طرح هذا السؤال المعلق العسكري الروسي فيكتور ليتوفكين في مقالة نشرتها صحيفة "ازفيستيا" وذكر بأن مديرية الأمن النووي الأمريكية أعلنت عن بدء عملية تحديث السلاح النووي.
في المقام الأول سيجري تطوير القنبلة الذرية ذات السقوط الحر التي تسمى "В61" وتستخدم المظلة لإنزالها .
في الوقت الراهن يستخدم الجيش الأمريكي، النموذج الحادي عشر من هذه القنبلة ويجب أن يحل محله النموذج رقم 12 أي В61-12 وهو أقوى بكثير من كل النماذج السابقة. ويجب أن تدخل القنبلة الجديدة مجال الخدمة في 2018 وسينفق على إنتاجها بشكل تجاري 8 مليارات دولار.
يجب القول إن В61 هي قنبلة تشبه الصاروخ طولها 3.5 متر وقطرها 33 سم وتعلق عادة على هيكل الطائرة الهجومية الأمريكية A-10 والمقاتلة المتعددة المهام F-16 ومقاتلات الجيل الخامس F-22 و F-35، وكذلك على الطائرة الأوروبية "تورنادو". ويبلغ متوسط وزن القنبلة 320 كغم. وتتمتع هذه القنبلة بخاصية واحدة فريدة من نوعها – يمكن السيطرة على توقيت الانفجار تبعا للمكان المقرر ضربه، فوق الأرض أو على الارض أو في أعماق الأرض.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن ضبط والتحكم بقوة التفجير وفقا للهدف المقرر ضربه (القضاء على القوات الحية في ساحة القتال أو تدمير المدن أو المخابئ تحت الأرض، وصوامع الصواريخ). ويمكن تغيير القوة التدميرية من 10 كيلوطن إلى 340 كليو طن. وإذا تذكرنا أن قوة قنبلة Little Boy التي ألقيت على هيروشيما في عام 1945 كانت تتراوح من 13 إلى 18 كيلوطن ورغم ذلك قضت فورا على حياة 150 ألف شخص، يمكن بسهولة حساب عدد الأرواح التي يمكن أن تزهقها هذه القنبلة "المتغيرة"- B61.
تفيد معطيات مختلفة بأن الولايات المتحدة تملك حوالي 400 قنبلة من هذا النوع، نصفها موجود في أوروبا( في 5 دول – ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا وتركيا) وتم تدريب طيارين من ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا على استخدام هذه القنابل وهو انتهاك مباشر لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية التي تمنع الدول الموقعة عليها من تسليم هذه الأسلحة إلى دول ثالثة.
يبدو واضحا جواب السؤال الذي قد يطرح، ضد من سيستخدم الناتو هذه القنابل؟ طبعا ليس ضد الإرهابيين لأن ضربهم بالقنابل النووية يشبه حال الذي يقوم بحرق مطبخ بيته بهدف مكافحة الصراصير. مثل هذا الغباء لا يلاحظ لا في واشنطن ولا في بروكسل.
ولا يوجد جدل البتة حول أن В61 ونموذجها المعدل В61-12 مخصصة لتخويف روسيا و"لردعها" كما تؤكد واشنطن والناتو.
لكن هذه العبارة تهدف في الواقع لتغطية هدف آخر - إبقاء الدول الأوربية عن طريق تخويفها "بالعدوان الروسي" بشكل مستمر، بمساعدة هذه القنابل الذرية تحت العباءة الأمريكية .
ولكن في حال اندلاع حرب جديدة في أوروبا، لا قدر الله، سيتحول سكان المناطق القريبة من القواعد الأمريكية في الدول الأوروبية بشكل تلقائي إلى أهداف للضربات الروسية الجوابية.
طبعا هذه القنابل تشكل خطرا كبيرا على روسيا التي تعتبرها من الأسلحة النووية الاستراتيجية، على الرغم من أنها مصنفة كسلاح نووي تكتيكي وذلك لأنها تنتشر عند الحدود مع روسيا.
وبشكل رسمي لا تشمل معاهدتا "ستارت-1" و"ستارت-3" هذا النوع من الذخيرة القتالية وحتى الآن لا توجد أي اتفاقات بين روسيا والولايات المتحدة حول الأسلحة التكتيكية.
وكانت روسيا قد أعلنت أنها لن توقع مثل هذه الوثائق إلا بعد أن تنقل واشنطن كل السلاح النووي غير الاستراتيجي الى أراضي الولايات المتحدة لأن روسيا تحتفظ بسلاحها النووي داخل أراضيها فقط.
هل سيشكل النموذج الجديد من القنبلة الأمريكية، خطورة أكبر على روسيا؟ من المستبعد. لأن هذه القنبلة سواء كانت بالمظلة أو بدونها تبقى من أسلحة الدمار الشامل وفي سبيل تحييدها يجب التصرف وفقا لمصلحة الأمن القومي.
وأعتقد بل أثق بوجود حل مناسب لهذه المعضلة لدى قيادة الأركان العامة الروسية.