لطالما أثار الكاتب دان براون الجدل. والعام الماضي، نشر صاحب روايتي «دافنشي كود» و«ملائكة وشياطين» الذي مُنعت مؤلفاته من البيع في أوروبا، بعد اعتراض الفاتيكان على أفكاره الجهنمية التي لا توحي بأي قدر من الإيمان، رواية بعنوان «Inferno» أشبه بالهلوسات، تجاوز فيها كل الحدود المسموح بها في احترام الأرواح البشرية والمخلوقات، داعياً ببساطة كلية إلى ابتكار فيروس يبيد كل البشر على سطح الكرة الأرضية.
وسرعان ما تلقفت السينما الفكرة في شريط، باشرت الصالات اللبنانية عرضه بالتزامن مع إطلاقه في أميركا وأوروبا مع تسجيل أرقام حضور مرتفعة، بما يعني أن الأفكار المتطرفة التي ترد في سياق الرواية تسمم أدمغة المشاهدين، وتجعل تفكيرهم يركز على السلبيات لناحية أن العالم مكتظ بالسكان ولن يجدوا لاحقاً الغذاء الكافي لإشباعهم، لذا من الأفضل القضاء عليهم أو إبادة أكبر عدد منهم كي لا يكونوا عبئاً ثقيلاً على من يبقون على قيد الحياة.
والواقع أن التاريخ ينقل عن خبير الاقتصاد العالمي مالتوس أنه طرح حلاً لمشاكل الجوع في العالم، يقول صراحة بوجوب قتل الجياع أو تركهم يموتون من قلة الطعام، لكن ماذا تعني هذه الإشارات السلبية المتلاحقة؟ وهل نحن على موعد مع مؤامرة رسمية على فقراء العالم للتخلص منهم ضماناً لتغذية دائمة للذين يعيشون شبعاً واكتفاءً في مناطق معروفة من الكوكب.
يطرح الشريط السينمائي مشروع إبادة حقيقي، من خلال فيروس قاتل تم تجهيزه لإطلاقه في مدينة مكتظة جداً مثل اسطنبول التي يدخلها سنوياً 18 مليون سائح عدا سكانها، وتتشارك حكومات ومنظمات في عملية التفجير الفيروسي لحماية قلة قليلة على ظهر الكوكب، وتتلاحق عمليات القتل التي تطال عملاء وأطباء متخصصين، لإزاحتهم وتمرير مشروع الإبادة، لكن الأمور تخرج لفترة عن السيطرة ثم يتم ضبط الوضع وتعطيل التفجير الفيروسي وحماية الأبرياء من غدر أصحاب المشاريع المجنونة.
الفيلم للمخرج رون هاوارد الذي أطلق أخيراً شريطاً عن البيتلز، وكتب السيناريو ديفيد كوب صاحب سيناريوهات «مهمة مستحيلة 96» و«جوراسيك بارك 93» و«سبايدر مان 2002»، ولعب الأدوار الرئيسية توم هانكس، بن فوستر، فيليسيتي جونز، عمر سي، وعرفان خان، والممثلة السويدية سيدس بابيت كنودسون.