الثري الصغير
في حجرة صغيرة مبنية من الطين في ارض تعود ملكيتها لأحدهم . عاشت الأرملة الفقيرة مع طفلها الصغير حياة متواضعة وظروف صعبة . .. … إلا أن هذه الأسرة الصغيرة كانت تتميز بنعمة الرضا و تملك القناعة التي هي كنز لا يفنى وأكثر ما كان يزعج الأم هو سقوط الأمطار في فصل الشتاء .
فالغرفة التي تعيش فيها عبارة عن أربعة جدران , ولها باب خشبي , وسقفها بسيط مكون من علب الكارتون وبعض العيدان ولا يحتمل سقوط المطر.
و كان قد مر على الطفل خمس سنوات منذ ولادته لم تتعرض المدينة خلالها إلا لزخات قليلة و ضعيفة وفي ذات يوم تجمعت الغيوم و امتلأت سماء المدينة بالسحب الداكنة . . . . . ومع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها فاحتمى الجميع في منازلهم أما الأرملة و الطفل فكان عليهم مواجهة موقف عصيب ! ! . .
نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة لم تراها الام لان الحجرة كان يغلفها الظلام . واندسّ في أحضانها , لكن جسد الأم مع ثيابها كان غارقًا في البلل . . .. أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته و وضعته مائلاً على أحد الجدران , و خبأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر . . …
سمعت الام ضحكة بريئة تصدر من طفلها .. فسالته هل انت فرح ياحبيبي
قال لأمه : ببراءة الاطفال نعم يا امي ولكن يا ترى ماذا يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب حين يسقط عليهم المطر ؟
لقد أحس الصغير في هذه اللحظة أنه ينتمي إلى طبقة الأثرياء . .
.. ففي بيتهم باب ! ! ”