ومازلت_احلم_يا_أبي

أبي...في فمي كلمة لم أجرؤ على قولها لك يا أبي..
أبي... لو تعلم كم أنت جميل في خيالي و أحلامي و أمنياتي يا أبي...

أبي... كم أسعدتني نظرات الناس في الخارج يوم أمسكت بيدي و خرجنا للتنزه سويا" و كانت ضحكاتنا تملأ الشوارع... و كم أشفقت على تلك الفتاة التي جلست إلى جانبنا في الحديقة، لقد لمحت في عينيها حزنا" عندما رأت حنانك معي، أحسست أنها تعيش ظروفا" صعبة مع أهلها وتمنت لو كنت أنت والدها...

أبي...كم فرحت عندما نشرت صورتي معك على الفيس بوك و تلقيت عشرات و مئات التعليقات من الأصدقاء الذين أشادوا بهذا الأب الرائع و تمنو كلهم لو كان لديهم أب بشوش و منفتح مثلك...

أبي... لن أنسى أبدا" أنك كنت أول شخص ركضت لأرتمي في حضنه و أطلب مواساته يوم انفصلت عن حبيبي في أول قصة حب عشتها...

أبي...كم كنت فخورة بمساندتك و تشجيعك لي يوم أخبرتك عن نيتي بالسفر للدراسة في أوروبا...

أبي... كم شعرت بالقوة عندما كان أخي يحاول التدخل في حياتي و قراراتي و طريقة لباسي وفرض أفكاره الذكورية علي بالقوة ولكنك كنت دائما في صفي و لطالما أفهمته بأن أخته إنسان مثله و لها نفس الحقوق التي لديه...

أبي...فعلا" أنا محظوظة بأب مثلك... ولكن ليتني أستطيع دمج الحقيقة مع الخيال!! فالحقيقة أن تلك الفتاة التي لمحت نظرة الحزن في عينيها لم تكن إلا أنا... و أولاءك الأصدقاء الذين علقوا على صورة الفيسبوك لم أكن إلا واحدة منهم و تشجيعك و مساندتك لي في أحلامي و طموحاتي لم يكن إلا صوتا" ينطق به عقلي الباطن... و لو علمت بأن لدي حبيب كنت سأضرب و أهان و أحبس في البيت.. أما أخي فقد سمعت مرارا" و تكرارا" اسطوانة أنه رجل البيت و الوصي على العائلة من بعدك و له ألف حق بأن يتدخل في حياتي و يقرر بدلا" عني...

و مازلت أحلم يا أبي...