وأنا_أحبك
هدوء يعم المكان، ها قد أصبحت الساعة الواحدة صباحا..
كعادتي، أختلس النظر من شباكي البعيد
أراقبها و هي تقف خلف نافذتها المغلقة، تفتحها بهدوء شديد و حذر ..
تلقي برأسها إلى الخارج لتراه ..
ذلك العاشق المأخوذ بسحر فتاة لا يستطيع حتى ملامسة يدها ..
يقف تحت نافذتها، ينظر إليها و تكبر ابتسامته.. تنظر إليه بخجل و تطبع قبلة على ورقة كتبتها له..
ترمي الورقة ليعاجل إلى التقاطها .. يمسكها و يشم رائحتها .. يضمها و تتسع الضحكة على وجهه ..
تبتسم هي بدورها، و تحرك شفاهها قائلة أحبك ..
صوت صرخة ...
تغلق الفتاة النافذة بسرعة، تحاول إغلاق الستارة لتقوم يد كبيرة بفتحها، تفتح ذات اليد النافذة ..
يمد رجل أشعث طويل اللحية رأسه و يرى الشاب، يمسك الرجل الفتاة من حجابها و تبدأ الأصوات ب العلو لتكسر صمت الليل..
أقف عند نافذتي مشدوهة، أصرخ لا .. لا تضربها، توقف أيها المجرم .
تلك اليد لا تسمعني، تلك اليد لا تسمع شيئا..
لحظات ثقيلة مرت علي، أحاول ارتداء ملابسي بسرعة لعلي أستطيع اللحاق بها، أنظر من النافذة مرة اخرى، أسمع أصوات أنين و صراخ، أرى تلك النافذة التي احتضنت أحلام الفتاة مهشمة ... مملوءة بالدماء .. أخرج مسرعة .. أين هي؟؟! ..
أحاول الوصول بسرعة، لتلاقيني بركة دماء على الأرض و فتاة جميلة كالشمس ترقد في وسطها.
أصرخ .. اطلبوا الإسعاف .. لكن أهالي الحي يصمون ٱذانهم، كل ما يسمعوه هو صوت اليد في الأعلى تنادي .. لقد قتلتك قبل أن تلوثي شرفنا!!!
لقد غسلتُ بدمائك خطيئتَك أيتها الزانية
يشتم .. يصرخ .. يتباهى
يتباهى الذكوري بقتله لأحلام صبية تصادف أنها ابنته...
وحده هناك .. يقف عاشق مطعون يلمس يدا كان يحلم بلمسها كل يوم .. يمسح الدماء عن وجهها و يمسح بدمائها أحلامه .. يهمس بصوت يجهش بالبكاء ..
وأنا أحبك..وأنا أحبك..