.
.
الدهشةُ المطلقةُ لا نبلغُها في الأرواحِ إلا لحظة الإنصهار
والمدنُ البطيئةُ حين لا تشعرُ في الخريفِ تتكورُ دواخلها
كما لا نشعرُ من أنفسنا حلولَ أمورٍغريبة
كنتُ هناكَ على مقربةٍ مِن أبي
في مذبحِ الكلماتِ وحيداً أكدسُ من قلبِها غبارَ الجنوب
أحُبّها
وجئت أثرثرُ في السّنابلِ أقشرُ قمحاً في الظهيرة
كما لو أحدثُ ذرّةً شفيفةً محملةً بالحُبِّ
أدقُّ ثقباً فِي ملامحِها السّمراءِ على يدي
أحاولُ التوجّسَ في الإنتهاءِ من قبل أن تعرف
ثم أهزمُ صدري في الشّتاءِ المُتأخرِ عن موعده
أتذكرُ تلكَ البيوت جيداً
وأخذلُ أبوابها بالدّعاء
وأتشابكُ في مجاهيلِ الليلِ المدفونةِ تحتَ ساعتي الآن
كنت عابراً هنا
وأخشى الصدى في عتمةِ الكتابةِ كالفراغِ المقروء
تعابيرُ الحرفِ من قبل أن يستديرَ مَمْحُوَّاً بالرضا
أتصادمُ في غيابِ الأرصفة
في الرّغبات
أتحطمُ في كلِّ لحظةٍ
وأنشدُ أحجارِالفجيعة
لا يا صديقي العبارةُ نفسها :
كنتُ أحبُّها وأنكّسُ قلبي مثلَ أعلام بلدٍ منكوب
.