من معالم الحضارة العراقية القديمة
إن دولة (بابل) لم تكن تعني فقط مدينة (بابل) التي كانت هي العاصمة، أما الدولة فكانت حسب الفترات، تشمل كل بلاد النهرين، وأحياناً تتوسع نحو البلدان المجاورة. لهذا فأن الحديث عن حضارة بابل يعني الحديث عن الحضارة العراقية القديمة كلها.
اشتهرت بابل عند الناس ببرجها وحدائقها المعلقة وقليل منهم من كان يعرف عن حضارتها وتراثها. وعلى الرغم من أن الكثير من آثارها مازال حبيساً تحت الأرض حيث هناك الآلاف من المواقع الأثرية تنتظر كشف مافيها إلاّ أن ما استخرجه الآثاريون حتى العصر الحاضر ليس قليلاً. حتى قال أحد الباحثين الأوربيين وهو يتحدث عن بلاد مابين النهرين ((إنه يمكننا القول ومن دون مبالغة أن ليس هناك بلد في العالم خلَّفَ نصوصاً قديمة بهذه الكثرة ووصلت إلينا كما كتبت))(1). وهذه النصوص تعطي صورة عن تميز حضارة بابل بتعدد جوانبها وتأثيرها على التطور المعرفي في تاريخ الإنسان. وكان من الأمور المهمة التي لعبت دوراً في بقاء هذه الحضارة هو اهتمام البابليين بالكتابة والتدوين واعطائهما أهمية كبيرة حتى أنهم جعلوا للكتابة إلاهة أسموها (نيسابا) (التي تحمل في يدها القلم) والتي كانت مهمتها الإشراف على الكتابة وفنها. وقد قام الكتبة الذين أيضا كانوا علماء وأصحاب منزلة رفيعة عند الملوك وبين المجتمع بدور حضاري في منتهى الأهمية خصوصا في المرحلة الأولى من المملكة البابلية القديمة (في بداية الألف الثاني قبل الميلاد) حيث تمكنوا من اتقان اللغة السومرية (التي هي غير سامية) وحفظ العدد الهائل من رموزها بأسمائها وطريقة نطقها واعطاء معانيها باللغة الأكدية (السامية) ثم تأليف القواميس بهاتين اللغتين حيث وصلتنا نماذج منها. فكان هؤلاء مترجمين من الدرجة الأولى (وقد ورث العرب والأوربيون كلمة ترجمانو من البابليين). ولولاهم (كما قيل) لما كانت حضارة بلاد مابين النهرين. وكان الكتبة يتدربون في مدرسة خاصة بهم تسمى (أدوبَا) وتعني حرفياً (بيت الألواح). وما اكتشف من هذه المدرسة يعطينا فكرة واضحة عنها وطبيعة المواضيع التي تدرَّس فيها. وكان على رأس المدرسة شخص يطلق عليه (أومُيا) وهي كلمة سومرية تعني (الخبير/ العارف) ويليه في الرتبة مسؤول الفصول الذي يطلق عليه (أدَا ادوبا) ثم هناك المختصون مثل (طوبشارنشد) خبير/ استاذ الرياضيات و(طوبشار أشاكا) خبير/ استاذ الهندسة والمساحة. وكان أهم موضوع يدرس في هذه المدرسة هو اللغة السومرية ويطلق على الأستاذ الذي يدرسها (طوبشار كنكيرا) المختص باللغة السومرية وأستاذها والذي كان له موقع خاص في هذه المدرسة. وجهود هؤلاء الكتبة- العلماء تثير اليوم الكثير من الإعجاب. ولولا هذه الجهود التي بذلها هؤلاء لما تمكن العلماء المختصون من معرفة اللغة السومرية وفك أسرارها وفهم معانيها.
وتعتبر القواميس اللغوية التي ألفها هؤلاء الكتاب عملاً جديداً ومن أولى المحاولات في تاريخ المعرفة الإنسانية. وكان عمل البابليين مستقلاً عما كان قد عمل في حضارة إيبلا في سوريا. ولم يؤلف مثل هذه القواميس بعد ذلك لقرون طويلة، إذ أن الإغريق لم يكونوا يهتمون بلغات الشعوب الأخرى. وأصبحت هذه القواميس مفيدة لبقية الشعوب بعد أن أصبحت الأكدية لغة الدبلوماسية والتجارة في الشرق الأدنى. وبتقدم الزمن اهتم البابليون بتأليف قواميس خاصة كقواميس أسماء الأحجار والنباتات والحيوانات والمعادن بل ألفوا قواميس لمعاني الأفعال وقواميس لغوية للأضداد والمترادف، بل وللجذور واشتقاقاتها واستعمالاتها وكذلك قواميس للكلمات النادرة التي تستعمل في الأدب. كما لم تخل هذه القواميس من توضيحات وتعليقات خاصة من فترة الألف الأول قبل الميلاد.(2) ويرى باحثون أن تطور الكتابة عند البابليين لم يستغرق وقتاً طويلاً على الرغم من القواعد الدقيقة التي وضعوها لها والأدب المتميز الذي أنتجوه(3). ومن المهم الإشارة هنا إلى أن مهنة الكتابة عند البابليين لم تقتصر على الرجال وحدهم وانما كانت هناك أيضاً نساء كاتبات منذ وقت مبكر من الحضارة البابلية كما تدل على ذلك المكتشفات من مدينة (سبار)(4) التي تقع شمال بابل وهو شيء له أكثر من دلالة. كما أن معرفة القراءة والكتابة لم تكن مقتصرة على طبقة معينة من الناس كالكتاب والكهنة. بل إن الكثير من النصوص الأدبية التي عثرعليها جاءت من بيوت الناس العاديين(5) وربما كان بعضهم يملك مكتبات خاصة. وهذا يعطينا فكرة عن أن البابلي كان له اهتمامات أدبية أيضاً.
وكان أحد المكتشفات الأولى التي عثر عليه الآثاريون والذي أثار إعجاب الناس هو ماعرف بشريعة حمورابي التي تعتبر من أقدم القوانين في الحضارات القديمة وأكثرها شمولاً وتفصيلاً. إذ تحتوي على أكثر من مئتين وثمانين فقرة شملت الكثير من مناحي الحياة. كما تميزت شريعة حمورابي خاصة بجمال اللغة ودقتها وصفائها. وقد جاء في بعض ديباجتها التي تعطي بعض أسباب تشريعها ((إنه من أجل أن يسود العدل في البلد ويقضى على الشر والظلم وكي لا يضطهد القوي الضعيف)). وقد وضعت نماذج منها في أماكن عامة كالمعابد كما كان التلاميذ يتعلمونها لمضمونها ولجمال لغتها وأصبحت نصوص هذه القوانين نموذجاً لما يسمى اللغة البابلية القديمة.
وكما برز البابليون في تشريع الشرائع فقد اشتهروا أيضاً في مجالات أخرى كالطب وكان للطبيب الذي يسمى (أسو) (وهو آسي في العربية وآسيا / اسا في السريانية) موقع مهم في المجتمع وكان يعد من أبناء الطبقة العليا وكانت مهنته متميزة لاعلاقة لها بالدين أو السحر إذ من كان يمارس علاج الناس بواسطة هذين كان يسمى (أشيفو). بينما كان الطبيب الذي كان يتميز بين الناس بحمل أدواته معه وطريقة حلاقة شعره يتعلم مهنته بالدراسة أولاً. وبعد الانتهاء من الدراسة كان يقوم بممارستها مع من هم أقدم وأكثر خبرة منه. وقد وصلنا عدد كبير من الألواح التي تضم قوائم بالأعراض والأمراض والوصفات الطبية التي كتبها أطباء. وهي تحتوي على تشخيص لأسباب طبيعية للأمراض. (ويعتقد أن أقدم وصفة طبية هي تلك التي وصلتنا من بلاد الرافدين من سلالة أور الثالثة). ويتبين من بعض هذه الوصفات التي اكتشفت أن العناصر المكونة للدواء مازالت مستعملة اليوم لنفس المرض. ومن النصوص في مجال الطب مؤلَف مهم اعتبره الباحثون تحفة علمية راقية يعود إلى منتصف الألف الثاني قبل الميلاد على الأقل وعنوانه (رسالة في التشخيصات الطبية والتكهنات). ويعتقد بعض الباحثين ان هذا المؤلَف ربما كان يحتوي على خمسة آلاف إلى ستة آلاف فقرة وقد عثر على أربعين لوحاً منها تمثل نصفها تقريباً(6) كما أن هؤلاء الأطباء عرفوا العدوى وشخَّصوها كما عثر على رسائل مرسلة إلى أطباء فيها الكثير من التفاصيل لحالات مرضية وبعضها احتوى على بعض أسماء الأطباء أيضا. وكان بعض هؤلاء الأطباء قد أرسل من بابل لمعالجة ملوك معاصرين للبابليين مثل الملك الحثي (حتوسيلس الثالث) في القرن الثالث عشر قبل الميلاد(7). وقد استعمل الأطباء في علاج هذه الأمراض ليس الأدوية فحسب وإنما استعملوا الأدوات للعمليات الجراحية. وممايدل على انتشار الطب هو وجود سبع مواد على الأقل في شريعة حمورابي تتعلق بعمليات جراحية. . ويرى بعض الباحثين أن البابليين قد مارسوا العلاج النفسي أيضاً الذي يعتقد أنه من نتاج العصر الحديث.
واهتم البابليون بالرياضيات وقد عثر على آلاف الرقم والألواح التي تضم أعداداً رتبت بطرق مختلفة وعمليات طرح وجمع ومسائل حسابية تتعلق بالعمارة ومساحة الأرض والسقي. كما عثر على ألواح كثيرة تحوي تمارين رياضية بعضها مع حلول لها والبعض الآخر بدون ذلك وبعض هذه التمارين بمستوى متقدم. وإن ماوصلنا منهم من قضايا رياضية يؤكد قدرتهم النظرية التي قلَّ أن وجد مثلها قبل العصر الكلاسيكي(8). وكان تصنيع المعادن شائعاً وأعطوا لمن يمتهن ذلك إسماً عاماً يدل على اختصاصه وهو (نفاخو) (بالأرامية نفاخا وبالعربية نفاخ). ثم خصصوا ذلك بإضافة اسم المعدن اليه فسمي الحداد (نفاخ فرزيلو) والذي يعمل بالذهب )نفاخ خورصي). (ومن هذه الكلمة أخذت الكلمة اليونانية خروسس للذهب). ويقول جورج روكس في كتابه العراق القديم ((ليس من شك في إن البابليين (والآشوريين) كانوا يعرفون أكثر مما عثر عليه في كتاباتهم فنقل الصخور الهائلة ونصبها مثلاً أو إنشاء ممرات مائية طويلة يدل على معرفة متقدمة بقوانين الفيزياء. وكذلك معرفتهم ببعض مبادئ الكيمياء التي كانت قد طبقت بشكل ناجح في الأدوية والأصباغ وعمل الزجاج الملون وتزيين الآجر بالمينا))(9).
واهتموا كذلك بعلم الفلك وكانوا يراقبون القمر والشمس والنجوم بشكل دقيق وكانوا يقومون بهذه المراقبة من على المعابد الدينية وأبراج خاصة في بعض المدن. كما تنبأوا بخسوف القمر وكسوف الشمس وراقبوا الرياح والسحب أيضاً. وفي ضوء علم الفلك قسموا السنة إلى اثني عشر شهراً (ومازالت أسماء الأشهر البابلية تستعمل عند اليهود وكذلك النظام الشمسي - القمري). وقسموا الشهر إلى ثلاثين أو تسعة وعشرين يوماً وقسموا اليوم إلى أربع وعشرين ساعة والساعة إلى ستين دقيقة. وقد وردت أسماء علماء فلكيين في بعض الرسائل البابلية التي عثر عليها وسجل هؤلاء حالات كسوف وخسوف بشكل دقيق كما يقول بطليموس. وظل الناس يستفيدون من خبرة البابليين في هذا المجال بعد زوال دولتهم خاصة. إذ نقرأ أن نابو- ريماني (القرن الخامس ق.م) وكدينو والكاهن بل أشور(القرن الثالث ق.م) كانوا من العلماء الذين استفاد منهم الإغريق في علم الفلك وأطلقوا عليهم أسماء إغريقية. فالأول سمي نابوريانوس والثاني سديناس والثالث بيرسوس. ولذلك اختلط على بعض الباحثين أصلهم وظنوهم من الإغريق فنسبوهم إليهم خطاً ومن الضروري إعادة هويتهم إليهم. وعرف عن الكاهن بل أشور أنه كان له حلقة دراسية يدرس فيه طلاباً في بلاد الإغريق بطلب منهم. وبل أشور هو نفسه الذي كتب تاريخاً باللغة اليونانية لموطنه بابل ولملوكها ولم يصل لنا من هذا الكتاب (مع الأسف) إلاّ أجزاء قليلة. ومما ذكره في هذا الكتاب أن نبوخذ نصر بنى الحدائق المعلقة لزوجته أميتس. وقد ذكر مؤرخون أن الإسكندر الأكبر كان معجباً بخبرة البابليين في علم الفلك وحكمتهم(10) ويرى بعض الباحثين أن تعاون علماء الفلك البابليين والإغريق قد ساهم في تطور هذا العلم إلى درجة لايمكن تجاهلها. كما إن بعض علماء الفلك من القرن السادس الميلادي قد اعتمدوا على ملاحظات البابليين في التنبؤ بكسوف الشمس. ومعروف أن رموز الأبراج المستعملة اليوم ترجع في أصلها إلى البابليين (وهناك لوح أثري من بابل في المتحف البريطاني يؤكد ذلك). وقد قيل إن شعب مابين النهرين قدم أعظم إنجازاته في حقل الرياضيات والفلك.
كما ابتكر البابليون الساعة الشمسية وقال المؤرخ هيردوتس (القرن الخامس قبل الميلاد) عن ذلك (إن علم المساحة والساعة الشمسية وتقسيم اليوم إلى اثنتي عشرة ساعة لم تأت من اليونان أو مصر ولكن من بابل). واهتم البابليون كذلك بالجغرافيا وقد عثر على نصوص تتضمن قوائم لأسماء البلدان والجبال والأنهار والمدن بل وحتى للمسافات بين المدن وهي قضية مفيدة جداً للمؤرخين في العصر الحديث. وقد عثر على بعض المخططات (وليست خرائط بالمعنى الحديث) لبعض المدن وقد اكتشف مخطط لمدينة نيبور كان قد وضعه البابليون لها يتفق مع مااكتشفه الآثاريون لواقع هذه المدينة. بل عثر على خريطة للعالم كذلك تعود إلى القرن السادس قبل الميلاد. وكتب على أقصى الشمال منها (الأرض التي لاترى فيها الشمس أبدا). كما اكتشفت نصوص تشير إلى اهتمامهم بالجغرافيا التاريخية من عصر مبكر.
واهتموا أيضا بالتاريخ فعدا عن تدوين ما أنجزه الملوك أثناء حكمهم وما كتب على الأبنية من معلومات تاريخية فقد عثر على قوائم تضم أسماء السلالات الملكية وأسماء الملوك وشخصيات معروفة وقوائم بأحداث متزامنة إلى جانب تسجيل الحملات العسكرية التي أفادت الباحثين كثيرا ليس في تأريخ الحدث حسب ولكن أيضا في معرفة أسماء الملوك والبلدان الأخرى. وكانت قوائم الملوك تذكر أحياناً الأحداث المهمة لكل سنة في فترة حكم هؤلاء الملوك. ومن القوائم المفيدة التي اكتشفت قوائم بأسماء الآلهة. ومن الأمور المهمة التي عثر عليها قوائم طويلة بالطوالع (طوالع الخير والشر) يصل عددها إلى الآلاف. وكان لهذه الطوالع مختصون بها يدرسونها ويتدربون على معرفتها لفترة طويلة يسمى الواحد منهم (الرائي أو الناظر). وهي مفيدة جدا لدراسة العادات والتقاليد والمعتقدات للمجتمع البابلي. وقد تأثرت بعض الشعوب (بهذا العلم) (كما أطلق عليه بعض الباحثين) كالحثيين فجمعوا قوائم لها مماثلة أيضاً. واهتموا بالوثائق والحفاظ عليها والإعتناء بها فقد كانت بعض الرسائل المهمة والوثائق توضع في ظروف من الطين وتختم حتى لايعبث بها أو تقرأ من قبل أناس غير مخولين. وكانت تكتب بعض الكلمات على الظرف تشير إلى مابداخل الوثيقة أو الرسالة. وقد عثر على عدد كبير من هذه وهي مازالت مغلفة(11). ويبدو أن ختم الرسائل الشخصية بختم خاص من الحجر كان معروفا بين البابليين حتى ان هيرودتس ذكر أن كل بابلي كان له ختمه الخاص(12). كما ترك لنا البابليون تراثاً أدبياً مهماً شعراً ونثراً من أدب وحكمة وفكاهة وغيرهما ويأتي على رأس هذا الأدب قصة الخلق وعشتار في العالم السفلي وملحمة جلجامش. وهذه الملحمة هي واحدة من أهم الملاحم في العصور القديمة. وقد كان من إعجاب الشعوب الأخرى بها وتأثرهم بروعتها أنهم ترجموها إلى لغاتهم وقد عثر على ترجمتها إلى اللغة الحورية واللغة الحثية(13) وفي العصر الحديث ترجمت الملحمة إلى أكثر من لغة على رأسها الإنجليزية كما هو معروف.
وقد قيل عن البابليين انهم فاقوا في العلوم معاصريهم من الشعوب الأخرى.
وقد أعجب الباحثون والآثاريون بدرجة حب البابليين للبحث الخالص وحبهم للإستكشاف والإستطلاع أما عن بابل في عصرها المتأخر فقد وصفها المؤرخ هيرودتس وصف معجب بها ومنبهر ببنائها وبتخطيطها وببواباتها فقال عنها (لا توجد مدينة تشبهها في روعتها في العالم الذي نعرفه). وكان أشهر هذه البوابات بوابة عشتار التي زينت واجهتها باللون الأزرق وزينت بعدد من التنانين (رمز للإله مردوخ) وكذلك بعدد من الثيران (رمز الإله أدد). وقدِ بلغ عدد هذه الرموز 575رمزاً (14). وكانت البوابة موصولة بشارع سماه الباحثون (طريق المواكب) وأطلق عليه البابليون إبور شابو (الطريق الذي لن يجتازه العدو). وتوجد بوابة عشتار اليوم في متحف برلين وهي تبهر الإنسان بشكلها وبنائها وروعة تصميمها. وذكر أن بابل ضمت أكثر من ألف معبد من مختلف المقاسات(15). وذكر بعض المؤرخين أن الإسكندر الأكبر (الذي كان في بلاد مابين النهرين ومات فيها) قد أبدى إعجابه بها وأراد أن يجعلها عاصمته العالمية بل ذكر بعض هؤلاء أنه جعلها فعلاً عاصمته واستقبل السفراء فيها(16).