~الشامة (الخال)، تظهر لدى كل الناس ،نساءً ورجالاً كباراً وصغاراً، ونجدها موجودة في أي جزء من أجزاء الجسم الذي يغطيه الجلد (وهو أكبر أنسجة الجسم مساحةً)، والجلد يتكون من ثلاث أجزاء من الأنسجة:
~1. البَشَرة.
2. الأدَمَة
3. نسيج تحت الجلد.
ما يهمنا هنا، جزء البشرة والذي يتكون من أربع طبقات من الخلايا، هي من الخارج إلى الداخل:
• الطبقة المتقرِّنة
• الطبقة الحبيبية
• الطبقة الشوكية
• الطبقة القاعدية
في الطبقة القاعدية توجد خلايا طلائية يُطلق عليها الخلايا الميلانية، وهي تنتج صبغة بنية تسمى الميلانين (مادة صبغية بروتينية) تُفرز في الجلد وفي بصيلات الشعر وغيرها.
هذه الصبغة هي التي تتحكم في لون البشرة، فعند زيادة إفرازها تحدث سمرة البشرة، وعند قلة الإفراز يحدث بياض في البشرة، وعند انعدام هذه الصبغة، حينها يُسمى الشخص (أبرص) ويكون أبيض تماماً وهو يعاني من صعوبة الرؤيا في الضوء.
تعد هذه المادة من أكبر المواد الواقية من حرارة الشمس أيضا ومن إشعاعاتها، وهذا يفسر تلوّن بشرة أي شخص يتعرض كثيرًا للشمس حيث تعمل الأشعة على تفعيل الخلايا لإنتاج الميلانين، فكلما كان لون الجلد أفتح كانت قدرته على الحماية والمقاومة أقل وأكثر عرضة للإصابة بمرض السرطان، وأشد تأثراً بالحروق.
يرتبط أيضا ظهور الشامة بهذه المادة.
ومع تقدم السن، تقوم الخلايا المنتجة للميلانين بإنتاجه بطريقة غير منتظمة، فتبقى بعض مساحات الجلد فاتحة في حين أن بعضها الآخر يصبح قاتماً. وتسمى هذه البقع القاتمة أحياناً بقع الشيخوخة أو البقع الكبدية اللون. كما يصبح الجلد أرق وأكثر جفافاً مع زيادة تقدم العمر. ولذا، يبدأ الجلد بالتجعَّد ويصبح مغطى بالقشور أو الحراشيف. إضافة إلى ذلك، فإن جلد الشخص المسن يجرح ويصاب بالكدمات ويتشقق بسهولة غير عادية، ويلتئم ويشفى ببطء شديد.
الشامات :أشكالها متعددة ،أحجامها متنوعة ،ألوانها مختلفة ،في أحيان تظيف جمالاً الى وجه الإنسان وخصوصاً المرأة، وفي أحيان تكون سبباً في انزعاج من تظهر لديهم.
غير قليل من الناس يتوجسون من وجود الشامة دون أن يعرفوا تفاصيل تكونها وأي نوع من أنواعها هو الذي يستوجب التوجس.
فالشامة بقعة جلدية تختلف في لونها عن الجلد المحيط بها (في الغالب اللون البني)، تتكون جراء انقسام الخلايا الصبغية في طبقات الجلد، وهي تختلف من شخص الى آخر من حيث العدد والحجم والشكل والتوزيع والألوان، كما أن سرعة نموها لها علاقة بالنسيج الذي تكونت منه.
اللون البني في أكثر الشامات سببه تجمع هذه الخلايا، وبعض الشامات تحتوي على شعيرات غامقة اللون.
الشامة ربما تكون موجودة منذ الولادة أو تظهر فيما بعد خلال حياة الإنسان وخصوصاً خلال العشرين سنة الأولى من العمر.
وعلى العموم فأن الشامة حالة جلدية غير مؤذية بشكل عام، وقد وجد العلماء أن تحول بعض أنواع الشامات الى أورام سرطانية، وهو نادر .
أنواع الشامات:
• الشامة الصبغية المكتسبة وتظهر بعد الولادة ولا خوف منها.
• الشامة الصبغية الخلقية وتكون مع الولادة تحتاج متابعة طبية مباشرة.
• الشامة الهالة، وتكون بنصفين، أحدهما أبيض والأخر أسود أو بني ، وأيضاً تحتاج متابعة.
• الشامة الزرقاء، لونها أزرق وهي نادرة.
• الشامة الشاذة، تظهر وتختفي وتحتاج متابعة.
الشامة إما أن تكون مسطحة أو بارزة وعددها يعتمد على عوامل وراثية وبيئية (وخصوصاً التعرض الى الشمس)، كما أن التغيرات الهورمونية لها تأثير في ظهور هذه الشامات كما يحصل في الحمل أو جراء استعمال حبوب منع الحمل واستخدام الكورتيزونات، الاّ أن العلماء حددوا عدد الشامات في جسم الإنسان في حدود مقبولة على أن لا تتجاوز الـ 100 شامة.
والسؤال ،ما هي الضوابط المعتمدة لوصف الشامة في الجسم على أنها طبيعية، وعكسها يتوجب مراجعة الطبيب ؟
1. أن تكون دائرية وأن شطريها متماثلين.
2. محيط الشامة واضح ومتناسق وغير متعرج بشكل ملفت للنظر.
3. لونها متناسق (الشامة المريضة فيها ألوان متعددة).
4. حجم الشامة صغير نسبياً وثابت (أي لا يكبر) ،أما أذا أصبح كبيراً بشكل متسارع، عندها يتوجب مراجعة الطبيب.
5. حينما تصبح نازفة، أو تقرحات أو ألم أو حك مستمر.
ينصح الأطباء بعدم التعرض لأشعة الشمس بصورة مستمرة ولفترات طويلة، كون أشعة الشمس تحتوي على الأشعة فوق البنفسجية والتي تكون على أشدها في الفترة المحصورة بين 12 ظهراً والرابعة بعد الظهر.
كما قلنا أن لون الشامات يتراوح بين البني والأحمر والبنفسجي والأزرق والأسود، وكلها ألوان لا تدل على أي مؤشر غير سليم. بعض الشامات الكبيرة تكون لها حدود غير منتظمة وغير محددة، وهذا النوع يشكل احتمالية كونها شامات خبيثة وتميل للظهور في العائلات التي لديها تأريخ الورم الصبغي الخبيث، علماً أن هذا النوع من الشامات تعرف بالشامات الشاذة وهي تحمل صفات المرض الخبيث ولكنها بنفس الوقت شامة حميدة وليست خبيثة.
هناك نوعان من الشامات الشاذة :
الأول ـ شامات شاذة متفردة عشوائية.
الثاني ـ شامات شاذة عائلية (وراثية) وهي جزء من متلازمة الشامة الشاذة العائلية، وهذه المتلازمة تمتاز بـ :
• فرد أو أكثر من العائلة مصاب بها.
• العدد المرتفع في عددها.
• غريبة الشكل وكبيرة الحجم.
• حافاتها متعرجة بوضوح.
• اللون متغير.
• السطح ليس بأملس.
• حدوث نزف فيها.
• لها صفات خاصة حينما تفحص خزعة منها تحت المجهر.
علماً أن الناس يعتقدون أن الشامات التي تحمل شعر هي خبيثة، وهذا اعتقاد خاطئ.
إزالة الشامة:
لا تحتاج الشامات الى إزالة، كون الغالبية العظمى منها لا تسبب أي خطر على الحياة، ولكن نزيل الشامة في الحالات التالية :ـ
1. إنها غير مرغوب فيها من الناحية الجمالية.
2. إنها مزعجة، كأن يكون هناك احتكاك بينها وبين الملابس أو عند استخدام المشط أو الحلاقة..الخ .
3. هناك ضرورة لإزالتها، هذه الضرورة يحددها الطبيب المختص حينما يصل الى قرار أن الشامة لها تغيرات تنذر بتحول سرطاني خبيث، أو أنها بحد ذاتها سرطان خبيث.