السموأل بن يحيى المغربى الطبيب النابغ من اليهودية إلى الإسلام :
هو (شموائيل بن يهوذا بن آبون) وبعد أن شرح الله صدره للإسلام أصبح : »السموأل بن يحيى المغربي«.
عالم بالرياضة والطب و درس الهندسة والرياضيات والهيئة وشيئاً من علوم اليونان، على كبار المهندسين والأطباء المرموقين، والمشهود لهم من المفكرين أمثال الدسكري، وهبة الله من ملكا البغدادي، والشهرزوري، وغيرهم. وقام برحلات وأجرى مقابلات ولقاءات مع العلماء والشيوخ. وهو من أصل مغربي واشتغل بالعلم بالمشرق الاسلامي في القـرن السـادس الهجري / الثاني عشر الميلادي.
ترعـرع السـموأل في فاس في أسرة يهودية، ثم انتقل مع أسـرته إلـى شرقي الدولـة الإسـلامية، واستقر ببغـداد. لكـن لم يطل بهاكثيرا، إذ انتقل لمراغة و قضـى بقية عمره و توفي فيها سنة 570 هـ / 1175 م، بعدما أشهر إسلامه وكتب في إنتقاد اليهودية كتابة المشهور ( إفحام اليهود ) ونقض دعاواها. كان السموأل من العلماء المسلمين القلائل ذوي الأصل اليهودي واللذين كتبوا سيرتهم بقلمهم كما أنه نموذج للعلاقات العلمية والثقافية بين المغرب وبلاد المشرق الاسلامي.
خلف السموأل مصنفات كثيرة بلغت 85 مصنفـا مـا بيـن كتـاب ورسـالة ومقالـة فـي شـتى المجالات، منها “كتاب إعجاز المهندسـين”، و”كتاب الباهر في الجبر” و”كتاب في الحساب الهندي” و”كتاب في المياه” و”كتـاب الموجـز فـي الحساب”، و”كتاب المفيد الأوسط في الطب”، و”كتاب غاية المقصود في الرد على النصارى واليهود” وغير ذلك. كان حاذق الذهن، بلغ في الجبر والمقابلة الغاية القصوى. درس في بغداد كتاب الأصول لأقليدس، وكذلك جـبر أبـي كـامل شـجاع ، و جـبر الكرجـي حـتى بدأ يكون آراءه الخاصة في الرياضيات وهو في سن الثامنة عشر من عمره. وبدأ تأليف كتابه الشهير “الباهر في الجبر” وهو في سن التاسعة عشر من عمره.
لقـد طـور السموأل المغربي الطريقة التحليلية في علم الجبر، واستطاع وبكل جدارة أن يوسع مفهوم العدد بمحاولات غير مباشرة. لذا بلور فكرة استقلال العمليـات الجبرية عن التمثيل والتصور الهندسي الذي كان سائدا في ذلك الوقت، وكان هذا الاكتشاف تقدما مهما في الفكر الرياضي وممهدا لاكتشـاف الجـبر الحـديث، فـي وقـت كـان أكـثر العلمـاء فـي الرياضيات يهتمون بالحلول الهندسية لمعظم المسائل الجبرية.