في اول ايام الاسبوع الساعة الثامنة صباحا وفي زحمة العمل في المستشفى وتحديدا غرفة التضميد دخل رجل عجوز يناهز السبعين من العمر حاملا ورقة من الطبيب يوعز فيها الى الكادر التمريضي لإزالة بعض الغرز من كفه اثر تعرضه لجرح وتضميده
قدم له احدهم كرسيا وتحدث اليه مع كلمات ممازحة لطيفة وهو يزيل الغرز ويهتم بجرحه ،
فقال : للمضمد عليه ان يسرع لأنه في عجلة من أمره لكون لديه موعد في الساعة التاسعة .
سأله الممرض : هل ان موعده مهم ولذلك هو في عجلة من امره ؟
أجاب : نعم هو موعد مهم فأنا أذهب لدار رعاية المسنين لتناول الإفطار مع زوجتي
فسأله : عن سبب دخول زوجته لدار الرعاية ؟
أجابه : بأنها هناك منذ فترة لأنها مصابة بمرض الزهايمر
(ضعف الذاكرة)
بينما كانا يتحدثان انتهى المضمد من التغيير على جرحه .
وسأله : وهل ستقلق زوجتك لو تأخرت عن الموعد قليلا ؟
أجابه : أنها لم تعد تعرف من أنا ، إنها لا تستطيع التعرف على منذ خمس سنوات مضت . قال له وهو مندهشاً : ولازلت تذهب لتناول الإفطار معها كل صباح على الرغم من أنها لا تعرف من أنت ؟!! ابتسم الرجل وهو يضغط على يد المضمد وقال: يا بني هي لا تعرف من أنا ، لكني أعرف من هي ..
اضطر المضمد لإخفاء تأثره لهذا الموقف حتى غادر العجوز وقال لنفسه : هذا هو الحب الحقيقي الذي لا يموت ولا يضمحل رغم السنين ..