حاصر الجيش الإسلامي مدينة تل باشر حصارًا محكمًا،-كما عرفنا في المقال يقظة شعب- وحاول الجيش أن يفتح أبواب المدينة بكل طاقته، أو أن يهدم أسوارها، لكنها كانت منيعة كالرها.

مرَّت الأيام صعبة على المسلمين دون بادرة تغيُّر في الموقف، وفي هذه الأثناء جاءت رسالتان من الشام تحملان استغاثة إلى الأمير مودود.

رسائل مفزعة:
أمَّا الرسالة الأولى فكانت من أمير شيزر سلطان بن منقذ يخبره فيها أن جيوش تانكرد أمير أنطاكية تهاجم مدينته، وأمَّا الرسالة الثانية فكانت من الخبيث رضوان الذي أبدى رغبته في التعاون مع الجيوش الإسلامية ضدَّ تانكرد أمير أنطاكية الذي يهاجم حلب كما يهاجم شيزر[1]، ولا شكَّ أن هذه كانت رسائل مفزعة للجيش الإسلامي؛ لأنَّ سقوط مدن إسلامية جديدة، وخاصةً إن كانت كبيرة مهمَّة كحلب، سوف يُؤَدِّي إلى تعقيد الموقف أكثر، وتقوية الصليبيين بدرجةٍ أكبر.

وتردَّد الأمير مودود في رفع الحصار عن تل باشر، خاصةً أن رضوان غير مأمون، غير أنَّ الشرَّ والخبث لم يكن عند رضوان فقط! فقد وصل جوسلين دي كورتناي أمير تل باشر إلى أحمديل أمير مَرَاغَة، وأجرى معه مباحثات سرية وَعَده فيها بوعودٍ نظير إقناع الجيش المسلم بفكِّ الحصار عن تل باشر! إنها الخيانة في أرض الجهاد، والطعن في الظهر للجيش الذي يُعَلِّق المسلمون عليه آمالهم!

واستطاع أحمديل أن يُقنع القادة المزعومين بضرورة التوجُّه لنصرة رضوان، واجتمع الأمراء على ذلك، واضطر مودود إلى الموافقة، ورفع الحصار عن تل باشر بعد مرور خمسة وأربعين يومًا كاملة[2].

وتوجَّه مودود بالجيش المسلم إلى حلب؛ أملاً في ضمِّ قوَّته إلى قوَّة جيش رضوان لمواجهة تانكرد الصليبي، فليس المهم الآن هو إسقاط الرها ذاتها، ولكن المهم هو تحرير أيّ أرض إسلامية، ولو كانت بعيدة عن الموصل.

فشل الحملة الإسلامية:
ولكن عند حلب حدث ما كان متوقَّعًا من رضوان! لقد أغلق المدينة في وجه جيوش الموصل والعراق وفارس، وأعلن أنه يخشى من هذه الجيوش خشية أشد من خشيته من جيوش الصليبيين[3]!

وحدثت أزمة كبيرة؛ فالجيوش الإسلامية الآن توغَّلت كثيرًا في البلاد، وبَعُدت عن مددها الأصلي في شمال العراق، ورضوان يُغلِق الحصون الحلبية في وجهها، ولو جاءت الجيوش الصليبية الآن فسيُصبح الموقف صعبًا، خاصةً أن حصون الصليبيين قريبة في كل مكان، والمصيبة أن يخرج بلدوين دي بورج من حصونه في الرها لغلق باب العودة على الجيش الإسلامي، ولمنع المدد من الوصول إليهم! لقد وضع رضوان الخائن جيش المسلمين في مأزق حقيقي!

وإزاء هذا الوضع المتردِّي أفاق شعب حلب فجأةً، وقرَّر الخروج في مظاهرات عارمة لردع رضوان عن هذا التصرُّف المشين، إلا أنَّ رضوان قام باعتقال عدد كبير من أعيان المدينة ورؤساء القوم، واتخذهم رهائن لتهديد الشعب إذا استمرَّ في رفضه[4]!!

إنها صورة مكرَّرة في التاريخ والواقع للقائد الذي يُبدِي كلَّ التخاذل أمام أعداء الأُمَّة، بينما يبرز سطوته وقهره على شعبه وأهله وأبناء دينه ووطنه!

ووجد مودود نفسه في خطر شديد، خاصةً أنَّ الأخبار ترامت أن رضوان عقد تحالفًا مع تانكرد نفسه لضرب الجيش الإسلامي! فقرَّر مودود أن يتجه جنوبًا ليبعد عن حلب، وليقترب من دمشق حيث إن الأمير طُغْتِكِين -وإن لم يكن مجاهدًا من الطراز الأول- أفضلُ من رضوان! وفي حوض نهر العاصي، وبالقرب من معرَّة النعمان حضر طُغْتِكِين أمير دمشق، والتقى مع مودود الأمير المَكْلُوم من الأمراء المسلمين، كما هو الحال من الأمراء الصليبيين[5]!

ودارت مباحثات بين زعماء الجيش الإسلامي العراقي والفارسي وبين الأمير طُغْتِكِين، وبدا واضحًا في المباحثات أن طُغْتِكِين -مع رغبته في قتال الصليبيين- كان يخشى هذا الجيش الإسلامي الكبير، ومع هذا الشعور المتوجِّس فإنَّ طُغْتِكِين استطاع أن يُفَرِّق بسهولة بين الأمير مودود وبقية أمراء الجيش؛ فالأوَّل رجل يُريد حرب الصليبيين لله عز وجل، ولا يُريد ملكًا ولا ثروة، أمَّا الآخرون فهم كعامَّة الأمراء في هذا الزمن لا يُريدون إلاَّ الدنيا، وليس لهم في الجهاد نصيب! ومن هنا نشأت علاقة مودَّة بين طُغْتِكِين ومودود؛ إلاَّ أنه كان يخشى من تأثير بقية الزعماء عليه[6]؛ ومن ثَمَّ أصر طُغْتِكِين في المباحثات أن تجتمع الجيوش لمهاجمة مدينة طَرَابُلُس ليضمن بذلك أن يُبعدهم عن دمشق، وفي الوقت ذاته يضربون أخطر الزعماء الصليبيين بالنسبة إليه؛ وهو برترام بن ريمون أمير طَرَابُلُس لقربه من أملاك طُغْتِكِين[7].

لقد كانت تتنازع طُغْتِكِين عوامل الدنيا والدين، ورغبات النفس وأوامر الشرع، فخرجت أعماله مضطربة، لا هي بالجهاد الصريح كمودود، ولا هي بالعمالة الصريحة كرضوان! وأمثال هذا كثير، وهؤلاء -وإن كان فيهم صلاحٌ- لا يقدرون على التغيير!

وإذا كنا نرى هذه الأزمات الأخلاقية في الجيش الإسلامي؛ فإننا رأينا على الناحية الأخرى تماسكًا ملحوظًا في الكيان الصليبي؛ فقد أرسل تانكرد رسالة استغاثة إلى بلدوين الأول ملك بيت المقدس فورًا، يدعو أمراء طَرَابُلُس والرُّها وتل باشر للالتقاء جميعًا للتوحُّد في مواجهة المسلمين[8]!

إن الله عز وجل له سُنَّة لا تتبدَّل ولا تتغيَّر؛ فالجيش الذي يسعى إلى الوَحْدَة بهذه الصورة لا بُدَّ أن تكون له رهبة وأثر، والجيش الذي لا يَقْوَى على التجمُّع والاتحاد -حتى في أحلك الظروف- جيشٌ لا يُتوقَّع له نصر!

وتأزَّم الموقف كثيرًا في المعسكر الإسلامي، ودبَّ الرعب في أوصال معظم القادة، ومات سقمان القطبي فجأةً -لعله من الخوف- فقرَّر جيشه الانسحاب! وكانت علَّة مناسبة لهم لتجنُّب القتال، ومرض بُرْسُق أمير همذان، وقرَّر أن يعود هو الآخر لبلاده كي يُطَبَّب هناك! فانسحب جيشه أيضًا، أما أحمديل الزعيم الذي تفاوض سرًّا مع جوسلين فقد تعلَّل بوجود بعض المشاكل الداخلية في مَرَاغَة فقرَّر الانسحاب من المعركة، وهو بذلك يضرب عصفورين بحجر؛ فهو سيهرب من الصدام مع الصليبيين، وكذلك سيسعى إلى تحصيل جزء من إرث سقمان القطبي الزعيم الذي مات منذ قليل[9]، كذلك عاد جيش إياز بن إيلغازي إلى بلاده لهدف عجيب؛ وهو الهجوم على جيش سقمان القطبي بعد وفاة قائده[10]؛ ليغنم ما معهم! غير أنَّ جيش سقمان انتصر عليه وغنموا ما معه، وساروا به إلى بلادهم!

هل يُصدِّق ذلك أحد؟!

هل يمكن للأمراء والزعماء أن يتَّفقوا جميعًا على الجبن والهروب والخيانة؟!

إنَّ هذا هو ما حدث بالفعل! وهو يُفَسِّر المصيبة الكبيرة التي ألمَّت بالمسلمين أيام الحروب الصليبية، وهو يفسر -أيضًا- النكبات التي تمرُّ بالأُمَّة في أيِّ فترة من فترات ضعفها، وليست أحداث 1948م أو 1967م منَّا ببعيد!

وجد الأمير مودود نفسه وحيدًا في أرض القتال، ولم يثبت معه إلاَّ جيشه، إضافةً إلى طُغْتِكِين أمير دمشق؛ وأقبلت الجيوش الصليبية من كل مكان، وبلغ عددها ستة عشر ألف مقاتل، وهو أكبر بكثيرٍ من القوَّة الإسلامية المتبقية.

في هذا الوضع الخطير جاءت رسالة من أمير شيزر سلطان بن منقذ يدعو فيها الجيش الإسلامي للقدوم إلى شيزر للتحصُّن بها، فتتحقَّق منفعة مزدوجة؛ فهذا حماية لشيزر من ناحية، وحماية للجيش المسلم من ناحية أخرى، وبالفعل توجَّه الجيش الإسلامي إلى شيزر، وتحصَّن وراء أسوارها، وجاء الجيش الصليبي وقد طمع في الجيش المسلم بعد هروب معظمه[11]!

كان موقع الجيش الإسلامي خطيرًا وهو في هذه العزلة عن بلاده؛ ولذلك لم يرغب الأمير مودود أن يبقى محصورًا في هذه المنطقة، ولم يكن أمامه إلاَّ تخويف الجيش الصليبي لعلَّه يفتح له الطريق للعودة إلى بلاده؛ ومن هنا قرَّر الأمير مودود أن يخرج من الحصون ليُناوش الصليبيين ثم يعود، وهكذا حتى يُؤَثِّر في الصليبيين ليتركوه يعود، ويرضوا منه بعدم القتال.

وللصدق الذي يراه الله عز وجل في قلب مودود ألقى سبحانه الرهبة في قلوب الأعداد الكبيرة من الصليبيين، وبدءوا بالفعل يخشون الهجمات الجريئة للجيش المسلم، بل استطاع الأمير مودود أن يغنم بعض الغنائم من مؤخِّرة الجيش الصليبي!

رأى الصليبيون أنه من الأسلم لهم أن يتركوا هذا المجاهد العنيد ليعود إلى بلاده؛ ليتفرَّغوا هم للملوك الضعفاء في الشام، أمَّا مودود فكان واقعيًّا، ورأى أن الإصرار على الحرب نوعٌ من التدمير غير المقبول لجيشه؛ ومن ثَمَّ انطلق إلى الموصل، بينما عاد طُغْتِكِين إلى دمشق[12]!

لقد فشلت هذه الحملة في تحقيق مقاصدها، ولكنها حقَّقت نفعًا واحدًا وهو كشف أوراق هؤلاء الزعماء، ليس أمام مودود فقط، ولكن أمام شعوبهم أيضًا، وعرف الناس على وجه اليقين مَنْ هو المخلص المجاهد، ومَنْ هو المنافق المتثاقل، ووضوح الرؤية هذا في غاية الأهمية لإكمال المسيرة، وحتى لا يبني الناس قصورًا من الرمال، ويُعَلِّقون الأحلام الكبيرة على شخصية قد تُحسن الكلام؛ ولكنها لا تعرف عن العمل شيئًا!

مودود يُعيد الكرَّة:
ومع هذه الآلام المركَّبة التي عانى منها مودود؛ فإنَّه لم ينسَ القضية، مع أنَّ إمارته آمنة، وبعيدة نسبيًّا عن الخطر، ومع أن ظروفه في بلده مستقرَّة، ويتمتَّع بحبِّ شعبه له، لكنه كان متجرِّدًا لله عز وجل، فاهمًا للدَّور الذي عليه تجاه دينه وأُمَّته، وهذا الذي دفعه إلى الاستمرار في المسيرة مع كل الخيانات التي تعرَّض لها؛ ولهذا نجده يُعِدُّ جيشه في ذي القعدة من السنة نفسها، أي في سنة (505هـ= مايو 1112م)، ويُهاجم فجأة مدينة الرها مرَّة أخرى! إنه مع صلابة الاستحكامات، وقلَّة جيشه لا ييأس من تكرار المحاولة، ولكنَّ حصون المدينة كانت أشدَّ من جيوش مودود، ففكَّر مودود في مهاجمة مدينة سَرُوج[13]، وهي مدينة كبيرة تقع في شرق الفرات بالقرب من الرها، وتُعتبر المعقل الثاني للصليبيين شرق الفرات، ولكن مودودًا خشي أن يخرج بلدوين دي بورج من المدينة فيُهاجم مؤخِّرة الجيش الإسلامي؛ ولذلك ترك قسمًا من الجيش يُحاصر المدينة، وذهب بالقسم الثاني لحصار سَرُوج، ولكن -للأسف- وصلت حركة هذه الجيوش إلى جوسلين دي كورتناي أمير تل باشر، وعرف أن مودودًا تحرَّك بقسم صغير من جيشه إلى سَرُوج، فانتهز الفرصة، وأخذ جيشه وانطلق صوب سَرُوج، وهناك استطاع أن يُلحِق هزيمة بجيش مودود، وقتل عددًا كبيرًا من رجاله، ويبدو أن مودود كان قد أخطأ التقدير لعدد جيشه، فتحرَّك بعدد قليل وسط جموع كبيرة من الصليبيين[14]!

وعلى الرغم من ثقل وَقْع الهزيمة على نفس مودود؛ فإنَّه عاد مسرعًا إلى الرها لينضمَّ ببقية جيشه إلى المسلمين المحاصِرين هناك للحصون.

في هذه الأثناء، وبينما تدور المعركة حول سَرُوج كان الجيش الإسلامي في الرها قد نجح في عقد معاهدة سرِّيَّة مع الأرمن في داخل حصون الرها[15]!، يتمُّ بموجب هذه المعاهدة تسليم المسلمين إحدى القلاع المهمَّة التي تُسيطر على القطاع الشرقي من المدينة، وبالفعل تسلَّم المسلمون القلعة، وبدءوا يتسرَّبون منها إلى داخل حصون الرها، وجاء مودود في هذه اللحظات، وأسرع مع جنوده لإكمال إسقاط الرها، غير أنَّ جوسلين دي كورتناي كان قد قرأ هذه الأحداث؛ ومن ثَمَّ أتى قادمًا بجيشه من سَرُوج إلى الرها، وإزاء هذا الوضع الجديد وجد مودود أن قوَّته المتبقية لن تفلح في هزيمة الجيوش الصليبية المجتمعة، ومن هنا قرَّر مودود الانسحاب مرَّة أخرى إلى الموصل[16]!

إنها المحاولات المتكرِّرَة دون يأسٍ، ولكنَّ الله عز وجل لم يُقَدِّر بعدُ أن تُفتح الرها!

إنه الطريق الصعب للجهاد الذي ينتهي بالجنة دون اعتبار بالنتائج المتحقِّقَة، ما دام الجهد كله قد بُذل، وما أروع أن يكون شهداء أُحُد في أعلى علِّيِّين، وأن يكون حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه هو سيد الشهداء في الجنة[17]، مع أن الجميع قد استشهد في مصيبة كبيرة حلَّت بالمسلمين، لكن أدَّوا ما عليهم، ولم يتهاونوا أو يُفَرِّطوا!

الجيل الثاني للصليبيين:
لكن قبل أن نستكمل قصة مودود لا بُدَّ من الوقوف مع ما حدث في إمارة الرها حين تراسل الأرمن -وهم مسيحيون- مع جيش المسلمين لتمكينهم من السيطرة على المدينة! إن هذا يُثبت بما لا يدع مجالاً للشكِّ أن الأرمن كانوا يرون الحكم الإسلامي للمدينة أرحم وأعدل ألف مرَّة من الحكم الصليبي الكاثوليكي؛ مما جعلهم يُضَحُّون بأبناء دينهم، ويتعاونون مع المسلمين، ولم يكن هذا من رجلٍ دُفع له مال أو وُعِد بشيء، إنما كان من الشعب في معظمه، وهذا دليلٌ على صحَّة تقييم الحكم الإسلامي.

ولم يكن مستغربًا -طبعًا- بعد رحيل مودود أن تُقام المحاكم العسكرية الغاشمة من الصليبيين للأرمن في مدينة الرها، وكان متوقَّعًا أن تصدر الأحكام التعسفية ضدَّ الشعب؛ فقُتِلَ عدد كبير منهم، ورُحِّل آخرون إلى خارج المدينة، وصار التعايش بين الأرمن والصليبيين صعبًا للغاية[18]؛ خاصةً أن علاقة الأرمن ببلدوين دي بورج كانت مضطربة بعد عودته من الأسر سنة (501هـ= 1108م)، أي منذ أربع سنوات سابقة.

وكان من الواضح أن الوضع أصبح خطرًا في داخل إمارة الرها؛ فقد أصبح بلدوين دي بورج يتشكَّك في كل مَنْ حوله مخافة الخيانة والتحالف مع المسلمين، بل إن بلدوين فَقَد صوابه تمامًا وتشكَّك في جوسلين دي كورتناي، وهو يعتبر الرجل الثاني في الإمارة؛ وذلك لأنه رأى أن الأرمن يميلون إليه ويحبونه؛ فقام بعزله وطرده من الإمارة، مع أنه قدَّم له خدماتٍ جليلة من أيام أسر بلدوين دي بورج ومرورًا بالمعارك المختلفة مع المسلمين، وحفظ الأمن في إمارة الرها، وانتهاءً بالانتصار على حملة مودود الأخيرة، لكنَّ هذا هو الذي حدث بالفعل، وتمَّ إقصاء جوسلين عن منصبه[19]، فتوجَّه إلى مملكة بيت المقدس حيث رحَّب به بلدوين الأول واستقبله استقبالاً حافلاً، وقرَّر الاستفادة من قدراته العسكرية الهائلة؛ فأقطعه إمارة طبرية والجليل[20].

إذن مع فشل حملة مودود العسكرية في سنة (505هـ= 1112م)؛ فإنها أحدثت اضطرابًا كبيرًا في داخل إمارة الرها، أدَّى إلى قلاقل داخلية وعدم استقرار، إضافةً إلى إبعاد الخطير جوسلين دي كورتناي عن ساحة الرها.

[1] ابن القلانسي: ذيل تاريخ دمشق ص175.
[2] ابن العديم زبدة الحلب 2/159.
[3] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 9/144،
Setton: op. cit., 1, p. 400.
[4] ابن العديم: زبدة الحلب 2/159.
[5] ابن القلانسي: ذيل تاريخ دمشق ص175.
[6] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 9/144، والباهر ص17، 18.
[7] ابن العديم: زبدة الحلب 2/160.
[8] Grousset: Hist does Croisades, 1, p. 469.
[9] ابن القلانسي: ذيل تاريخ دمشق ص176، 177.
[10] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 9/144.
[11] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 9/144.
[12] Setton: op. cit., 1, p. 400.
[13] Stevenson: op. cit., p. 95.
[14] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 9/147، Matthieu d`Edesse, p. 100.
[15] Matthieu d`Edesse, p. 101.
[16] Michel Le Syrien, lll, p. 196
[17] عن ابن عباس قال: قال رسول الله r: «سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَرَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ فَقَتَلَهُ». رواه الطبراني في المعجم الأوسط 4/238، والحاكم في المستدرك (2557)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2308).
[18] Matthieu d`Edesse, pp. 104-106.
[19] Runciman: op. Cit., ll, p. 124.
[20] Stevenson: op. cit., p. 106.




د. راغب السرجاني