هذه وجهة نظري الشخصية وليس بالضرورة ان تكون عامة
بعد ان سقط الصنم وانتهى عصر الدكتاتورية والحزب الواحد وكثرت الاحزاب والمسميات والجهات التي تدعي الدفاع عن مظلومية المواطن المسكين وبتشجيع من اصدقاء سبقوك في العمل السياسي الجديد تفكر في ان تدخل الى جهة سياسية معينة تأمل من خلالها ان تقدم شيء للناس مستندا على ما تطرح تلك الجهة من شعارات تغريك وتجعلك تتمشدق بالوطنية التي تحملها علك تجد ضالتك في تلك الجهة وتخدم ابناء شعبك من خلالها . لكنك تجد ان تلك الشعارات ماهي الا مجرد حبر على ورق فالمصالح الشخصية تطغى على كل شيء والصراع على الوصول لموقع اعلى جار على اشده فالمساواة والكفاءة تندثر وتتلاشى وتبدأ الانقسامات وتتشكل المحاور وبعضهم يتخلى عن مبادئه الذي كان يتغنى بها ويتحالف مع اشد اعداء الأمس بعد ان كان ينعتهم بصفات قد تصل حد التجريم والذي لا يجب التعاطي معهم لأنه المؤمن الزاهد وهم الكفار وتصدم فعلا وتفكر مليا ما العمل ؟ هل انسحب؟ لكنك تجد في ذلك الكيان اناس مخلصين يحملون نفس ما تحمل من وطنية واندفاع بل يفوقونك بكثير , تفرح وتقول في سرك وجدت ضالتي . فهناك من يعاضدني ويشد من ازري سنكون اقوياء معا .... وترسم مع زملائك خططا للمستقبل تمس نبض الشارع وترفع عن كاهل البسطاء الكثير وبعد مخاض عسير ونقاش مرير تخرجون بخلاصة وتضعونها على طاولة التنفيذ . لكن المفاجأة تأتيك من مصادر القرار العليا حيث تعلم ان مقترحاتكم اخذت طريقها الى سلة المهملات !!!! ياللهول !! اين تلك الشعارات ؟ اين الحديث الذي صدعنا به رؤوس الناس ؟ وندعوهم للفضيلة ونريدهم ان يصبروا لان الفرج على بعد سنتيمترات عنهم .ونحن من سيجلبه لهم ومع ذلك تستمر حمامات الدم والناس كل يوم تموت وتبقى الامهات متوشحات السواد ولافتات التأبين تملأ الشوارع والأزقة وصار بلدنا يعج بالأيتام والارامل وتمر ايام الاسبوع التي تلونت باللون الاحمر السبت الدامي والاحد الدامي ووووو الى ان نصل الى الجمعة الدامي .ويتكرر السيناريو في الاسبوع الاخر وهكذا وبعد كل يوم دام تجتمع القيادات الامنية وتخطط من جديد وتبدأ التصريحات ... وضعنا خططا جديدة من شأنها ان تحد من الارهاب وسنضرب بيد من حديد على رأس الارهابيين وسنحاسب بشدة كل من قصر بأداء واجبه !!!! دون ان ينتج عن ذلك شيء !!! واعلم ان القضية قد لفلفت والارواح الذي زهقت بلا ذنب لا يوجد من يطالب بالثأر لها عندما تشكل لجنة لمعرفة المسبب ؟؟؟؟ لان ذلك يعني ان القضية دفنت مع اشلاء الشهداء وجثامينهم الطاهرة ويبقى المواطن حقل تجارب لخططهم الفاشلة ..والصدمة الكبرى كل هذا يحصل ونحن ندفن رؤوسنا بالرمال ولا موقف لنا وكأن الامر لا يعنينا ولا نجد مسؤولا يحمل نفسه المسؤولية ويعترف بفشله غير ابه بالأرواح التي زهقت ونرى اصحاب القرار كل يرمي بالمسؤولية على الاخر ليبرأ ساحته . ولتذهب الناس الى الجحيم . ياسيدي صاحب القرار اليس الناس هم من اوصلوك الى هذا المكان ؟؟؟ الم تكن يوما تتباكى امعاناة هؤلاء الناس ؟ وهنا تكتشف حقيقة مفادها ان السياسة ماهي الا كذب ونفاق ؟؟.نعم انها كذلك انا شخصيا وصلت الى قناعة بعد تجربة اخذت من عمري ثمان سنوات . ان السياسة في بلدي لاتحقق شيء للجياع...وعليه اعلنت براءتي من السياسة وسأصلي قضاءا لأني متيقن ان صلاتي أبان تلك الفترة غير مقبولة وعلي ان اكفر عن ما بذمتي من آثام لأني كنت ارى واسكت اعرف واجامل وكان عزائي ان هناك بصيص امل لكني اكتشفت ان هذا البصيص ما هو الا سراب .ولا وجود له على ارض الواقع . حسبنا الله ونعم الوكيل هو مولانا ونعم النصير .