القدرُ ليلةُ انتصارِ الحقّ على الباطل..
وفجرُ المنيةِ قد نظرَ سحرَ يلملمُ نجومه..
إذا بصوتِ جبرائيلَ في السماءِ يهتف..
تهدَّمتْ واللهِ أركانُ الهُدى وانفصمتْ العروةُ الوُثقى..
الشمسُ لم تسطعْ حُزناً على أَبي الأيتام..
والسَّماءُ تذرفُ دموعاً غزيرةً..
إنه طودٌ مطوّقٌ بموجِ المَنَايا..
صوتُ العالمِ تغيَّر وللوحيِ كبّر..
تغيرتْ الأفلاكُ وحزنتْ الأملاكُ..
بينَ محرابٍ ينحبُ ويسيلُ المَدمع..
وأيتامٍ هامتْ كبحرٍ هائجٍ يرتطُم يميناً وشمالاً..
وجرحٍ صارَ محراباً للأشجانِ..
لكنّ القدرَ مدَّ كفيه المشؤومتين لتضربا هامةَ المُرتضى..
والناعِي يصدحُ بصوتِ الأسَى حُزناً..
مَن للأراملِ والأيتامِ بعدَكَ يا علي..
جبينٌ سجدَ للهِ تَعالى تَواضُعاً..
ودمٌ تسافَحَ لجلالةِ ربِّه..
وهاتفٌ فزتُ وربِّ الكَعبة..
فتفجرَ دمعُ العقيلةِ زينبَ كالبحرِ..
فصارَ طوفانَ نوحٍ وأغرقَ كلَّ ذي كُفرٍ وإِلحاد..
ولم يجفْ إلّا بثاراتِ الحُسين عليه السلام..