حُلْم:
لم أكن أُدرك الكلمات إدراكاً كاملاً، إنها تنزلق دائماً من أفواهنا بابتذالٍ واضح، ولكنني توقفتُ الآن أمسكتُ بالكلمة بيدي، تفحّصتُها قليلاً، قليلاً فقط، فقط قليلاً، قليلاً تفحّصتُها، وإذا بها تُدهشني، تُذهلني، تتلبّسُني كما لو أنني عاريةً وهي كِسوتي، رعشة لاذعة تسري في ظهري، أين أنتِ ؟ بل أين كنتِ ؟ لم أشهد مثل هذا الموقف من قبل، تبحث عن الكلمة وهي قريبة حد التماس، تُحيطني كلّ يوم ولم أقلّبها يوماً أو أنظر إليها، قلت قبل قليلٍ لصديقي: بأنني أهتمّ باللامهم، فقال هذا لأنكِ "سخيفة"، أوّاه .. ليتني كنتُ كذلك دائماً، لم أشعر بالإحتواء من قبل كهذه اللحظة الّتي حُلتُ بها إلى "سخيفة" تنظر لأوهن الكلمات المُبتذلة فأكتشف دهشة جديدة، كلّ ما يلزمنا هو الإدراك ليصير المرض أكثر حدة، أنا فعلاً أنعصر.