القنطرة البيضاء في كربلاء معلم اثري وتأريخي في المحافظة
الى الشمال من مركز كربلاء المقدسة وبمسافة لا تتعدى الـ5 كم تشمخ القنطرة البيضاء كمعلم مهم يصنفه المختصون في الآثار والتأريخ على انه معلم اثري تعود جذوره الى العهد العثماني اكثر مما هو اثري .
حيث يؤكد الاستاذ زين العابدين ان " هذا المعلم ارتبط اسمه بحادثة تأريخية تروي مرور الإمام علي {عليه السلام} عليها ، اما وجوده فيعود الى العهد العثماني وقداسته يستمدها من اسم الإمام ومقامه الذي يجاورها بامتار ، وقد وقف الإمام علي {عليه السلام} في تلك المنطقة حين كان مارا بالعراق ، قاصدا حرب صفين " .
وقال ان " هذه الارض ستكون مدفنا للاولياء والصالحين ، وان رهطا من آل محمد {عليهم السلام} سيقتلون فيها".
الاديب والكاتب عباس خلف تحدث عن اهمية القنطرة التأريخية بالنسبة لكربلاء المقدسة كونها تطل على مرقدي الإمام الحسين واخيه العباس {عليهما السلام} ، ومشاهد عدد من قبور الاولياء والصالحين .
واوضح ان " الخليفة العاشر من السلالة العثمانية وهو سليمان القانوني أمر بحفر نهر ؛ لايصال المياه الى المدينة ، وهو ما يعرف اليوم بنهر الحسينية وسابقا بنهر السليمانية ، وتحويل المكان الى قنطرة بيضاء للمحافظة على قداسة المدينة وسميت بالقنطرة البيضاء ؛ لأنها بنيت من الآجُر الابيض انذاك ، وكانت هذه القنطرة مرسى للعديد من السفن التجارية التي تقصد المدينة عبر ممراتها المائية " .
من جانبه اشار الباحث التأريخي عبود الحلي في معرض عن " القنطرة البيضاء التي بقيت الى الان بالرغم من مرور خمسة قرون على تشييدها ، وعن الوسائل التي بنيت بها والتي مكنتها من البقاء صامدة بوجه متغيرات الزمن والجو " .
واكد ان " من بنى هذه القنطرة كان يمتلك اساليب متطورة في البناء استطاع فيها تشييد صرح شامخ لمئات السنين ، فهو لم يكن مجرد مكان يربط ضفتي نهر الحسينية فقط ، بل زين بمنارتين صغيرتين يوحي بنوع من القداسة وقوسين يرتبطان بمثلث ؛ لتقوية القوسين ما يعني ان هنالك اجتهادا في متانة المكان مع مراعاة التصميم " .
تذكر المصادر التأريخية ان " القنطرة التأريخية تعرضت لابشع حادثتين في تأريخ كربلاء ، وكانت شاهدا حيا عليهما وهما حادثة هجوم الوهابية على المدينة عام 1801 ، وحادثة الميرا خور او الميناء خور التي تمثلت بحملة لمحاصرة كربلاء استمرت لاربعة ايام على يد السلطان العثماني نديم باشا ، حيث تعرضت بعض اجزائها الى الدمار عقب تلك الحادثتين واجريت لهما صيانة لتلك الاجزاء ، اما اليوم فتعاني القنطرة البيضاء اهمالا كبيرا ، وغياب حملات الصيانة لها بما يضمن بقاءها ارثا دينيا وتأريخيا تفتخر به المدينة