بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
كما كُنا ندرس في الكيمياء عن الغاز المثالي ذو المواصفات العالية التي لاتوجد في أي غازٍ على الكرة الأرضية ،هكذا يجب أن يكون كل خدّام الحُسين ..هُم (المثاليون ) والذي يجب أن يكونوا القدوة لكل مبتدىءٍ في الخدمة
ولنا فيمن خلّدتهم خدمةُ الحسين خير مثال ، من شعراءٍ وخطباء ورواديد ..وباكين ! ،طاهرين كالمطر خدموا الحُسين بإخلاص واكتسبوا
من محبوبهم صفاته .. فأصبحوا كالغاز المثالي الإفتراضي ، خادمُ الحسين المثالي (الواقعي):
يُعطون كل مايملكون في سبيل الخدمة المقدسة
يُبدعون ويبتكرون في الخدمة هدفاً لنيل رضا الزهراء عليها السلام
لاينظرون للناس بفوقيةٍ وعظَمة ،بل هم في قرارة نفوسهم أنهم أصغرُ الخُدّام
لايظلمون ، لأنهم يأبونه لكل إنسان ..لأنهم الإنسان
اليوم ، نرى البعض _يرتاد_ الخدمة الحسينية ليشيع اسمه فقط أو لتشيع بعض أفكاره التي لايستطيع إخراجها إلا إذا ارتقى المنبر –مثلاً- ،ويريد أن يكون دائماً في المقدمة فإن لم تُقدم له دعوةٌ من الحضرة الشريفة مثلاً أصبحت عنده هذه العادة غير جائزة ،وإن دعوه عظّم هذا الشيء واشرأب ..مع عامة الناس لا يُرى غير الإبتسامة في وجهه وما إن يدخل منزله يتحول إلى (خادم الشيطان) ويتبرأ الحسين منه حالما يٌشعل الدنيا غضباً وجحيماً..
لماذا أصبحنا نرى بعض الخدمة يطلقون أحكاماً بلا تصرّف على غيرهم من خدمة الحُسين فقط لأن فعل الآخر لم يعجبه أو أنه لم يقرأ حديثاً ينصُ على ما فعَل .. فهل يا ترى توزيع البركة يحتاجُ إلى حديثٍ شريف؟! ،هل كل شعيرةٍ حسينية أُنزلت فيها آيةٌ قرآنية أم هو العشقُ الذي حمل ملايين القلوب على أن تضجُ بكل ما لديها من خدمةٍ وتقديم الإبداع في الخدمة ..
نعم يا خادم الحُسين ،أنت في نظري قدوةٌ لي وقدوةٌ لكل من يريد الإقتراب من مولى العاشقين فلا تكُن ظالماً لنفسك ولا تكُن خائناً لشعارك الذي تحمله على صدرك
أختاه قبل أن تذهبي لتوزيع البركة أمام الجموع الغفيرة ..انظري لعبائتكِ إن كانت زينبيةً أم لا ،فأنتِ هنا قدوة حُسينية وعندما تراكِ إحدى الصغيرات على غير اللباس الزينبي وتُقلّدكِ فأنتِ تتحملين كامل المسؤولية !
أخي قبل أن تنطلق في مواكب اللطم أو التطبير انتبه لنظراتك ،لهيئتك ..فلا شيء يُعلى على وقارك يا خادم الحُسين !
دعونا نجتهدُ على أنفسنا ونشدُّ على يد الخدّام المخلصين ونعيد الخدّام الظالمين للجادة الصحيحة ..بالحُسنى ، وأُحذِّرُ نفسي أولاً من أن أجرح خادم الحُسين بكلمةٍ واحدة سواءًا كانت حول خدمته أو حول أي شيءٍ آخر ،ودائماً ما أقولُ لنفسي :"هو يرعاهُ الحُسين ..فانتبهي أن تقع عين الحُسين عليكِ وأنتِ تؤذين أحد عياله،فتنقلب دنياكِ وأخراكِ جحيماً"
نسألُ الله أن يجعلنا من خدمة الحسين المخلصين "العادلين " ..وأن يبعدنا عن الظُلم ~