حيا الآلاف من أبناء الشعب البحرينيّ مراسم ليلة العاشر من المحرّم في ذكرى استشهاد الإمام الحسين (سلام الله عليه)، يتقدمهم العلماء ورجال الدين، مشدّدين على التمسك بنهج الإمامِ الحسين الثائر على الظلمِ والطغيان، ومؤكّدين رفضهم لحكم يزيد العصر.
فيما ذكر عدد من المواطنين أنّ إحياء ذكرى عاشوراء تحوّل إلى تظاهرات ثوريّة في بعض أرجاء البحرين، حيث أكّد المتظاهرون مجدّدًا التمسك بالنهج الحسيني المقاوم، وإقامة نظام سياسيّ جديد يحقق العدالة والمساواة للشعب البحرينيّ، يقوم على نتائج الاستفتاء الشعبيّ الذي جرى في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2014.
ورفع المشاركون في ليلة عاشوراء الأعلام واليافطات الحسينيّة وصور آية الله الشيخ عيسى قاسم، مندّدين باعتقال رجال الدين الشيعة في البحرين، ومعبّرين عن رفضهم الاضطهاد الطائفيّ الذي تمارسه السلطات البحرينيّة، كما حملوا شعار «هيهات منا الذلة» مطالبين بإسقاط النظام اليزيديّ في البحرين، مؤكدين التضامن مع الشعب اليمنيّ في حربه ضدّ العدوان السعودي الغاشم.
وأكد نائب الأمين العام لجمعيّة الوفاق «المنحلّة»، الشيخ حسين الديهي، أنّ الإجراءات القمعية ومساعي تصفية وجود المعارضة عبر استهداف الرموز والمؤسسات ما هي إلا مؤشرات ضعف وعجز السلطة أمام قوة الشعب، الذي أثبت أنه عصيّ على كلّ محالاوت الإذلال والترهيب، كما أنّه واعٍ كلّ الوعي للمحاولات البائسة للالتفاف على مطالبه المشروعة.
وأوضح خلال خطاب عاشوراء أنّ النظام الخليفيّ ما زال يبرهن على ضعفه وبطلان مفعول سياساته وأساليبه أمام إرادة الشعب البحرينيّ ووعيه، حيث يمعن في استهداف المسلمين الشيعة ومقدّساتهم، ويتفنن في التعدّي على شعائر عاشوراء ذات المكانة الدينيّة، فهناك مشاهد صارخة بالتعدّي الاستفزازي والانتهاك وبشكل مهينٍ لمظاهر إحياء عاشوراء في البحرين، يعكس الاضطهاد الطائفيّ للمسلمين الشيعة.
ورأى الديهي أنّ هذه الانتهاكات والتعدّيات على الشعائر والمقدسات تتوافق مع ممارسات داعش والنظام الصدّامي البائدـ فما زالت حملة الاضطهاد الطائفي للمسلمين الشيعة في البحرين مستمرة وواضحة، وتظهر بشكل جلي في مسلسل الاستدعاء والأحكام القاسية على العلماء والخطباء والمنشدين.
وأضاف أنّ الشعب البحريني يحاصر كما حوصر الإمام الحسين «ع» وأصحابه وأهل بيته بكل وسائل وأدوات الإذلال، لكنّه في داخله وفي واقعه وفي كل حراكه يعيش العزة والشموخ ويجسد الإباء ويتمثل شعار كربلاء «هيهات منّا الذلة»، مستنكرًا استمرار النظام في مشروع العداء الممنهج ضد السكان الأصليّين من المسلمين الشيعة.
وشدّد نائب الأمين العام للوفاق على أنّ المطالب الشعبيّة بالتغيير السياسي الجذري لن تتوقف، لأنّها قائمة على أساس المواطنة المتساوية والشراكة السياسيّة، وتأسيس دولة المؤسسات والقانون الذي يحترم الإنسان بلا فرق أو تمييز وإلغاء كما هو حادث اليوم- على حدّ قوله، لافتًا إلى أن «تجربة السنوات الخمس أثبتت للجميع من أعوان النظام ومحازبيه في الداخل والخارج أنّ حقوق الشعوب لا تسقط».