عندما تبدأ موضوعك بالسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. تـُـقابل بريبة أن تكون من الظلاميين
تبدأه بـ تحية عطره .. أما بعد .. تكون حينها من المتزندقين .. فتلك ليست تحية المؤمنين
الأفضل أن تدخل في الموضوع بلا سلام .. ولا تحية .. فأنت تـُـخاطب مجتمعاً يـُـحاسبك دوماً على الحرف و على النيه
تميل إلى أذن الجالس بجانبك .. تهمس همساً
هل نبأ إلى ذهنك أن ولي أمرك حاكمك .. إن هو إلا بشراً .. ما كان نبياً و ماكان إله يـُـرتجى
فتتسع عينا من تـُـخاطبه .. " ناقص تقول إنه مواطن زيك يا مواطن " .. يـُـكمل " يا أخي حنا عارفين إنه بشر .. لكنه إنسان لا يـُـخطيء و إن أخطأ فذنبه مغفور سلفاً .. لكنه مـُـحاط ببطانة طالحة تـُـفسد علينا طاعتنا له .. وتـُـفسد عليه ولائنا المـُـطلق "
تخرج من هذا الحوار .. ان أس البلاء و ساسه يكمن في البطانة
فتكتب موضوعاً أن ولي الأمر -رضي الله عنه- نقي بنقاء الملائكة .. لولا تلك البطانة الطالحة التي تحيط به و التي تمنع الخير النازل منه إلينا .. لولا أيضاً البطانة الصالحة التي تكتفي بتلميع صورته في كل مكان
يأتيك الرد على موضوعك .. " احنه ما ودانه في داهية إلا أشكالك .. ناس تلف و تدور حول المشكلة .. وتتجاهل راس البلاء "
تسأل .. مين راس البلاء ؟
" راس البلاء يـُـسمى في ثقافة العبيد .. ولي أمر "
تترك ولي الأمر .. وبطانته صالحها و طالحها
وتتحدث عن الثقافة الدينية من وجهة نظرك .. كمحاولة لتوضيح ما تراه ليس من الدين .. أو ما يـُـشكل عليك فيه
فيصلك رداً .. " يا زنديق .. ألحين ما قدرت تتشطر إلا عالبردعة و سايب الحمار يمرح "
تسأل .. مين الحمار ؟
تلقى الحمار دائماً هو السياسي
تـُـحاول أن تتشطر هذه المرة عالحمار
فتبحث عن الأسباب إلي خلت السياسي يتحمير .. و تتسائل عن مـُـسببات إستشراء الحميرة في عقلية الساسة داخل البلد .. فأنت بناءً على ما تسمعه هنا و هناك ستضع اللوم كله على رأس السياسي
فيرد أحدهم على موضوعك .. " إنك تبحث في الإتجاه الخطأ .. علينا أولاً أن نسأل .. من هو السياسي ؟ .. أليس مواطن عاش في ثقافة مجتمعه ومنها خرج متحميراً ؟ .. إذاً المثقف هو السبب الرئيس في حميرة المتحميرين "
إذاً والله لم يبقى كمـُـسبب لتعاستنا إلا المثقفين .. هم العدو
فتكتب مقالاً تحاول فيه وصف ملامح الإستعلاء التي يتحلى بها المثقف .. وكيف أنه ينظر إلى المجتمع على أنه قطيع .. يقبع في الإنغلاق و الظلام .. وأنه وحده المستنير
فيأتيك رداً أرض جو .. " يا ظلامي .. يا رجعي .. الحين تارك الجهلة إلي عاثوا في البلاد .. وتتكلم عن التيار الليبرالي .. إللي راح يطور بلدك "
تصل لنتيجة نهائية .. أن الأنسب لك حتى لا تـُـتهم في عرضك و شرفك و دينك ..
أن لا تبحث عن المسببات إنما تـُـحاول إيجاد الحلول
فتدخل في نقاش عن المرأة لتوضح فيه .. أن المرأة كائن حي له حقوق مـُـهدرة .. ولا بد من معاملتها وفق هذه الرؤية حتى ننهض قليلاً
فيرد عليك من تناقشه .. " ألحين تارك مشاكل البلد الرئيسية و جالس تتكلم في الحريم .. ياأخي هذوله في الأول و الأخير حريم .. خليك في البعارين أبرك "
فتركب الموجه و تتسائل .. ما سبب إرتفاع أسعار البعير حتى وصل أحدها إلى أربعين مليون .. في وقت نجد أن المواطن ينتحر من أجل مليون دينار ؟
فلا تجد إلا جواب وحيد .. " الله إللي رزق طويلين العـُـمر .. يالحسود .. تعترض على الله ! .. خلي الناس تسترزق "
تشعر بالخوف أن تكون فعلاً إنسان حسود .. فتكتب سؤالاً على خوف .. أليس من حق المواطن أن يسأل معاليه من أين لك هذا ؟
خصوصاً إذا كان معاليه بالأمس مجرد كاسب في الشارع او موظف يستلم خمسة ألاف فأصبح يمتلك برجاً على أربع واجهات في وسط العاصمة.. هذا في حال أن معاليه لم يـُـولد وهو معالي
فيـُـجيبك كثيرون بقوله تعالى ( فأصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل (
وفي هذا الجواب إعتراف ضمني بأن معاليه حرامي .. لكن الحل ليس في إرساء مباديء العدل والمحاسبة إنما في الصبر و إنتظار الجنة بعد الموت .. فهنالك الفوز العظيم
تقول يا الله .. يـُـقال لك بأن الله غير موجود .. إنما هو مجرد فكرة إخترعها البشر
تقول لا إله .. يتم إيقاف رصيدك في البنك !
هذه خلاصة التدوين و الكتابة على مدار عام واحد .. بإستثناء الجملة الأخيرة
هي تجسيد عملي لقول أحمد مطر
وضعوني في إناء
ثم قالوا لي تأقلم
خيروني .. بين موت و بقاء
بين أن أرقص فوق الحبل
أو أرقص تحت الحبل
فاخترت البقاء
إخترت البقاء رافعاً أكفي للدعاء على أهل الإسكيمو .. بالهلاك العاجل غير الأجل
فالرجل هناك لا يغار على نسائه .. لأن نسائه في الأساس مـُـصابات بالبرود الجنسي .. وهذه ضريبة العيش في الصقيع
والبطريق حيوان ممل .. يمشي كالأعرج ليجلب الشفقة .. وهذا من التدليس
وعندما يكون اللون الأبيض هو اللون الوحيد من السماء إلى الأرض .. فلا يـُـفرق المرء بين الذكر و الأنثى .. وهذا لعمري هو الضلال
فـ آللهم عليك بأهل الإسكيمو
منقول بتصرف