هنا

[علي الموسوي الموسوي]

في القــــــطار
رجل عجوز يجلس مع ابنه الذي يبلغ من العمر 25 سنة في القطار. وبدت علامات البهجة و الفضول على وجه الشاب الذي كان يجلس بجانب النافذة.

اخرج يديه من النافذة وشعر بمرور الهواء وصرخ أبي انظر جميع الأشجار تسير ورائنا !! فابتسم الرجل العجوز متماشياً مع فرحة أبنه.

وكان يجلس بجانبهم زوجان ويستمعون إلى ما يدور من حديث بين الأب وابنه وشعروا بالغرابة .فكيف يتصرف شاب في ال 25من العمر كالطفل الصغير؟

فجأة صرخ الشاب مرة أخرى: أبي، انظر إلى البركة وما فيها من حيوانات، أنظر الغيوم تسير مع القطار.
واستمر تعجب الزوجين من حديث الشاب مرة أخرى. ثم بدأ هطول المطر، وقطرات الماء تتساقط على يد الشاب ، الذي امتلأ وجهه بالسعادة وصرخ ، أبي انها تمطر ، والماء لامس يدي ، انظر يا أبي .

وفي هذه اللحظة لم يستطع الزوجان السكوت اكثر من ذلك وسألوا الرجل العجوز . لماذا لا يقوم بزيارة الطبيب والحصول على علاج لأبنه ؟

هنا ردالرجل العجوز مع ابتسامة عريضة : إننا قادمون من المستشفى حيث أن أبني قد أصبح بصيراً بعد ان فقد البصر منذ ان كان بعمر العاشرة من عمره !!