وقفات في سيرة الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام
قال
الإمام الجد موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام
أنا ابن منى والمشـعرين وزمزم ومكّة والبيـت العتيـق المعظّـم
وجدّي النبي المصطفى وأبي الذي ولايتـه فرض على كلّ مسـلم
وأمّـي البتول المسـتضاء بنورها إذا ما عددناها عديلـة مريـم
وسبطا رسـول الله عمّي ووالدي وأولاده الأطهـار تسـعة أنجـم
متى نعتلق منهـم بحبـل ولايـة تفز يـوم يجزى الفائزون وتنعم
أئمّـة هـذا الخلق بعـد نبيّهـم فإن كنـت لـم تعلـم بذلك فاعلم
أنا العلوي الفاطمـي الذي ارتمى به الخوف والأيّام بالمرء ترتمـي
فلممـت بالدار التـي أنا كاتـب عليها بشعري فأقر إن شئت والمم
وسـلّم لأمر الله فـي كل حالـة فليس أخو الإسـلام من لم يسـلّم
--------------
وقفات في سيرة الإمام الجد موسى بن جعفر الكاظم (7 صفر 128هـ-25 رجب 183هـ):
قال الإمامُ الذهبي في " السير " 6/256"
ابْنِ الشَّهِيْدِ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَيْحَانَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَسِبْطِهِ وَمَحْبُوبِهِ الحُسَيْنِ بنِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ شَيْبَةَ ، وَهُوَ عَبْدُ المُطَّلِبِ بنُ هَاشِمٍ ، وَاسْمُهُ : عَمْرُو بنُ عَبْد مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ .
الإِمَامُ ، الصَّادِقُ ، شَيْخُ بَنِي هَاشِمٍ ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ ، الهَاشِمِيُّ ، العَلَوِيُّ، النَّبَوِيُّ ، المَدَنِيُّ .
أحد أعلام المسلمين وأئمتهم،
و هو الإمام والحفيد السابع للنبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم،
والده هو الإمام جعفر بن محمد الصادق أحد فقهاء الإسلام وأئمتهم،
ولد الإمام موسى بن جعفر الكاظم في قرية يُقال لها الأبواء.
كنيته أبو إبراهيم وأبو الحسن،
ومن ألقابه: الامام الجد موسى الكاظم والعبد الصالح وباب الحوائج وسيد بغداد.
اولاده:
علي الرضا، فاطمة بنت الامام الجد موسى الكاظم، محمد بن موسى
قضى جزءاً من حياته في السجن حتى مات فيه مسموما ً،
وعاصر فترة حساسة من تاريخ المسلمين.
كان عمر الإمام موسى بن جعفر 55 عاماً،
قضى منها 20 عاماً في حياة والده جعفر الصادق و35 بعد وفاته.
وقد عاش تلك الفترة في زمن أبيه وارتاد مدرسته العلمية الكبرى التي أنشأها في الكوفة،
والتي خرّجت الآلاف من العلماء والفلاسفة والفقهاء والمحدثين،
حتى قال الحسن الوشّاء عند مروره بمسجد الكوفة:«أدركت في هذا المسجد 900 شيخ كلهم يقول: "حدثني جعفر بن محمد"»
السجن:
أُعتقل الامام الجد موسى الكاظم في زمن حكم الخليفة المهدي الذي امر عامله على المدينة باعتقال الامام الجد موسى الكاظم وارساله لبغداد،
لكن سرعان ما اطلق سراح الامام الجد موسى الكاظم واعيد إلى المدينة.
بعد ان المهدي راى حلما افزعه فقام باطلاق سراح الامام الجد موسى الكاظم على الفور.
قال ابن الجوزي في المنتظم "3/147" :-وأقدمه المهدي بغداد ثم رده إلى المدينة لمنام له رآه.
أخبرنا أبو منصور القزاز قال:
أخبرنا أبو بكر بن ثابت قال: حدَّثني الحسن بن، محمد الخلال قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عمران قال: حدثنا محمد بن يحيى، الصولي قال:
حدثنا عون بن محمد قال: سمعت إسحق الموصلي يقول:
حدثني الفضل بن الربيع، عن أبيه: أنه لما حبس المهدي موسى بن جعفر رأى المهدي في النوم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يقول:
يا محمد " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم " قال الربيع: فأرسل إلي ليلاً، فراعني ذلك فجئته،
فإذا هو يقرأ هذه الآية، وكان أحسن الناس صوتاً. وقال علي بموسى بن جعفر: فجئته به فعانقه وأجلسه إلى جانبه،
وقال: يا أبا الحسن، رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النوم فقرأ علي كذا،
فتؤمننيِ أن َتخرج علي أو على أحد من ولدي؟
فقال: والله لا فعلت ذلك، ولا هو من شأني قال: صدقت،
يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار ورده إلى أهله إلى المدينة
قال الربيع:
فأحكمت أمره ليلاً، فما أصبح إلا وهو على الطريق خوف العوائق . انتهى .
وبعد تولي هارون الرشيد الخلافة وخوفه من العلويين اصحاب الحق الشرعي في كرسي الحكم:
فامر باعتقال الامام الجد موسى الكاظم،
فاعتقل وهو يصلي في المسجد النبوي وكان اعتقاله في 20 من شوال 179هـ.
وكانت شرطة الرشيد حريصة على عدم وقوع اضطرابات في حال علم الناس ,
فارسلت موكبان وهميان احدهما للبصرة والاخر للكوفة ليوهموا الناس عن مسير الامام الجد موسى الكاظم ووجهة اعتقاله،
وأمر هارون الرشيد بتسيير الامام الجد موسى الكاظم ليلا وبشكل سري إلى البصرة.
أودع الامام الجد الكاظم في سجن البصرة تحت اشراف رئيس سجنها عيسى بن أبي جعفر،
و امر الرشيد بحمل الامام الجد موسى الكاظم إلى بغداد بعد ان قضى عاماً بحبس البصرة.
لما وصلالامام الجد موسى الكاظم إلى بغداد لم يحبس في السجن مع عامة الناس وانما حبس في بيت الفضل بن الربيع وقد يكون السبب من ذلك الخشية من تاثير الكاظم على الناس.
وبعد فترة غير معروفة امر الرشيد باطلاق سراح الامام الجد موسى الكاظم
وتقول المصادر ان اطلاق السراح هذا كان بسبب رؤيا راها الرشيد في منامه.
لكن الامام الجد موسى الكاظم لم يُغادر بغداد لأنه كان تحت الاقامة الجبرية فيها.
وخلال هذه الفترة كان يلتقي بصورة متواصلة مع الرشيد ويخوضون المناقشات الدينية.
أعاد هارون الرشيد اعتقال الامام الجد موسىالكاظم مرة اخرى وحبس عند الفضل بن الربيع مجدداً،
لكن الفضل عمد إلى الترفيه عن الامام وعدم اذيته.
واوعز هارون الرشيد إلى الفضل باغتيال الامام الجد موسى الكاظم الا ان الفضل امتنع وماطل في ذلك.
وقد وصلت اخبار الترفيه الذي فيه الامام الجد موسى الكاظم إلى هارون الرشيد الذي كان في الرقة آنذاك.
فامر بمعاقبة الفضل وارسال الامام الجد موسى الكاظم إلى السندي بن شاهك.
وبالفعل تم اعتقال الفضل وتجريده وجلده مائه سوط امام الناس حتى كاد يفقد عقله.
نُقل الامام الجد موسى الكاظم بعدها إلى سجن السندي بن شاهك حسب اوامر الرشيد
وقد جهد السندي في ارهاق الامام الجد موسى الكاظم والتنكيل به والتضييق عليه بكل الوسائل ابتغاء لمرضاة الخليفة.
و سجن الامام الجد موسى الكاظم في بيت السندي.
وعلى الرغم من التضييق في السجن فان الامام الجد موسى الكاظم استطاع استمالة خادم السندي وغيره الذين كانوا يساعدونالامام الجد موسى الكاظم على الاتصال بالعلماء واجابة مسائلهم الدينية.
وقد بعث الامام الجد موسى الكاظم إلى الرشيد برسالة من الحبس يقول له :
إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء حتى نفضي جميعا إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون .
ولم يدم هذا الوضع طويلاً حتى توفي الامام الجد موسى الكاظم في سجنه وكان ذلك عام 183هـ،
وقد جرى تسميمه
حيث ان هارون الرشيد عمد إلى وضع السم في الرطب وامر السندي ان يجبر الامام الجد موسى الكاظم على اكله.
وتوفي الامام الجد موسى الكاظم رحمه الله عن 55 عاماً.
وصلى الله على النبي الجد وعلى آله الاجداد الطيبين الطاهرين.