من عجائب وغرائب الطبيعة : فراشات الأمازون تشرب دموع السلاحف !!
في عمق غابات الأمازون المطيرة الغربية تعيش فراشات مع السلاحف تشرب دموع السلاحف , قد يبدو ذلك شيئاً من رواية من الخيال ولكنه حقيقي مائة بالمائة , حيث أنه مشهد غير عادي ولا يراه الكثيرون وقد لا يعرف عنه الكثير منا شيئاً فهناك في غابات الأمازون الغربية المطيرة توجد أسراب من الفراشات تتدفق في عيون سلاحف النهر الصفراء المرقطة في محاولة للحصول على رشفة من دموع السلاحف , وتحافظ السلاحف على وضعية العين مفتوحة حتى لا تسحق تلك الفراشات الصغيرة أو ترهبها وتظل الفراشات في هذا الوضع إلى أن تشعر بالشبع .
ويقول فيل توريس عالم في مركز بحوث تامبوباتا في بيرو أن الفراشات تنجذب إلى دموع السلاحف لأن تلك القطرات تحتوي على الصوديوم وبعض المعادن التي يندر وجودها في منطقة الأمازون الغربية وتحصل السلاحف على الكثير من الصوديون من خلال نظامها الغذائي الذي يحتوي على اللحوم بينما الفراشات عشبية لا تأكل اللحوم مما يجعلها في حاجة إلى مصدر إضافي للحصول على المعادن اللازمة لها .
كما أوضح توريس أن غابات الأمازون الغربية المطيرة تبعد أكثر من 1000 ميلاًمن المحيط الأطلسي وهو مصدر رئيسي للملح , ويتم قطع المنطقة أيضاً من الجزيئات المعدنية نحو الغرب من جبال الإنديز ويتم إزال معظم المعادن التي يحملها الهواء من المطر قبل أن تتاح لها فرصة الوصول إلى غابات الأمازون , مما يساهم في خفض مستويات الصوديوم في الغابات وبالتالي فإن الفراشات يجب أن تبحث على غذاء يحتوي على الصوديوم من المصادر النتاحة لهم والتي تشمل دموع السلاحف وبولها و ضفاف النهر الموحلة والبرك والملابس التي تفوح منها رائحة العرق .
ويقول جيف جاليك طالب الدراسات العليا في الحشرات في متحف فلوريدا للتاريخ الطبيعي والذي درس تلك الظاهرة أن تغذية الفراشات على دموع السلاحف ربما لا تؤذي السلاحف مباشرة , وأضاف توريس أن الفراشات ليست فقط من تتغذى على دموع السلاحف ولكن يقول لقد رصدنا بعض النحل أيضاً يقوم بذلك ولكن يزعج النحل السلاحف أكثر من الفراشات وقد يكون السبب أزيز الأجنحة الخاصة بالنحل .