عبد الرحمن العشماوي
يا رامي إجلس يا ولدي وتجنَّب قصفهم الدَّامي يا رامي اجلس من خلفي وتترس منهم بعظامي اجلس يا ولدي من خلفي لا تنهض فالموت أمامي طلقات رصاص يا ويحي إلصق في ظهري يا رامي طلقات رصاص يا ويحي ادخل في جسمي يا رامي احذر فالأرض بما صنعوا تتزلزل تحت الأقدام طلقات رصاص يا أبتي أُسكت يا ولدي يا رامي أفديك بروحي يا أبتي أُسكت يا ولدي يا رامي أحميك بجسمي يا أبتي أسكت فالله هو الحامي احذر يا ولدي قد فتحوا رشاش الحقد المتنامي طلقات رصاص صرخات ترسم خارطة الآلام طلقات رصاص وسكون يتحدَّث عن موت غُلام طلقات رصاص ما بالي لا أسمع صوتك يا رامي يا فرحة عمري يا ولدي يا سرّ صفائي يا رامي ما بالُ يديك قد ارتختا ما بالك تجمد يا رامي قل لي يا ولدي حدثني بالغ في شتمي وخصامي لكن يا ولدي لا تسكت لا تقتل زهرة أحلامي أنفاسك يا رامي سكنت سكنت أنفاسك يا رامي هل مات حبيبي هل طويت صفحته قبل الإتمام يا أهل النَّخوة من قومي من يمن العرب إلى الشامِ يا أهل صلاة وخشوع يا أهل لباس الإحرام يا كلّ أب يرحم ابناً يا كلّ رجال الإسلام يا أهل الأبواق أجيبوا يا أهل السَّبق الإعلامي يا هيئة أمم مقعدة تشكو آلاف الأورامِ يا مجلس خوف أحسبه أصبح مأجور الأقلامِ يا أهل العولمة الكبرى يا أخلص جندالحاخامِ يا من سطرتم مأساتي ورفعتم شأن الأقزامِ يا أهل النّخوة في الدنيا أولستم أنصار سلام ؟ أسلام أن تسرق أرضي أن يقتل في حضني رامي ؟ ما بالي يتلاشى صوتي لم أبصر جبهة مقدامِ طلقات رصاص أشلاءٌ نارٌ كالحة الإضرامِ طلقات رصاص صُـبُّوها إن شئتم في قلبي الدامي صـبُّوها في هامة رأسي وجميع عروقي وعظامي فالآن تساوت في نظري أوصاف ضياءٍ و ظلامِ والآن تشابه في سمعي صوت الرشاش وأنغامي والآن سيمكث في قلبي لن يرحل من قلبي رامي لن أنسى نظرته العطشى لن أنسى مبسمه الدّامي لن أنسى الخوف يعلّقه بذراعي اليمنى وحزامي حاولت استجداء الباغي وبعثت نداء استرحام لكنِّ نداءاتي اصطدمت بجمود قلوب الأصنام هل قتلوا رامي ؟ ما قتلوا فحبيبي مصدر إلهامي مازال حبيبي يتبعني ويسـير ورائي و أمامي سأجهز إخوته حتى يتألَّق فجرُ الإسلام !