.
.
يا ليُتم الورد
كم يلسعُ الحزنُ من حيث الهوى لسَعا
الحبُّ والحزن مفضوحان ما اجتمعا
أسررتُ عن حبّه يوماً لجارحتي
ولستُ أعلم إن كان المدى سمِعا
ما زلتُ أكتم في صدري محبَّته
حتى وشى بي بريق الدمع إذ لمعا
ما باله بعدما خبّأتُه زمناً
من مقلتي بعد طول الصبر قد طلعا
سقيتُ خدّيَ ماءً من هواه على
صحنٍ من الوجد مشحونٍ فما شبعا
وصرتُ أُوسعُ قلبي بين عالمِنا
حبّاً بمقدار ما هذا الأسى اتسعا
فهالَنِي أنني لم أدخر وَطنا
في الأرضِ إلا وقد أوْرَثتُه وجعا
ما بال صبحي مشغولٌ بزفرتِه
مذ أربعين صباحاً لم يكن سطعا
لمَّ الأزاهير في بيت العزاء فما
واسيتُ من وردةٍ إلا بكت جزعا
تبكي بكاء يتيمٍ غاب والده
فلم يكن غيرُه الحاني الذي زرعا
.
حبيب علي المعاتيق