العراف
قاومي نداءات الإستسلام للماضي
و كذالك مقاومة الحنين كي تبقي كبيرة في نفسك
فليكن لك كبرياء النسيان إن امكن ذالك
ستمر كل المناسبات و كل اعياد الميلاد
و كل الماضي سيحمل في حقيبة النسيان
و لكن للعراف نكهة
لا يسعها النسيان
إن الصمت و الهجر
المضاد هو إستجابة ضرورية لبعض الوقت
اريد أن قول لك
اريد ان اقول لك اعمق الكلمات
و لكني لا اجرؤ خوفا
و اضحك من نفسي
و احول سري الى سخرية
و استخف بالمي لا
اريد ان اقول لك اصدق الكلمات
و لكني اخشى الا تفقديني
لهذا السبب اخفي عنك الكثر
الذي تعرفينه عن حرفي
و اقول لك عكس ما افكر به
دائما اجعل ألمي مسافر
الى ألمي
خوفا ان تقومي انت بذالك
اريد ان استعمل أثمن الكلمات
التي ادخرتها ليوم
الإغتراب
و اهديها
كي اقول
رواية إختيارك انت لي
لهذا سأتحدث لك بقسوة
حتى لا تعرفي اي الم يستهويني
اريد ان اجلس دهرا بصمت الى جانبك
و اتكلم دهرا عن صمتك
و اخشى
لهذا اتكلم باستمرار
و اختفي و راء الكلمات
و اعامل المي بقسوة
إن ماضيك يبقى المي حيا
الساحرة
لا تزيد لحروفي حزنا
و لا تحرق إدماني
كم من الأحزان كتمت
وكم من الألم تجرعت
و بقربك و بكلماتك اصنع ابتسامة
و كم احببت حرفك الذي ادمنته
و كم احترم صمتك
و صدقك
و وفائك
هل تعلم كم ادمنتك
ابحث عن اسباب الجفاء
و انت وحدك الملام
احببت طيفا يراك في غرفتك
و لا أراه
اسمعه بلا كلمات
يمشي كانه لا يرى
ابحث كل حروفي مسافرة
مع الهوى
لا يعرف القراءة
و لا الرموز المخفية
في الكلام
آآآآآآآآآآآآآآآه إنها مجرد سطور غير مقرؤة
و يبقى الحرف الوحيد الذي اتقنه
و ما فائدة الانتظار
و انت في عزلة و حدك تتقن فن الانتظار
من هو؟
نعايش الهجر و الانتظار
كيف السبيل
و الى متى
كيف سامحي تلك الحروف
كي اهجر تلك الأماكن
و المطارات
و محطات الانتظار
و مراقد ألوان السفر المتعب
و عد الأيام
لم يبقى لي خيار
سوى أن احتفظ بما تبقى من سطور
تود الرحيل و شيء من بقايا
الأشعار
و ان اكمل سيري
و لا ادري الى اي عالم أختار
عالم مسافر و في كل يوم ترحال
وجع الم و حزن يطاردني في أي مكان
العراف
لقد كان ملتقانا هنا
و اليوم نحن خلف الأسوار
و خلف المدينة
و المملكة الحزينة
و لكن ننثر ازهار الصبر و الكتمان
و نسقى ورود الأفراح
و و نوزع البسمات
رغم الألم
من هنا تبدأ الرحلة معاك و إليك
للخيال الذي يصورك لي
و الأحلام التي تأتي إليك
لترحل بك الى عالمي
و الحنين و الألم
الذي يذكرني بك
الساحرة
و أسماء و ألقاب و أرض و سماء حين اراها
أراك
و اسمعها و اسمع فيه صوتي
و لحان ألمي بالرغم انه لا يعنيك
و جعلتني اتذوق طعم الحياة رغم بؤسها و ألمها
جعلتني احلم ككل البشر
و احببت ألوان الربيع
و حبات المطر
و انسى الألم
اصبو أليكم و اشتاق
لأن اسمك اخفيته حتى يحيى
بداخلي
و يبقى تلك اضائة المتبقية
لدروب الحياة التي تنتظر ألمي
العراف
اين تلك الوعود و اين ذالك السحر
الذي احببت الحياة من أجله
اين الابتسامة
عيونك اصبحت تحاكي الألم
في عزلة و حيدة بين الحيرة
بهمومك و اشجانك اين حبك للمطر
اين السكون التام
اين تلك الإبتسامة الشجاعة التي ترسمينها على
وجهك رغم الصدمات
تذكري انك كنت رائعة ايتها الساحرة
و مازلت كذالك
لكنك نسيت نفسك بين متاعب الحياة
و تركتيها ضحية لأحزانك و لظلم غيرك
فلا تظلم نفسك
بأن تقيديها بالحزن
الا يكفيها قهر الزمن
و ظلم البشر
امازال للمطر مكانة عندك
و يشتد وقع قطراته
اتى الشتاء ثم غادر
الى محطات عيد مولدك
بربيع زاهر و يلفظ الكون انفاسه
و تمسح الشمس جبين الأرض و قلوب المتفائلين خيرا
الطريق الرمادي كانت تلك الدموع
كل صباح ستمحى من حياتك معالم
الاستمرار كساحرة عنيدة
متحدية زحام الألم على جسدها
هل من أمل للعودة الى
روابي الأمل
الساحرة
نعم ايها العراف
شعرت ببرد قارص في تلك الابتسامة الشتوية
لكن ثمة صوتا بعث بالحنين بداخلي
و احتواني
و كلمني و اشعرني
بأن أحتوى غربتي و ضياع عمري بين اودية
الحزن و الألم
كان ذالك صوت العراف
مازالت الحياة مستمرة معك
و مازال الأمل
مازالت تلك القطرات تذكرني
بأملي الوحيد
اترك لكل فصل ألم بحجم
صرخته
و اترك حلم ينصهر كل ما حل فصل
آخر ها قد حل ميلاد ساحرة
سيعد عمرها حسب معانيها
و سفرها و غربتها التي لا تنتهي
هكذا هي قصة الشتاء معي
و قطرات الأمطار
و عمرا قادم يحدده الربيع
من جديد
لو لم يطغى على قلبي و عقلي
حزنا لما طغى على قلبي شوقا
و حنين الى حروفك ايها العراف
العراف
لا احدا منا يمتلك قرار في نهاية عمره
و لا يوجد أحدا لا يملك أعباء ثقيلة في حياته
و هناك من يبتسم و يدعو الله و يقول الحمد لله دائما
كي لا نموت مرات و مرات ونحن في قبضة الحياة
و لا ضحية استسلامنا لظروف الحياة التي تسيطر على
حلمنا و بقائنا على ان نكون اقوى من الظروف نفسها
علينا ان نربي قلبا و عقلا مع كل حالة
ربما يكون فراقا او رحيل
و التأقلم مع ألمه قبل وقوعه في حياتنا
يكون اقل تدمير لعواطفنا
كي لا يتعلق القلب بأشياء مضت
ندخل في تجارب الحياة ثم نخرج منها
كما دخلنا بنفس الإحساس و نفس القوة
كي تستمر الحياة ايتها الساحرة
و لا نتعامل مع الألم و الحزن كشقيق لقلوبنا
بل كغريب أحتل قلوبنا
و يجب التخلص منه
و نتخلص من تبعاته و شعوره المؤلم
راجعي حوارنا من أول كلمة الى اخرها
علك تعثرين على بصيص امل مكتوب
لم ننتبه إليه
لأن الغفلة دائما لها نصيبا
في حياتنا
ماذا اقول لك و مازال الحرف ينبض و يحن الى الساحرة
الساحرة
هل اقول لك النسيان بحد ذاته فشل في نسيانك
و نسيان حروفك و ما حملته من الم إضافي
الى حياتك رغم انك
لم تشكي لي يوما انني اتعبتك معي كساحرة
متمردة و عنيدة
و كذالك مشاغبة
مالذي يخلصني منك و من حروفك التي تؤنسني
و تواسيني في حيرتي
و سفري
الشخص الوحيد الذي ابقى مدين له طوال حياتي هو انت
ايها العراف
كتبتك و سأكتبك قصيدة لا تنتهي
ثمة أناس اكتسحوا حياتنا
و كانت الأقدار و الصدف لها حظ وفير
إن كان سلاحي الوحيد في هذه الحياة دموعي
و حزني قد تقاسمت معي جزء منه
لأنني احببت الحياة بوجودك ايها العراف
هل تعلم كم احترمك لأنك لم تحرجني يوما
حتى بسؤال بسيط
بالرغم انك تحملت متاعبي
و حزني و لم تشكو يوما
من مشاغبتي و كلماتي المتهورة أحيانا
كم احترمك و كم سأحترمك
ايها .......... كثيرا
العراف
إن كنت امرأة تستطيع تفسير صمتي
و هجري للكتابة عنك
و إن كنت ساحرة تتقنين فهم حروفي بصمت
لكن اقول لك لا تدعي منظر التدمير يشوه مزاجك
و يشل قدرتك
على الوقوف من جديد
نعم نقع و نحزن و نتألم
و من جديد يحل فصل
الأمل حتى نتذوق طعم الحياة
رغم الألم
أما الصمت المفتوح على مزيدا من صمتا
الكتابة وحدها هي من تكسر الصمت
فوحده الصمت من يكشف معادن الأشياء
و معدن العراف
الساحرة
الآن ايها العراف دعني استردك
كعاصفة في القلب
و لي فيك حق السؤال إن غبت
و اعاتب نفسي في هجري
بالرغم انني اهاجر إليك
في كل لحظة
و ليس لي فيك حق
بل الحق كي لا تسرقك مني الظروف
احيانا احلم كامرأة و احيانا اخرى كساحرة
تأسرك في غيابها
في مملكتها
فأدركت ان ما سينشأ بيننا
لن تكون قصة طارئة
كي تغرقني فيها
انت حياة بها قصصي و مناجاتي و المي
ايها العراف بنظراتك السخية
تمنح للعابر ملجأ و تهديه ابتسامة
عطائك
و لك مكانة لكل متعب من الحياة
صدرا يسعه
ابحث عن تفاصيل تصنع ملامحك
كل يوما كي لا انسى ان هناك عراف
يستحق ان انثر أمامه ألمي و حزني
كيف لي ان فقدت بوصلة الأمكنة الهاربة التي تسكنها
و اصداء الروح كان يقيني انك تسمعها
رغم الزمن الهارب لكن وجهك يبقى
في كل الأيام الماضية و الحاضرة والآتية
ما سر قوتي امام ضعفي إليك
و ما سرى حرفك على اسري
العراف
الكراهية حمقاء و الحب حكيم
الساحرة
ربما المس كلماتك و تقاسيم حروفك
من حين الى آخر
قبل تلك الصدفة
التي اصبحت سر قوتي
و حب إمتلاكي سر الوجه التي من حولي
و المشى على الحواف الهشة
و احاول كتمان المي
حتى لا يسرق مني
بقاياه و ما تبقى من العمر
و انسى انه الشعلة التي
افاضت الكاس و طعم الحياة
و تنطفئ الروح و يستسلم الجسم لسلطان
الموت المنتظر
و الوقت يمر
و ينتهي
الكل نحو التلاشي
و لكن لا امنحهم فرصة ان يسرقوا
املي كما قلت ايهات العراف
و لا ملامح وجهي كساحرة
سوى في خيالك
اوفي واقعي
كمرأة
تسبح في خيالك
حرة كما تشاء