"ساهر الليل" يُهيننا! وإعلامنا أخرس؟
تقريـــر صحفي: مجالس حمدان الثقافية:
نبش أحقاد الماضي، وتنكأة الجراح، وتحريض الكويتيين ـ وبخاصة الأجيال الجديدة ـ ضد العراقيين، كانت إحدى غايات ومثالب المسلسل الكويتي المسمى (ساهر الليل) الذي لقي انتقادات واسعة في دول الخليج، لكنه للأسف الشديد، في العراق، مرّ مرور الكرام على حكومتنا النائمة، وعلى إعلامها الحكومي البعيد كل البعد عن هموم العراق، بل وغاب هذا المسلسل أو الرد عليه من جميع قنواتنا الفضائية (ويامكثرها ما شاء الله) لكنها للأسف ملتهية بالطائفية والتنابز الفئوي والحزبي وصراع الكراسي والمصالح.. غياب غريب لفضائياتنا:
قنوات تلفزيونية عراقية ذات امكانات ضخمة مثل الشرقية والبغدادية والفرات والعهد والحدث والرشيد والحرية والفرقان وكربلاء والأنبار والرافدين والموصلية والبابلية والسومرية والديار و..و...و عشرات الفضائيات العراقية إخرَسَّتْ وأصابها الصمم، وكأنَّ شيئا لم يحدث.. وكأنه لم تحصل أي اساءة للعراق والعراقيين من صعاليك الاعلام الكويتي الحاقدين، الذين قدموا عملا مليئا بالأكاذيب والأحقاد ونبش الماضي من أجل تكريس الكراهية...
والحقيقة إنني لم أجد من المواقع الألكترونية غير موقع مجالس حمدان الذي تعرض بالنقد لهذا المسلسل الحاقد، وعمل آخر قدمه فنان عراقي اسمه (أحمد ماهر) على احدى القنوات.. اما غير ذلك فكما يقول المثل (صاموط.. لاموط)، فهم أحد إحتمالين: إما أن يكونوا متفقين مع أهداف وغايات المسلسل في الاستهانة بالعراق وبالشعب العراقي والجيش العراقي لأنه يتطابق مع أحقادهم الشخصية ضد النظام السابق وكأنَّ قرار الغزو اتخذه الشعب العراقي!! .. وإما أن يكونوا عاجزين عن اتخاذ القرار بالرد على صعاليك الكويت..
مسلسل ساهر الليل:
تدور أحداث العمل في الكويت في نهاية ستينيات وبداية سبعينات القرن الماضي، من خلال ثلاثة أسر هي «أسرة عيسى» الأرمل وبناته الثلاث، و«أسرة عبد المحسن» وزوجته شقيقة عيسى «عواطف»، وأسرة «أبو وليد» وزوجته وأبنائه الأربع. ومن خلال هذه الأسر تدور الأحداث وتتداخل، حيث تحصل قصة حب بين «نواف» ابن «أبو وليد» مع «دلال» ابنه «عبد المحسن» عندما يتعرفان على بعض في الجامعة، كما تحصل قصة حب أخرى بين «ناصر» ابن «أبو وليد» الآخر و«لولوة» ابنه «عيسى».
خلاصة متابعة المسلسل:
هذا المسلسل من المسلسلات الحقودة التي تنكيء الجراح، وتبعث الألم والحقد والضغائن التي نسيها الجميع، دون أن يسأل منتجوه أنفسهم: ما هي الفائدة في إعادة وجع الماضي والبحث عما يدمي الجراح، ثم أي بطولة بين العرب وحروبهم مع بعضهم، نظراً لجنون هذا المسؤول أو ذاك!.
حتى بين دول الخليج أو في المجتمع الخليجي هناك نفور عام واستنكار لهذا المسلسل عبَّرَ عنه عدد من الكتاب الخليجيين بشكل صريح، وكثير من المواطنين من خلال شبكات الفيسبوك والتويتر، بل إن بعض الخليجيين اتهم منتجى المسلسل بالتعالي والتكبر، والاشادة بدور امريكا ونسيان دور الخليج والعرب في معاونة الكويتيين!!!
يتناسى مشكلات الخليج
المسلسل منذ بداياته يبشر بإعادة إنتاج التخاصم بين أناس قد طوت تلك المرحلة ودخلت في الجديد من الحياة، متناسياً أنَّ منطقة الخليج العربي تعيش الآن مرحلة حساسة ومهمة بدأت تنبت فيها بذور سامة ومريضة تحاول أن تهدم أمن هذا الساحل الجميل القائم على الحب والأمن والسلام، وأن النوايا التي تبرز هنا أو هناك ونبش الفرقة بالتأكيد لن يخدم أحداً، ثم ظهور إيديولوجيات مرتبطة بمحيطه الخارجي، بالتأكيد لن تطور من البلد ولن تصنع حياة جديدة وجميلة قائمة على الحوارات الديموقراطية، أو حرية الاختلاف والقول.
مسلسل يفرّق ولا يوحّد!!
انه واحد من المسلسلات التي تدفع بهذا التنافر والابتعاد عما يجمع ويوحد صفوف العرب من المحيط إلى الخليج، لا فائدة ترتجى من إنتاجها، التي لن يقبض الكويتيون والخليجيون منها غير التفرقة والخلاف والتجادل فيما لا يفيد، بين صحة هذا النص أو إخفاقه في إيصال الفكرة. مثل هذه الأعمال لن تنتج غير الإفلاس والتخاصم التي لا فائدة منها، فهي محطات للتسلية والتسطيح.
ويبدو أنه في الأعوام القادمة وبهدف الإثارة، سوف يتم إنتاج الكثير من المسلسلات التجارية والربحية، والتي تزرع التفرقة والتمزق في الوطن العربي، وعلى الخصوص بعد الأحداث المهمة والكبيرة التي يمر بها الوطن العربي الآن، ولذلك يجب دراسة الأعمال الدرامية دراسة وافية، وألا نجلب الأعمال التي لا تفيد شيئاً، ولا تقدم غير التفرقة والتمزق بين أبناء الوطن العربي. ولقد تساءل كثيرون عن الحكمة والمغزى من توقيت العرض الذي تشهد فيه العلاقات السياسية بين البلدين – كما يبدو ـ انفراجا بعد عقدين من القطيعة.
مسلسل بذئ
المسلسل الكويتي ساهر الليل مسلسل بذيء مليء بالشتائم والسباب ضد العراقيين، مسلسل تفوح منه رائحة الخبث والكراهية وكأنه مستورد من جهنم، على حد قول أحدهم.
وعلى شبكة الفيسبوك والتويتر دارت حمى صراع وجدال بين من يعارضون المسلسل ومن يدافعون عنه في منطقة الخليج، وإمعانا في الازدراء، وضع كثير من المشاركين صورا للرئيس العراقي الراحل صدام حسين وهو يرتدي بدلته العسكرية ويتجول آنذاك في شوارع الكويت، بينما وضع آخرون أشعارا شعبية تضمنت تعابير قاسية ترد بقسوة على ما وصفوه إساءات وإهانات تعمد المسلسل توجيهها للعراقيين. ووصف أحدهم المسلسل بأنه "مبني على الكذب والنفاق". فيما قال آخر إن المسلسل "يظهر حقد الكويت والكويتيين على العراق والعراقيين الذين دافعوا عن الكويت في حرب الخليج الأولى لمدة 8 سنوات ضد إيران وقدموا مئات الآلاف من الشهداء من أجل الدفاع عن دول الخليج وبالأخص الكويت.. وطلب معلق آخر من باقي المشاركين بأن يتريثوا في إطلاق ردودهم وقال "أتمنى أن ينظر إلى تعليقي هذا بعين لا تحمل تعصبا ولا تطرفا، إذ أقول إن ما حصل في المنطقة في عام 1991 من دخول القوات العراقية آنذاك لم يكن بقرار من الشعب العراقي المغلوب على أمره حينها، وكذلك لم يكن للشعب الكويتي أي علاقة بالمهاترات السياسية التي حصلت بين الحكومتين العراقية والكويتية آنذاك". وأضاف "واليوم هذا المسلسل المشؤوم يزيد الطين بله ويريد لهذين الشعبين أن يدخلا دوامة الفتنة برغم عدم علاقتهم بالموضوع". ودعا لفتح صفحة ترفض مثل هذه المسلسلات والأعمال "التي تشنج الأمور وألا نبحر في قوارب الحقد بيننا كإخوة".
تجاهل غريب من الفضائيات الصحافة العراقية
ورغم أن المسلسل الذي يعرض في شهر رمضان قد قارب على الانتهاء، فإن اللافت للنظر أن الصحافة العراقية التي تناولت بالنقد والتقييم عددا كبيرا من الأعمال الفنية العراقية والعربية التي تعرض حاليا، لم تعلق على المسلسل!!! ويعتبر العراقيون أن العمل زيف بعض الحقائق وأساء بشكل ما إلى الشخصية العراقية"، وتساءل عن السبب في إحجام القائمين عن المسلسل في تجنب تقديم أي قراءة لمُسببات ومقدمات واقعة الغزو.
تقول النائبة ميسون الدملوجي العضو في القائمة العراقية في تصريحات صحفية إن عرض المسلسل في هذا التوقيت قد تقف وراءه رغبة أطرف معينة لا ترغب بعودة العلاقات بين البلدين حيث بدأت هذه مؤخرا بالتحسن.
إبحث عن إيران؟؟
هذا المسلسل لا يحمل اي فكرة وهدف، سوى أنه يحمل الفكرة العنصرية التي تطالب بالتفريق بين الاخوة في البلدين، ولا يستبعد كثيرون أن المسلسل من خلال وجود العديد من الممثلين من أصول إيرانية، انه مدعوم خارجيا ومن ايران بالتحديد فهذه سياستها التي تعودنا عليها ومن المفترض ان تغلق الملفات القديمة ويعرضون فيه اسوأ الاحداث من اغتصاب وغير ومشاهد تستنهض احقاد على الشعوب.
تعميق احقاد الاجيال الجديدة:
هذا المسلسل الكريه يقلب "مواجع" حدثت قبل 22 عاماً، ويؤرخ ـ بشكل حقود وملفق ـ لفترة الغزو، وهو يريد ان يعلّم ويربي "الجيل الجديد" ليستمر مسلسل الأحقاد، خاصة وأن الجيل الجديد سمع عن الاحداث والاحتلال، لكنه لم ير الأحداث، وهي فرصة لفرض رؤية حقودة تبالغ في اعادة تمثيل احداث ما بعد 2 آب 1990.
توقيت العمل سيئ جداً
في ما يرى ناشطون عراقيون في تويتر وفيسبوك ومواقع أخرى، أن توقيت العمل سيئ جداً، خصوصاً أنه يأتي في ظل محاولات البعض إثارة الفتن، كما أن العمل –من وجهة نظر العراقيين- يشوه صورة الإنسان العراقي، ويرسخ قضية أن الشعب العراقي كان موافقاً لتصرف صدام حسين، رغم انه لا دور للشعب في قرار الاحتلال.
فضيحة الآيفون في ساهر الليل
المشاهدون تفاجأوا برؤية طاقم التمثيل وخلفهم صورة لجهاز الآيفون، برغم ان المسلسل يحكي أحداثا وقعت عام 1990 حيث لم يكن الآيفون آنذاك قد وجد؟؟؟ ويبدو انهم في غمرة التلهف لانجاز العمل الذي استمر التمثيل فيه حتى منتصف رمضان، نسوا كثيرا من الهفوات.
الإساء للجندي العراقي
تضمنت مشاهد كثيرة اساءات لجنود عراقيين ضد العوائل الكويتية، ومنها سرقات واخذ رشاوى، ومنها قيام جندي عراقي بالتحرش بفتاة كويتية في مكان عام امام مرأى الناس..... ونحن لا ننكر حدوث بعض الإساءات لكن لماذا التغاضي عن الاجراءات التي اتخذتها القيادة العراقية الميدانية باعدام بعض العسكريين المتورطين اعمال سرقة وفساد ونفذ حكم الاعدام بهم داخل الكويت، وهناك صور نشرت لشخص ثبت عليه القيام بسرقة تم اعدامه في كرين امام مبنى كلية الشرطة في الكويت...
فعلاً إننا نستغرب صمت حكومتنا وأجهزة اعلامها وفضائياتنا تجاه الاساءات المتعمدة التي يوجهها هذا المسلسل الحاقد للعراق وللعراقيين وللجيش العراقي الباسل.