صالح حميد – العربية.نت
تداولت وسائل إعلام إيرانية مقربة من الإصلاحيين، خبر إطلاق سراح حسن كرد ميهن، العقل المدبر للهجوم على سفارة السعودية في طهران وحرقها في يناير/كانون الثاني الماضي، وقالت إنه حضر مراسم عاشوراء قبل أيام، وألقى خطبة في أحد مساجد العاصمة طهران.
ووفقا لموقع "إصلاحات نيوز" التابع للتيار الإصلاحي، فإن رجل الدين المتشدد حسن كرد ميهن، المحرّض الأول على استهداف السفارة السعودية في طهران، "حضر الأسبوع الماضي، مراسم يوم العاشر من شهر محرم، وقد أطلق سراحه بكفالة مالية".
يذكر أن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني ايجئي، أعلن في مارس/آذار الماضي إطلاق سراح كافة الموقوفين باتهام الاعتداء على السفارة السعودية، وعددهم 154 شخصا، كانت السلطات أعلنت في وقت سابق أنها أوقفتهم لغرض التحقيق في الحادث.





وأثبت مسلسل المماطلة والتسويف والتضليل ونشر المعلومات المتناقضة عن القضية، بأن السلطات الإيرانية تريد التستر على هوية مقتحمي السفارة السعودية في طهران الذين أضرموا النار فيها في 2 يناير/كانون الثاني الماضي، وذلك بسبب صلة المتورطين بجماعات الضغط المقربة من المرشد الأعلى، حسب ما تقول مصادر إصلاحية إيرانية.
ولم تكن إيران تتوقع ردود الفعل السعودية الحازمة التي وضعتها في مأزق صعب جدا، خاصة بعد موجة المقاطعة العربية والإدانات الإسلامية والدولية لحادثتي اقتحام سفارة السعودية في طهران وقنصلية المملكة في مشهد.


تواطؤ حكومي
وكان حسين كرد ميهن، وهو رجل دين يرأس جماعات ضغط مقربة من المرشد الأعلى علي خامنئي، قد اعترف بتدبيره فكرة الهجوم على السفارة والتخطيط لها وتحريضه لعناصر وصفهم بـ"أبناء حزب الله الثوريين" من الباسيج والحرس الثوري بالقيام بالمهمة، وتحدث عن "تواطؤ" من قبل حكومة روحاني، التي قال إنها "لم تمنع الهجوم بل سهلت مهمة المهاجمين".
وقال كرد ميهن في رسالة مفتوحة وجهها إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني في أغسطس/آب الماضي، إن "تواطؤ الحكومة في قضية الاقتحام كان واضحا حيث كان بإمكانها منع المقتحمين لو أرادت ذلك"، موضحا أن "الشبان المهاجمين كانوا يتوقعون أن يتعرضوا للضرب من قبل قوى الأمن والشرطة".



مشهد من اقتحام السفارة بوجود ضباط الامن كمتفرجين

وبحسب نص الرسالة التي نشرها موقع "انصاف نيوز"، اعترف كرد ميهن، بأنه أصدر أوامره لعناصره من خلال مجموعة عبر قناته في تطبيق "تلغرام" بينما كان هو في صفوف الحرس الثوري في سوريا على جبهات القتال ضد المعارضة.
وأشار في الرسالة إلى تساهل قوات الأمن في التصدي للاعتداء، ما شجع مقربين منه في مهاجمة بقذائف حارقة واقتحامها على مرأى ومسمع القوات الخاصة في الشرطة الإيرانية.





من هو حسن كرد ميهن؟
وينتمي كرد ميهن "أنصار حزب الله" بمدينة كرج، جنوب غربي طهران، وهي مجموعة مقربة من المرشد الأعلى، علي خامنئي، شاركت في قمع احتجاجات الانتفاضة الخضراء عام 2009 والاحتجاجات الطلابية في عام 1998.
كما كان من منظمي الحملة الانتخابية للواء محمد باقر قاليباف، عمدة طهران الحالي، الذي رشح نفسه للانتخابات الرئاسية عام 2013.
بالإضافة إلى ذلك تشير سوابق ميهن إلى أنه كان يرأس أيضا مؤسسة باسم "نور معرفت" و9 مؤسسات أخرى مقربة من جماعات ضغط وشخصيات متنفذة في النظام الإيراني.
كما أنه شاركت عدة مرات في القتال بصفوف الحرس الثوري الإيراني في سوريا إلى جانب نظام الأسد، كما كان مدربا لرياضة "جودود" ومشرفا على تدريبات مشتركة لفرق إيرانية وسورية.

هوية المهاجمين
وكانت وكالة "سحام نيوز" المقربة من الزعيم الإصلاحي مهدي كروبي، أحد زعماء الحركة الخضراء القابع تحت الإقامة الجبرية منذ عام 2011، قد كشفت عن هوية مقتحمين آخرين للسفارة التي أكدت أنهم جماعات الضغط التي تنتمي إلى ما يعرف في إيران بتيار "حزب الله الإيراني".
وقالت الوكالة إن هؤلاء هم المنفذون الرئيسيون للهجوم، من خلال مجموعة انطلقت يوم الحادث من "قاعدة الشهيد مهتدي"، وهي أحد مقرات الحرس الثوري في حي "شهيد محلّاتي" العسكري، الواقع شمال شرقي طهران لتنفيذ الهجوم على السفارة وحرقها ونهب ممتلكاتها، الأمر الذي يدحض مزاعم المرشد وكذلك الحكومة الإيرانية التي تحاول إلقاء اللوم على "عناصر خارجة على القانون" أو "مندسة".
ونقلت "سحام نيوز" عن أحد عناصر المجموعة وكان من ضمن المهاجمين قوله إن "عناصر الباسيج حضروا لعملية اقتحام السفارة السعودية في أحد مقرات الباسيج، وتم إرسالهم من هناك لتنفيذ العملية حيث كانوا يحملون أسلحة خاصة لإطلاق القنابل اليدوية الحارقة والدخانية، وقد قاموا بإحراق مبنى السفارة بهذه القنابل".
وبحسب المصدر، "قام عناصر الباسيج المقتحمون بنهب ممتلكات السفارة ونقلها إلى خارج المبنى، على الرغم من أن موظفي السفارة السعودية كانوا قد نقلوا الوثائق المهمة معهم وتركوا الأوراق الأقل أهمية في المبنى"، مضيفاً أن "عناصر الباسيج أخذوا أجهزة الكمبيوتر والهواتف والمستلزمات الإدارية إلى منازلهم كغنائم حرب".


http://ara.tv/9grc3