بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
قال السجاد (ع) : بلغني يا زايدة أنك تزور قبر أبي عبد الله (ع) أحياناً ؟.. فقلت :
إنّ ذلك لكَما بلغكَ ، فقال لي : فلماذا تفعل ذلك ولك مكانٌ عند سلطانك الذي لا يحتمل أحداً على محبّتنا وتفضيلنا وذكر فضائلنا ، والواجب على هذه الأمة من حقّنا ؟..
فقلت :
والله ما أريد بذلك إلا الله ورسوله ، ولا أحفل بسخط من سخط ، ولا يكبر في صدري مكروهٌ ينالني بسببه ، فقال :
والله إنّ ذلك لكذلك ، يقولها ثلاثاً وأقولها ثلاثاً ، فقال : أبشرْ ثم أبشرْ ثم أبشرْ ، فلأخبرنّك بخبرٍ كان عندي في النخب المخزونة .
إنه لما أصابنا بالطفّ ما أصابنا ، وقُتل أبي (ع) ، وقُتل من كان معه من ولده واخوته وساير أهله ، وحُملت حُرَمه ونساؤه على الأقتاب يُراد بنا الكوفة ، فجعلت أنظر إليهم صرعى ولم يواروا ، فيعظم ذلك في صدري ، ويشتدّ لما أرى منهم قلقي فكادت نفسي تخرج ، وتبيّنتْ ذلك مني عمتي زينب بنت علي الكبرى فقالت :
ما لي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وإخوتي ؟!..
فقلت :
وكيف لا أجزع ولا أهلع ، وقد أرى سيدي وإخوتي وعمومتي وولد عمي وأهلي مصرّعين بدمائهم مرمّلين بالعراء ، مسلبين لا يُكفّنون ولا يوارون ، ولا يعرّج عليهم أحد ، ولا يقربهم بشر ، كأنهم أهل بيت من الديلم والخزر ..
فقالت :
*لا يجزعنّك ما ترى ، فوالله إنّ ذلك لعهد من رسول الله (ص) إلى جدك وأبيك وعمك . *
*ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض ، وهم معروفون في أهل السماوات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرّقة فيوارونها ، وهذه الجسوم المضرّجة ، وينصبون لهذا الطفّ علماً لقبر أبيك سيد الشهداء (ع) لا يُدرس أثره ، ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام ، وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه ، فلا يزداد أثره إلا ظهوراً ، وأمره إلا علواً.*
-كامل الزيارات ص259