الساعةُ الآن الـ ثالثة بعد منتصف الأرق ..
بعد مُنتصف الحيرة التي جعلتها تبدو كـ أنين هارب من رواية طويلة وحزينة
كـ رسام هرِم .. فقد القدرة على تحسس ظلال اللوحة .. وضاع وهو يعضُّ العتمة بـ جفنيهِ !
يبدو أنه ينساها دائماً .. أو مكروهٌ أصابه !!
كنتُ أستمتع بـ قراءة رسائلها .. كنتُ أُمدّد أجنحتي فوق أحرفها قبل أن أطير ، نحو سماءٍ
لـا تحفَظ ملامحي !
أحببتُ أن أخبرها .. فكانت هذهِ الأخيرة !!
(( صُندوق الوارد : ))
.................
ماذا تركتَ بعدكَ
غير عشرة أطفالٍ يتعلمون البكاء في صدري !
تركتَ قلباً يتكئ على أطراف أصابعي .. أجهدتهُ كتابة الرسائل
التي تُساق إليكَ كما يُساق العبد المأجور ، إيقونة الفقد جداً آثمة والمسافة كـ قصبة لـا تنطفئ
تُحيلني رماداً كُلّما هبّت ريح الحنين في قلبي ، الكتابةُ إليكَ جوعٌ مُستمر
والإمساكُ عنكَ ليسَ فريضة .. متى نلتقي ..
وأفواهنا معجونة بـ الخجل ؟!
يـ ابنَ التأريخ
والمدينة القديمة، واللعب .. والتفاصيل الصغيرة
التي كانت تركضُ خلفنا كلّما أسرعنا إلى الصباح الذي كان ينام تحت الشجرة ..
طمئنّي عن كُل شيء .. إنشر الأزقّة في صدري من جديد لـ اجري كما عهد الطفولة نحو صباحٍ لـايسقط
ولـا يملأ تراب النسيان وجهه .. إمنحني سبباً آخر لـ الحنين وسأهديكَ ذاكرة حبّ
نامت طويلاً عارية أمام عمرٍ يحفظ عين ميلادك
تؤلمني الفوضى ..
فـ أكتب ،
وأشعل بخور المحبّة في معابدٍ ..
ترفعُ مناراتها من أجلك ، لي الله قضيتُ عمراً وأنا أتسائلُ.. أين أنت ؟
كمؤمنة تزاحمت على حجرها الحسناتِ
وهي الفارغة من اجرك !
(( صندوق الصادر : ))
سيدتي .. إنكِ تُرسلين لـ العنوان الخطأ