سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام
الحمد لله الواحد بغير تشبيه ، والدائم بغير تكوين ، القائم بغير كلفة ، الخالق بغير منصبة ، والموصوف بغير غاية ، المعروف بغير محدود ، العزيز ،
لم يزل قديماً في القدم ، ولا يخطر على قلب بشر مبلغ جبروته ، ولا يبلغ الناس كنه جلاله ، يُدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ..
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين, سيد الأولين والآخرين,
قائد الغز المحجلين..
وعلى آله أجمعين وأخص منهم فاطمة سيدة نساء العالمين...
في زمانها و حتى يوم الدين .. البضعة النبوية ، والجهة المصطفوية، أم أبيها "هذه كنيتها"،
بنت سيد الخلق حبيب الحق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،
القرشية الهاشمية، وأم الحسنين سيدا شباب أهل الجنة.
ولدت عليها السلام قبل البعثة بسنين خلت،
وتزوجها الإمام الهمام أسد الله الغالب علي بن أبي طالب في ذي القعدة ، من سنة اثنتين بعد وقعة بدر .
اما سبب تسمية الرسول الكريم لها بفاطمة :
فقد قال عنها أبن حجر الهيتمي والخطيب البغدادي في الصواعق المحرقة و الطبري في ذخائر العقبى: ( إن الله فطمها وولدها عن النار).
وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحبها ويكرمها ويسر إليها ،
ومناقبها عليها السلام كثيرة .
وقد غضب لها النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما بلغه أن أبا الحسن الامام الجد علي بن ابي طالب هم في خطبة بنت أبي جهل ،
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :(والله لا تجتمع بنت نبي الله وبنت عدو الله ، وإنما فاطمة بضعة مني ، يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها ) فترك علي الخطبة طاعة لرسول الله ومحبة لها،
فما تزوج عليها ولاتسرى ,حتى توفيت رضي الله عنهما.
ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حزنت عليه ،وبكته ،
وقالت كلماتها المشهورة :
يا أبتاه إلى جبريل ننعاه ، يا أبتاه أجاب رباً دعاه ، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه .
وقالت بعد دفنه :
يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
وقد قال لها صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه :
إني مقبوض في مرضي هذا . فبكت .
وأخبرها أنها أول أهله لحوقاً به ، وأنها سيدة نساء هذه الأمة . فضحكت ، وكتمت ذلك .
توفيت بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بستة أشهر أو نحوها .
وعاشت أربعاً أو خمساً وعشرين سنة.
وقد انقطع نسب صلى الله عليه وآله وسلم إلا من فاطمة.
وصح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جلل فاطمة وزوجها وابنيهما بكساء ،
وقال :
(اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ) .
و عن أبي سعيد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
( لايبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار ) .
ألقابها:
الزهراء: وهو اشهر القابها .
الصديقة: لأنها لم تكذب قط.
المباركة: لظهور بركتها.
الحوراء الأنسية:
رواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوردها الطبراني في المعجم الكبير: (فاطمة حوراء إنسيّة ، فكلّما اشتقتُ إلى رائحة الجنّة شممتُ رائحة ابنتي فاطمة.
وجاء الحديث برواية ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «إنّي لما أُسري بي إلى السماء أدخلني جبريلُ الجنّة فناولني منها تفّاحة، فأكلتُها فصارت نُطفةً في صُلبي، فلمّا نزلتُ واقعتُ
خديجة، ففاطمة من تلك النطفة، وهي حوراء إنسيّة، كلمّا اشتقتُ إلى الجنّة قبّلتُها.
الزكية: لأنها كانت أزكى أنثى عرفتها البشرية.
المرضية: لأن الله سيرضيها بمنحها حق الشفاعة.
المحدثة: لأن الملائكة كانت تحدثها.
البتول: لأنها تبتلت عن دماء النساء.
الحانية: لأنها كانت تحن حنان الأم على أبيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعلها وأولادها عليه السلام والأيتام والمساكين.
أم الأئمة.
الطاهرة.
المنصورة.
الصادقة.
الريحانة.
البضعة.
هجرتها:
هاجرت الزهراء إلى المدينة المنورة وهي في الثامنة عشرة من عمرها وكانت معها أختها أم كلثوم وأم المؤمنين سودة بنت زمعة بصحبة زيد بن حارثة وكان ذلك السنة الأولى للهجرة.
زواجها:
تزوجها الامام الهمام علي ابن أبي طالب عليه السلام وأصدقها درعه الحُطمية. في ذي القعدة أو قُبيله من سنة اثنتين بعد معركة بدر الكبرى قاله الذهبي.
أولادها:
الإمام الحسن عليه السلام:
سبط رسول الله وحفيده وريحانته وسيد شباب أهل الجنة، كنيته أبو محمد، الخليفة الراشد الخامس، ورابع أصحاب الكساء.
الإمام الحسين عليه السلام:
سبط النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وحفيده و يلقب بسيد شباب أهل الجنة، كنيته أبو عبد الله، وخامس أصحاب الكساء.
بناتها:
زينب بنت علي.
أم كلثوم بنت علي.