1- الامبراطورية البريطانية:





تعد الامبراطورية البريطانية الأكبر في التاريخ ومثلت القوة العالمية التي تحكم خُمس سكان العالم وربع مساحة الأرض، وهذا ما ساعد لغتها الإنكليزية أن تكون أوسع اللغات انتشاراً، وبلغت مستعمراتها قارات العالم خاصة بسبب قوة الأسطول البريطاني البحري، حتى وصفت بأنها "الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس" فالشمس بالتأكيد تشرق على أحد مستعمراتها في أي وقت من اليوم!
اعتبرت المساحة الهائلة للامبراطورية البريطانية نتاج لعصر الاستكشاف الأوروبي، وبلغت مساحتها في أوج قوتها حوالي 36 مليون كيلومتر مربع، بينما بلغ عدد سكانها قرابة 550 مليون إنسان في أقصى اتساع سكاني لها، (458 مليون من أصل 2.295 مليار في إحصاء العام 1938).
2- الامبراطورية المغولية:





الامبراطورية المغولية هي ثاني أكبر امبراطورية في التاريخ. امتدت على معظم آسيا وأجزاء من أوروبا وهي نتاج توحيد قبائل مغولية وتركية بدءاً بجنكيز خان الذي أُعلن حاكماً لها في العام 1206، وبلغت بعد قرنين مساحة هائلة من حدود النمسا وفنلندا وحتى بحر اليابان وحكمت 100 مليون إنسان وحوالي 22% من مساحة الأرض.
بدأ جنكيز خان الذي حكم منغوليا بعد توحد قبائلها ووضع بعض القوانين، ثم هاجم مملكة تشيا شال غرب الصين، ثم جنوب وغرب الصين، ثم توجه للحرب ضد مملكة خوارزم المسلمة؛ فاستولى على بخارى وسمرقند، ثم امتد لآسيا الوسطى والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، إضافة لتوطيد حكمة في منغوليا.
وبعد وفاة جنكيز خان، صارت هذه الأقسام الأربعة مقسمة بين خلفائه الذين اجتاحوا روسيا وكوريا وأوكرانيا وبلغاريا والبلقان والقوقاز، ووصلوا إلى بغداد عاصمة العباسيين ودمروها، ثم دمشق حتى تصدى لهم المماليك وهزموهم في عين جالوت، فتحول المغول إلى اليابان وشرق آسيا، حتى اعتنق قائدهم غازان الإسلام ودخل في حرب داخلية ضمن الامبراطورية انهارت على إثرها في النصف الثاني من القرن الـ 14.
3- الامبراطورية الروسية:





امتدت الامبراطورية الروسية من المحيط المتجمد الشمالي للبحر الأسود ومن بحر البلطيق إلى المحيط الهادي، حتى قيام الثورة البلشفية في العام 1917 وشملت قرابة نصف آسيا إضافة لأجزاء من أوروبا الشرقية وأمريكا الشمالية بمساحة إجمالية 22.8 مليون كيلومتر مربع، أي حوالي 15.3% من مساحة الأرض، ولا يزال وريثها الاتحاد السوفيتي ثم روسيا الاتحادية أكبر دولة في العالم من حيث المساحة.
ورثت الامبراطورية الروسية قيصرة مسكوفي التي كانت متخلفة كثيراً نتيجة الغزو المغولي والتشدد الكنسي منذ القرن الـ 18، وبدأت كدولة الشخص الواحد وأخضعت قبائل سيبيريا وأوكرانيا والثورات الداخلية للفلاحين، وحاربت العثمانيين وهزمت نابليون وهاجمت فرنسا، قبل أن تنجح الثورتين الاشتراكيتين ويستولي البلاشفة على الحكم ويبدأ عصر الاتحاد السوفيتي والحرب العالمية الأولى.
4- الامبراطورية الإسبانية:





بعد توحد ممالك إسبانيا لطرد المسلمين من شبه الجزيرة الإيبيرية، أصبحت إسبانيا امبراطورية موحدة سرعان ما توسعت في أفريقيا ثم أصبحت امبراطوريةً هائلةً بعد الكشوفات البحرية التي قادها بحارة إسبان لاستعمار القارتين الأمريكيتين بدعم من التجار والحكام.
أسقط الإسبان الدول المسلمة في شبه الجزيرة الإيبيرية التي بنت حضارةً عظيمةً حتى القرن الـ 15، ثم أسقطوا حضارة الآزتيك الغنية التي أسسها المواطنون الأصليون في المكسيك، وأسقطوا حضارة الإنكا في غرب وجنوب أمريكا اللاتينية، ليضموا هذه الأراضي إلى التاج الإسباني الذي ضم أيضاً أجزاءً من المغرب العربي، فتصبح حجم الامبراطورية الإسبانية 19.3 مليون كيلومتر مربع، أي حوالي 13% من مساحة الأرض.
5 و6- الدولتين الأموية والعباسية:





تحتل الدولتان الأموية والعباسية المركزان الخامس والسادس، وقد بلغت مساحتهما التقريبية 11.1 مليون كيلومتر مربعاً تقريباً، بما يمثل حوالي 10% من مساحة الأرض.
بدأت الدولة الأموية التي تعد الأكبر في تاريخ الإسلام بعد 3 عقود فقط من وفاة النبي محمد، وتمكنت في عهد الخليفة الـ 10 هشام بن عبد الملك من ضم أطراف الصين شرقاً، وحتى جنوب فرنسا غرباً، إضافة إلى المغرب والأندلس وبلاد السند وما وراء النهر.
وانتظمت فيها مظاهر الحكم والإدارة من الدواوين والأختام والبريد وقصور الأمراء خاصة في عاصمتها دمشق، لكنها لم تنجح في فتح القسطنطينية قبل أن تدخل في حالة من الاضطرابات والمشكلات الداخلية فشلت في قمعها حتى هزم العباسيون آخر الخلفاء الأمويين مروان بن محمد وقتلوه في معركة الزاب.
وسرعان ما سيطرت الدولة العباسية الوليدة بالقوة على معظم الأراضي الأموية باستثناء المغرب والأندلس التي ظلت فيها أمارةٍ أمويةٍ مستقلة.
واعتمد العباسيون على الفرس الناقمين على الأمويين، والذين نقلوا العاصمة من دمشق إلى الكوفة، ثم بغداد التي صارت أجمل مدن العالم الزاخرة بالعلوم والفنون قبل أن تصيبها الاضطرابات أيضاً التي استغلت اتساع رقعتها، فاستقلت بعض الولايات وشكلت دولاً مستقلةً مثل الأدارسة والأغالبة والفاطميين.
بعدها، هاجم المغول بغداد وقتلوا آخر الخلفاء الفعليين فيها، فانتقلت العاصمة شكلياً إلى القاهرة، قبل أن يتنازل آخر الخلفاء العباسيين إلى السلطان العثماني سليم الأول عن الخلافة وتنتقل الخلافة إلى القسطنطينية.
7- امبراطورية تشينغ الصينية:





هي آخر ممالك الصين التي حكمت من العام 1644 إلى العام 1912 وجاءت بعدها جمهورية الصين. تأسست على يد عشيرة آيسين شمال شرق الصين، والتي استولت على بكين عاصمة أسرة مينغ في ثورة الفلاحين، قبل أن تضعف في القرن الـ 19، وتخسر عدداً من الحروب ضد القوى الأوروبية وضد اليابان التي احتلت مساحات من أرضها.
امتدت أراضي حكم سلالة تشينغ على حوالي 14.7 مليون كيلومتر مربع لتشكل حوالي 9.8% من مساحة الأرض، وتضم في العام 1851حوالي 432 مليون إنسان في أقصى اتساع سكاني لها.
8- الامبراطورية الفرنسية:





هي المناطق التي خضعت للحكم الفرنسي خارج أوروبا وشكلت مع فرنسا امبراطوريةً ضخمةً لها مستعمرات مهمة في أفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية والكاريبي والهند، في تنافس مع جيرانها الإنكليز والإسبان، قبل أن تتراجع في أواخر القرن الـ 18 بعد ان خسرت حروبها مع بريطانيا، ثم ضعفت بشدة خلال الحرب العالمية الثانية بعد الغزو النازي الألماني للأراضي الفرنسية.
تمسكت بعدها الامبراطورية بمستعمراتها وخاضت حروباً خاسرةً في فيتنام والجزائر انتهت باستقلال المستعمرات السابقة.
امتدت الامبراطورية الفرنسية لحوالي 13 مليون كيلومتر مربع وحكمت حوالي 112 مليون إنسان.
9- الامبراطورية البرتغالية:





تعد أطول امبراطورية أوروبية أسست مستعمرات قرابة الستة قرون من من احتلال سبتة في العام 1415، وتوسعت مع استكشافات البحرية البرتغالية في الساحة الأفريقية باستخدام تقنيات حديثة للملاحة والخرائط.
وصل البرتغاليون إلى رأس الرجاء الصالح في الطريق للهند البرتغالية، واكتشفوا البرازيل وسواحل آسيوية ولاتينية مختلفة، مؤسسين لحصون وطرق جديدة، واتحدت لفترة مع الامبراطورية الإسبانية لكن المستعمرات بينهما لم تندمج ولم تتمكن من حماية ممتلكاتها المتباعدة فانهارت على مدى زمني طويل ومنتظم إضافة لحروبها ضد ثورات الاستقلال في أفريقيا وأمريكا اللاتينية.
10- دولة صدر الإسلام (الخلافة الراشدة):





هي أول دول الخلافة الإسلامية التي قامت عقب وفاة الرسول محمد سنة 632، وهي الدولة الوحيدة التي لم يكن الحكم فيها وراثياً بل قائماً على الاختيار.
شهدت أربع خلفاء وشملت في عهد عثمان بن عفان الجزيرة العربية والشام وأجزاء من القوقاز وفارس ومصر وليبيا وتونس وأراضي من الأناضول وقبرص، وانتهت بسبب الانقسام والخلافات الداخلية التي أدت إلى مقتل آخر اثنين من الخلفاء لتبدأ بعدها الدولة الأموية.
فيما يلي نستعرض ترتيب كبرى الدول الشهيرة تاريخياً ضمن أكبر امبراطوريات العالم:
24- السلطنة العثمانية:





أسسها عثمان بن أرطغل واستمرت حوالي 6 قرون، وامتدت أراضيها خلال القرن الـ 16 والـ 17 لتشمل آسيا الصغرى كلها وجنوب شرق أوروبا وغرب آسيا وشمال أفريقيا، وأصيبت بالضعف والتفسخ في آخر أيامها وفقدت ممتلكاتها تدريجياً خاصةً في زمن الحرب العالمية الأولى التي خسرتها مع ألمانيا وقامت بعدها الجمهورية التركية الحديثة.
28- الامبراطورية الرومانية:



الصورة تشمل الامبراطوريتين الشرقية والغربية

اعبتر المؤرخون تعيين يوليوس قيصر حاكماً لروما بداية الامبراطورية الرومانية (الغربية تفرقة لها عن الامبراطورية الرومانية الشرقية المعروفة بإسم البيزنطية وعاصمتها القسطنطينية أسطنبول الحالية)، وشملت الامبراطورية الرومانية أراضي بلغت 5 مليون كيلومتر مربع وعدد سكان بلغ في العام 25 قبل الميلاد حوالي 56 مليون نسمة.