مثقفي مدينة الموصل .. شارع ألنجفي لابد أن يبتعد عن عالم المتغيرات !!؟
شارع ألنجفي أو شارع المكتبات اسم ارتبط بذاكرة مواطني أهل الموصل وأصبح جزءا من حياة كثير من المثقفين والسياسيين على حد سواء ليس لأنه يضم العديد من المكتبات يقصدها المثقفون والشعراء وطلاب العلم فحسب، بل لأنه كان منطلقا لكثير من مثقفي مدينة الموصل وهو برأي أهل المدينة سجل لتاريخ طويل من الذكريات، قبل أن تطوله يد التغيير ويصبح سوقا للخضراوات والحلويات والمحال التجارية الأخرى.. وشيئا فشيئا غادرت المكتبات هذا الشارع بعد ارتفاع إيجارات المحال والتي خصصها أهل الأملاك ، وتغيرت ملامح شارع المكتبات ولم يبق منه ألا اسمه فقط.
احمد فتحي .. يقول كان شارع ألنجفي وما يزال رئة مثقفي الموصل والشريان الذي يربطه بالمدينة .. حيث يضم الشارع أقدم المكتبات خاصة مكتبة ( بسام ) التي يملكها السيد أبو بسام إضافة إلى مكاتب القرطاسية المنتشرة .. وأضاف أبو عدنان صاحب مكتبة لبيع الصحف .. لقد شكلت عمارة الشارع وتفرعاته سمة رائعة حافظت على خصوصيتها قبل أن تمتد يد الإهمال والفوضى لتمحو هذه المعالم ولابد من دعوة للجهات المسئولة لإعادة الحياة إلى شارع ألنجفي شارع المكتبات وإدامته وإنهاء حالة الفوضى التي يشهدها ألان بعد أن تشابكت عربات الباعة فيما بينها.. وتمنى أبو عدنان أن يعاد نفس تلك الروح التي كان يتمتع بها السوق الذي كان يشبه إلى حد كبير شارع المكتبات في العاصمة الحبيبة بغداد.
وأستذكر علي طارق( شارع ألنجفي) كان الشارع ملتقى للمثقفين والأدباء والشعراء والفنانين لتبادل الآراء حول الثقافة وأخر النتاجات الأدبية في العالم العربي .. كما أشار علي إلى أن معارض الكتب التي كانت تجري في السابق حازت على إقبال المثقفين المتزايد على الكتب التي تصل من دول عربية وعالمية.
وقال أبو يوسف صاحب أحدى المكتبات أن المكتبات ومن ضمنها مكتبتي الوحيدة التي بقيت فقد هجرها المثقفون بسبب الظروف القاسية التي يعيشها البلد التي جعلت القراءة واقتناء الكتب نوعا من الترف واكتفت المكتبة ببيع القرطاسية واللوازم المدرسية.. ويقترح أبو يوسف تشكيل لجنة من فنانين وأدباء وإعلاميين ومثقفين ومهندسين لدراسة أمكانية إحداث تغييرات تتناسب وارث الشارع الحضاري الذي يمتد إلى عشرات السنين وهو بالتالي يمثل جزءا لا يتجزأ من تكوين مدينة الموصل.
يقول محمد علي (موظف) نهاية عقد الخمسينيات للقرن المنصرم كانت مدرستي تقع في منطقة جامع الكبير وإنا ذاهب لمدرستي أن أمر على شارع ألنجفي فأجد اغلب أساتذتي أمام إحدى مكتبات الشارع لشراء الكتب الصادرة حديثا أو لانتظار مجيء الجرائد القادمة من العاصمة.
ويقول حسن أبو أيوب أن نهاية الثمانينيات من القرن المنصرم تغيرت ملامح الشارع عندما بدأ أصحاب المحلات بتغير أغلب أعمالهم من بيع الكتب إلى بيع الحلويات والقرطاسية ومحلات بيع ألأطعمة السريعة وغيرها من المحلات .
ضياء محمد علي معلم متقاعد يقول: كان شارع ألنجفي يمثل معلماً من معالم مدينة الموصل نظرا لتاريخه القديم وهيئة أبنيته التي تدل على أصالته وقدمه والتي يشكل اغلبها عددا من المكتبات تمتد على جانبي الشارع وتزخر بشتى أنواع الكتب فضلا عن تخصيص أماكن خاصة لبيع الصحف اليومية والمجلات الدورية الأخرى الذي جعل النسبة الغالبة من رواده من المثقفين وطلبة العلم وحتى السياسيين.
وأضاف: في السنوات الأخيرة وقد أزالت تلك المتغيرات كثيرا من معالمه التي عرف بها فتحولت تلك الأبنية القديمة التي كانت تمثل روح الشارع بما تحمله من ذكريات وأصالة إلى عمارات أخذت من الشارع أكثر مما أعطت له إضافة إلى زحف محال كثيرة عليه تمتهن مهنا ليس لها أي علاقة باسمه ومنها محال بيع الحلويات والمطاعم والمواد الغذائية وانتشار باعة الأرصفة وعربات بيع الخضراوات على جانبي الشارع مما حوله إلى سوق مكتظ بالمتبضعين بدلا من رواده القدماء الذين لم يبق لهم من الذكريات التي تربطهم به سوى مكتبات يتيمة تحولت هي الأخرى لبيع القرطاسية والمستلزمات المدرسة التجارية.
ويضيف احمد سالم وهو يعمل في تجارة الأقمشة أن من المحزن أن نرى شارع ألنجفي وهو في هذه الحالة المزرية بعد أن كان هذا الشارع من الشوارع الذي تراه مزدحما بالقراء والمثقفين في المدينة , حتى أنك إذا أردت أن تقتني احد الكتب تجدها في إحدى مكتبات ألنجفي ألا أن ألان لا يمكن أن تجد أي كتاب إذا أردته بل تجد أحد أنواع الحلويات أو القرطاسية وحتى بائعي الخضروات تجدهم على أرصفة منتشرون.
كلمتنا ..؟
إذا جميع مثقفي مدينة الموصل وحتى عامة الناس , يجدون من الظروري أن يكون شارع ألنجفي بعيدا كل البعد من عالم المتغيرات التي نجدها في عالمنا هذا , والسبب أن هذا الشارع يعتبر أحد الشوارع المهمة لدى أهل مدينة الموصل لما يحمله من ذكريات ستظل عالقا في أذهان عشاق الكتاب وقراءه .