الإمام الجد علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) المائدة : ٥٥
( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) التوبة : ١١٩
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) البيّنة :
هو أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي الهاشمي أبو الحسن،
الخليفة الراشد وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وزوج ابنته فاطمة البتول رضي الله عنها،
وأحد السابقين الأولين، والعشرة المبشرة.
هو أول الناس إسلامًا في قول كثير من أهل العلم،
ولادته
ولد عليه السلام بمكة في البيت الحرام يوم الجمعة الثالث عشر
من شهر الله الأصم رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة
ولم يولد في البيت الحرام سواه قبله ولا بعده
وهي فضيلة خصه الله بها إجلالاً له واعلاءً لرتبته وإظهاراً لتكرمته.
وقيل ولد لسنة ثمان وعشرين من عام الفيل،
والأول عندنا أصح وكان عليه السلام هاشمياً من هاشميين،
وأول من ولده هاشم مرتين (أي من قبل الأب والأم)،
فمن جهة الأب فهو علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف،
ومن قبل الأم فهي فاطمة بنت أسد بنت هاشم بن عبد مناف.
وفي صحيح الترمذي : فأقبل إليه ـ أي إلى الرابع ـ رسول الله،
والغضب يعرف في وجهه فقال :
« ما تريدون من علي، ما تريدون من علي، ما تريدون من علي، إنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي »سنن الترمذي 5/632 رقم 3712 ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت .
وفي المستدرك وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه مستدرك الحاكم 3/110 ـ 111 .
وشهد مع النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم المشاهد إلا غزوة تبوك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم بسبب تأخيره له بالمدينة:
"أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى"،
وقد أبلى ببدر وأحد والخندق وخيبر البلاء العظيم.
وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد،
ولما ءاخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه قال له: "أنا أخوك".
ومناقبه كثيرة حتى
قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه:
"لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي"،
وقد وَلَّد له قوم مناقب موضوعة هو غني عنها،
مناقبه في صحيح البخاري
مناقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبي الحسن رضي الله عنه
1- حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سعد قال سمعت إبراهيم بن سعد عن أبيه
قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى
2-حدثنا محمد بن رافع حدثنا حسين عن زائدة عن أبي حصين عن سعد بن عبيدة قال جاء رجل إلى ابن عمر
فسأله عن عثمان فذكر عن محاسن عمله قال لعل ذاك يسوءك قال نعم قال
فأرغم الله بأنفك ثم سأله عن علي فذكر محاسن عمله قال هو ذاك بيته أوسط بيوت النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال لعل ذاك يسوءك قال أجل قال فأرغم الله بأنفك انطلق فاجهد علي جهدك .
3-حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه أن
رجلا جاء إلى سهل بن سعد فقال هذا فلان لأمير المدينة
يدعو عليا عند المنبر قال فيقول ماذا قال يقول له أبو تراب فضحك قال والله ما سماه إلا النبي صلى الله عليه وسلم
وما كان له اسم أحب إليه منه فاستطعمت الحديث سهلا وقلت يا أبا عباس كيف ذلك قال دخل علي على فاطمة ثم خرج فاضطجع في المسجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم
أين ابن عمك قالت في المسجد فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره وخلص التراب إلى ظهره فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول اجلس يا أبا تراب مرتين .
4-حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن الحكم سمعت ابن أبي ليلى قال حدثنا علي
أن فاطمة عليها السلام شكت ما تلقى من أثر الرحا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم سبي فانطلقت فلم تجده فوجدت عائشة فأخبرتها
فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة بمجيء فاطمة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت لأقوم فقال على مكانكما
فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري وقال ألا أعلمكما خيرا مما سألتماني إذا أخذتما مضاجعكما تكبرا أربعا وثلاثين وتسبحا ثلاثا وثلاثين وتحمدا ثلاثا وثلاثين فهو خير لكما من خادم .
5-حدثنا قتيبة حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة قال
كان علي قد تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر وكان به رمد فقال أنا أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج علي
فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأعطين الراية أو ليأخذن الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله أو قال يحب الله ورسوله يفتح الله عليه فإذا نحن بعلي وما نرجوه فقالوا هذا علي فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية ففتح الله عليه
6-حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه قال فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس
غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال أين علي بن أبي طالب
فقالوا يشتكي عينيه يا رسول الله قال فأرسلوا إليه فأتوني به فلما جاء بصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي
يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم .
ومناقبه من صحيح مسلم
1-حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز يعني ابن أبي حازم عن أبي حازم عن سهل بن سعد
قال استعمل على المدينة رجل من آل مروان قال فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليا قال فأبى سهل فقال له أما إذ أبيت فقل لعن الله أبا التراب فقال سهل ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي التراب وإن كان ليفرح إذا دعي بها فقال له أخبرنا عن قصته لم سمي أبا تراب قال
جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال أين ابن عمك فقالت كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان انظر أين هو فجاء
فقال يا رسول الله هو في المسجد راقد فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول قم أبا التراب قم أبا التراب .
2-حدثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد جميعا عن ابن علية قال زهير حدثنا إسمعيل بن إبراهيم حدثني أبو حيان
حدثني يزيد بن حيان قال انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال يا ابن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه ثم قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر
ثم قال أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي
فقال له حصين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم قال هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال كل هؤلاء حرم الصدقة قال نعم .
3- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة ح و حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن سعد بن أبي وقاص قال
خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان فقال أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي
حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة في هذا الإسناد
وتتبع الحافظ النسائي ما خص به من دون الصحابة من ذلك شيئًا كثيرًا بأسانيد أكثرها جياد.
وقد قال له صلى الله عليه وسلم:
"يهلك فيك رجلان: محب مفرط، وكذاب مفتر".
بايعه المسلمون بالخلافة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه
في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين
فاجتمع على بيعته المهاجرون والأنصار فتخلف عن بيعته نفر منهم،
ثم كان ما كان من وقعة الجمل، ثم صفين،
ثم خروج الخوارج عليه وكفروه ومن معه ثم اجتمعوا وشقوا عصا الطاعة وسفكوا الدماء
وقطعوا السبل فخرج إليهم بمن معه فقاتلهم بالنهروان
فقتلهم واستأصل جمهورهم،
فانتدب له من بقاياهم عبد الرحمن ابن ملجم المرادي فقتله،
وقد نقل الحافظ ابن حجر عن الإمام أبي القاسم الرافعي محرر مذهب الشافعي
ما نصه: "وثبت أن أهل الجمل وصفين والنهروان بغاة",
قال الحافظ عقب قول الرافعي: "هو كما قال ويدل عليه:
"أُمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين"،
ومثله نقل الحافظ البيهقي في كتابه الاعتقاد.
كان مقتل الإمام علي رضي الله عنه في شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة،
ومدة خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر ونصف شهر.
كان رضي الله عنه عالمًا فقيهًا متبعًا للكتاب والسنة
شجاعًا عابدًا زاهدًا متواضعًا ورعًا عادلًا في رعيته.
وقد كان له من الولد الذكور أحد وعشرون،
ومن الإناث ثماني عشر:
1 ـ الإمام الحسن رضي الله عنه، وله عقب.
2 ـ الإمام الحسين رضي الله عنه، وله عقب.
3 ـ محسن، درج.
وأمهم فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4 ـ محمد الأكبر.
وهو ابن خولة الحنفية، وله عقب.
5 ـ عمر الأطرف.
وأمه أم حبيب الصهباء التغلبية، وله عقب.
6 ـ العباس الأكبر أبو الفضل، قتل بالطف، وله عقب.
7 ـ عثمان الأكبر، قتل بالطف.
8 ـ جعفر الأكبر، قتل بالطف.
9 ـ عبد الله الأكبر، قتل بالطف.
وأمهم أم البنين بنت حزام بن خالد الوحيدية ثم الكلابية.
10 ـ محمد الأصغر، قتل بالطف.
وأمه أم ولد.
11 ـ أبو بكر عتيق، قيل: قتل بالطف.
12 ـ عبد الله الأصغر، درج.
وأمهما ليلى بنت معوذ النهشلي.
13 ـ عون، درج.
14 ـ يحيى، توفي صغيرًا في حياة أبيه.
وأمهما أسماء بنت عميس.
15 ـ العباس الأصغر، قيل: قتل بالطف.
وأمه أم ولد.
16 ـ عمر الأصغر، درج.
وأمه أم البنين.
17 ـ عثمان الأصغر، درج.
18 ـ جعفر الأصغر، درج.
19 ـ عبيد الله، يقال: قتل بكربلاء.
20 ـ عبد الرحمن، درج، وأمه أمامة بنت أبي العاص بن الربيع.
21 ـ حمزة، درج.
22 ـ زينب الكبرى.
23 ـ أم كلثوم الكبرى.
وأمهما السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
24 ـ زينب الصغرى.
25 ـ أم كلثوم الصغرى.
26 ـ رقية الكبرى.
27 ـ رقية الصغرى.
28 ـ فاطمة الكبرى.
29 ـ فاطمة الصغرى.
30 ـ فاختة.
31 ـ أمة الله.
32 ـ جمانة.
33 ـ رملة.
34 ـ أم الحسن.
وأمهما أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي.
35 ـ أم سلمة.
36 ـ أم الكرام وهي نفيسة.
37 ـ ميمونة.
38 ـ خديجة.
39 ـ أمامة.
رضي الله عن الامام الجد علي بن ابي طالب كرم الله وجهه