نبيل رومايا / منتدى الرافدين للثقافة والفنون – مشيكان:"اتركوني أعيش بقية عمري هنا بالمستشفى، بديت أحس أكو تناقض بيني وبين العالم الخارجي، تناقض مخيف مرعب، هذا العالم الخارجي اللي الأخ يرفع مسدسه بوجه إخوته، خلوني، شكرا إلكم كل بيتوكم هي بيوتي بس آني عشت على قيم غير هاي القيم وإذا أجي وأعيش على قيم أخرى أتحطم، وبصراحة أحسن بيت إللي أسكن فيه هو القبر".
تلك كانت كلمات للفنان العراقي يوسف العاني باللهجة العراقية أداها في مشهد تمثيلي على سرير الموت.
رحل مؤسس المسرح والسينما العراقية، الذي وقف مع البسطاء الطيبين من ابناء شعبه ودافع من خلال اعماله عن الكادحين والمسحوقين في المجتمع، وعن همومهم وأمانيهم. رحل عنا فنان الشعب.
ووفاءً لهذه الهامة الوطنية الشامخة، اقام منتدى الرافدين للثقافة والفنون والاتحاد الديمقراطي العراقي والجمعية المندائية في مشيكان حفلا استذكاريا لفنان الشعب يوسف العاني.
افتتح الحفل الاستذكاري الفنان أمير المشكور مرحبا بالحضور باسم منتدى الرافدين للثقافة والفنون وطالبا من الحضور الوقوف دقيقة حداد استذكارا للراحل العزيز ولكل الذين رحلوا عنا من المبدعين والرواد.
ثم قرأ رسالة الاستاذ ابراهيم احمد بالمناسبة.
قدمت الزميلة تانيا رمو كلمة الاتحاد الديمقراطي العراقي اشارت فيها الى ارتباط الفنان الراحل بتطلعات الشعب العراقي من اجل حياة أفضل.
شارك الفنان فاضل خليل بكلمة من خلال الانترنيت أعدها خصيصا لهذا الحفل الاستذكاري.
قدم الاستاذ بشار حربي من الجمعية المندائية في مشيكان كلمة جميلة تحدث فيها عن الفنان الراحل قال فيها: "لو كنتُ هناك
لصنعتُ لك نعشاً من ألواحِ المسارح ومن أخشابِ ديكوراته
لدفنتُ معك قرطاساً وقلماً"
شارك الدكتور المسرحي علاء فائق بكلمة مؤثرة تحدث فيها عن ذكرياته مع الفنان الراحل، معتبرا الفنان يوسف العاني من الرواد العراقيين الاوائل.
وجاء دور الشاعر همام عبد الغني الذي تحدث عن ذكرياته مع يوسف العاني في البصرة، متفائلا بان المستقبل سيُخرج مبدعين احرين مثل يوسف العاني.
والقت السيدة سلاف سعيد كلمة البرلمانية السيدة ميسون الدملوجي والتي كانت قد نشرتها بعد رحيل الفنان يوسف العاني.
وشارك الفنان الكبير القادم من العراق جعفر حسن بكلمة عن ذكرياته مع فنان الشعب يوسف العاني قائلا: "فلم سعيد أفندي ترك إثراً كبيراً في نفسي، ويوسف العاني لم يرحل وهو بيننا بأعماله ومسرحياته." واشار في كلمته الى فرقة المسرح الفني الحديث، والفنانين الذي عاصروا يوسف العاني مثل
زينب وناهدة الرماح واخرون.
ثم جاءت مساهمة الاستاذ علي عبد الامير عجام عن طريق الانترنيت تحدث فيها عن الفنان يوسف العاني وعطاءه.
وشارك السيدان كمال يلدو ومهدي البابلي في كلمات بالمناسبة.
في نهاية الامسية قدم الدكتور علاء فائق كلمة منتدى الرافدين مستذكرا فيه فنان الشعب يوسف العاني، ومستذكرا ايضا الفنان علي الانصاري الذي رحل عنا في قبل ايام.
ونحن في منتدى الرافدين للثقافة والفنون والمنظمات المشاركة نستذكر اعمال الراحلين وعطاءهما للشعب والوطن والثقافة العراقية، ونطالب الحكومة العراقية والمؤسسات الثقافية الرسمية العراقية بالاهتمام بالمبدعين والرواد الذين يتساقطون في كل العالم بصمت كسقوط اوراق الشجر في الخريف البارد..
عرض في الحفل العديد من لقطات الافلام والمسرحيات التي شارك فيها الفنان الراحل يوسف العاني مثل عبود لا يغني. ومجموعة كبيرة من الصور.
وحضر الامسية جمع غفير من المهتمين والمتابعين للثقافة والادب من بنات وابناء جاليتنا الكريمة، وممثلي منظماتها. وجرى تغطيتها اعلاميا من قبل اجهزه الاعلام والصحف المحلية كان من بينها الفضائية العراقية، وفضائية سكاي مشيكان، وفضائية عشتار، والمركز الدولي للإعلام، وحضرها زملاء من اذاعة صوت الكلدان وصحيفة صوت المهجر، واخرون.
كاردينيا