جامعة بريطانية تكشف أسرار الحضارة الآشورية من أربيل



أعلن عالم آثاري بريطاني متخصص بدراسة الحضارة الآشورية في معهد مكدونالد للأبحاث الأثرية بجامعة كامبردج، أنه يستعد حاليا لزيارة مدينة أربيل، لإطلاق مشروع كتاب شامل عن المملكة الآشورية.
وقال عالم الآثار البريطاني، جون ماك جينيس، في تصريحات نقلها موقع (pasthorizones) المتخصص بالآثار، واطلعت عليها (المدى برس)، أنه يروم “زيارة مدينة أربيل، كونها واحدة من اقدم المدن المأهولة في العالم، واكتسبت اسمها منذ اكثر من 4000 عام، وتوجد فيها تلال صغيرة وهضاب يعود تاريخها لسبعة آلاف سنة، وطبيعة البناء فيها يتكون من الصخور الطينية وهي من صفات مواقع الحضارة الآشورية، إضافة الى مواقع تشير الى مدن أثرية قديمة، تقع الى الشرق من مدينة أربيل”.
وبحسب جينيس فانه، ينوي اطلاق كتابه (أربيل في العهد المسماري)، مشيرا الى ان عمله “يوثق تاريخ هذه المدينة المثيرة من المراحل الأولى التي ترجع الى الألف الثالث قبل الميلاد الى مرحلة الإسكندر الكبير”.
ويعتزم جينيس جمع معلومات تاريخية، من خلال لقائه بالأثريين في المنطقة، كما سيتوقف في طريقه الى أربيل، في تركيا عند موقع تنقيبات أثرية للحضارة الآشورية في منطقة (زيارت تيبي)، وهي بلدة طوشان الأثرية القديمة، حيث كان الآثاري البريطاني قد اشترك بأعمال تنقيب أثرية فيها منذ عقد من السنوات.
وفي اطار تطلعات عالم الآثار البريطاني لـ”تأسيس هوية ثقافية واجتماعية لمنطقة (كردستان) كانت محجوبة لمدة طويلة عن الأجانب في ظل حكم نظام صدام حسين، والاضطرابات السياسية اللاحقة”، سيشارك جينيس في لقاءات مع علماء آثار في حكومة الاقليم.
ويقول جينيس “هناك كمية هائلة من المعلومات عن الحضارة الآشورية نريد ان نتعرف عليها من خلال التنقيبات والتحقيقات في آلاف المواقع الآشورية في شمال شرق العراق، في سهل نينوى، وهي مهد الإمبراطورية الآشورية، وتعكس هذه المواقع أدق تفاصيل هذه الحضارة من قصور ملكية ومواقع عبادة و ومستوطنات زراعية، بعضها معروف للناس المحليين وبعضها ما يزال مجهول”.
ويختتم جينيس حديثه “نحن نبحث عن ممالك منسية ولغات مفقودة، بعبارة أخرى نحن نبحث عن أشياء ذكرت في نصوص مسمارية قديمة وربما نعثر عليها، نحن نبحث عن اشياء لم يتم التنقيب عليها من قبل”.
وكان انفتاح منطقة كردستان للاستكشافات الأثرية واحد من العوامل الأساسية لانبعاث أول مؤتمر عالمي في جامعة كامبرج في كانون الأول الماضي، حيث جرى التركيز فيه على فرص الاستكشافات الأثرية للإمبراطورية الآشورية في المنطقة.
وتعد بلاد آشور، أول دولة قامت في شمال بلاد ما بين النهرين، وتوسعت في الألف الثانية ق.م. وامتدت شمالا لمدن نينوي، نمرود وخورسباد. وقد تعرضت طوال وجودها الى العديد من الغزوات، من قبل البابليين، والميتانيين، والآراميين، قبل ان تستعيد السيطرة، وتستولي على مناطق واسعة من بابل وفينيقيا والسامرة وصور، ومناطق سوريا وتركيا وايران.
وكانت مملكة آشور، دولة عسكرية تقوم على العبيد، وكان لها إنجازات معمارية وصنع التماثيل، لاسيما تماثيل الثيران المجنحة التي كانت تقام أمام القصر الملكي، وزينت الجدران بنقوش المعارك ورحلات الصيد.