيص مسبقة من منسق الحركة في المطار.
وتابعت اللجنة أن تقاطع العوامل المأساوية، ومنها انعدام أي خطط طارئة للرد على فقدان الاتصال بآليات تنظيم المدرج، وعدم فعالية الإجراءات الرامية إلى منع دخول الجرافات إلى مدرج الإقلاع بشكل غير مرخص، أدى إلى وقوع الكارثة.
كما اتهمت اللجنة الطاقم الطبي في المطار بانتهاك قواعد الفحص الطبي لسائقي الجرافات، وأشارت إلى وجود مشاكل فنية، منعت هؤلاء السائقين من متابعة المكالمات بين المراقبين الجويين والطيارين دون انقطاع.
وحسب الفرضية الأساسية التي اعتمدت عليها لجنة التحقيق الروسية، في وقت سابق، وقعت الكارثة بسبب إهمال قائد الجرافة، الذي كان في حالة سكر. كما وجهت الاتهامات بالإضافة إلى قائد الجرافة، إلى مدير التحليقات واثنين من المراقبين الجويين في المطار، إذ كان هؤلاء على علم بوجود خطر ناجم عن عمل آليات إزالة الثلوج في المدرج، ولم يبلغوا قائد الطائرة بذلك. وتجري في الوقت الراهن محاكمة المتهمين الأربعة.
وتجدر الإشارة إلى أن دو مارجيري لقي مصرعه على متن طائرته الخاصة، عندما كان يهم بالعودة إلى فرنسا، من موسكو حيث شارك في اجتماع عقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع أهم المستثمرين في الاقتصاد الروسي، لبحث تعزيز التعاون، رغم العقوبات الغربية المفروضة على روسيا.