دعنا نبدأ بشرح موجز بسيط عن حلقات هذه السلسة، ولنتعرّف من خلالها على مفهوم الإله والدين من وجهات نظر مُختلف الثقافات عبر العالم.
الحلقة الأولى – ما وراء الموت
لا شك أن الموت هو البوابة التي سنعبر من خلالها جميعاً، ولا شك أنه مهما طالت بنا الأعمار إلا أن ذلك اليوم سوف يأتي، اليوم الذي تتوقف فيه أجهزتنا العصبيّة عن العمل وبعدها تتثبط جميع الوظائف الحيويّة بالتدريج مُعلنةً بذلك أن هذا الجسد قد انتهت صلاحيته، وآن أوان انتقاله إلى المرحلة التالية،
مرحلة الموت.
لكنّ السؤال المطروح على لسان مورغان من خلال هذه الحلقة، ما الذي يقع وراء بوابة الموت التي سيعبرها الجميع عاجلاً أم آجلاً؟
مِن المنظور الديني الموت هو خروج الروح من جسدها وانتقالها للحياة الأخرى، وهي الحياة التي تلي الموت مُباشرةً. لكنّ هل جميع الأديان تؤمن بهذه الفكرة؟! وهل هناك اختلافات بشأن نوعيّة هذه الحياة وما الذي سيحدث عند العبور إليها؟!
النقاش في هذه الحلقة يدور عما سيحدث بعد الموت وفقاً لجميع الأديان والثقافات سواءً القديمة أو الجديدة حتى، والتي لربما في مجملها اتفقت على أن الموت يُنهي الوجود الفيزيائي للإنسان فقط، أما الوجود الروحي فهو الذي يبقى وينتقل للمرحلة التالية،
مرحلة ما بعد الموت.
الحلقة الثانية – أبكاليبس نهاية العالم
صورة جماجم مخالفة
ربما لن نعيش لنرى ما الذي سيجري في ذلك اليوم، فعمر الإنسان في أكثر حالاته لا يتعدى الثمانين أو التسعين سنة إن كان محظوظاً، فلربما لن يطول به الأجل ليشاهد المُجريات التي قد تحصل في يوم نهاية العالم،
يوم الأبكاليبس.
لكن بالرغم من هذا فإن دراما نهاية العالم شكّلت دائماً حدثاً مُرعباً ومُبهماً لدى جميع المؤمنين حول العالم، وحتى لغير المؤمنين أيضاً، فإن لم تكن نهاية العالم بواسطة الإله، فإنها حتماً ستكون بواسطة غباء البشر، إما عن طريق حرب نوويّة مُدمّرة تحرق الأخضر واليابس وإما بالاحتباس الحراري وإما عن طريق غباء بشري آخر سيفعله أحدهم في يومٍ ما.
ضمن هذه الحلقة من سلسلة قصة الاله يُناقش مورغان فريمان مفهوم نهاية العالم من خلال وجهة نظر الأديان الإبراهيميّة وبقيّة الأديان الأخرى، كما يطرح في سياقها العديد من الأسئلة الشائكة والمُبهمة التي تشغل بال الجميع وتؤرقه.
ولعلَ من أبرز هذه الأسئلة كان الذي قال فيه أن لماذا مفهوم نهاية العالم مُرتبط بدمار العالم؟! كلمة أبكاليبس تعني
كشف النقاب، فلماذا النهاية ستكون دمار!! هل من المُمكن أن تكون نهاية العالم هي كشف النقاب عن سر في هذا العالم!! أو حقيقة ما لطالما غابت عن الجميع!!
يُطرح هذا السؤال في نهاية الحلقة ليُترك يعلو في الهواء وكأنه بالون ارتفع وغاب بين الغيوم.
لكن تبقى الأديان متفقة على آرائها ومُدللةً إياها بحججها التي لا تراها إلا مُقنعةً بأن هذا اليوم الذي يُسمى (
يوم القيامة ) في الإسلام، و (
رؤية يوحنا ) في المسيحيّة، و (
المابو ) في البوذيّة، هو اليوم الذي سيأتي لا محالةً من أمره.
الحلقة الثالثة – من هو الربّ؟!
الرب هو الخالق لشرارة الحياة الأولى، والمُنظّم الدائم لهذا الكون. وهو الذي يحمل بين صفاته معاني العناية المُطلقة لجميع الكائنات من ناحية تدبير شؤونها وتسيّر أقدارها، فكل شيء مخلوق قد تم بمشيئته التي أراد من خلالها أن يجعل ما يريد موجوداً بشكله المادي المعروف إلينا.
غالبيّة المؤمنين حول العالم يتفقون على صفات الرب الواردة في الأعلى، أما الطرف الآخر فقد لا يؤمنون به أساساً فيُسمون ”
مُلحدين ” أو يؤمنون به ولا يؤمنون بأنه أرسل رسلاً وكتب كتباً فيُسمون ”
ربوبيّن “.
فالإيمان بالله وبأنه هو القوة الحاكمة والمُصمم الأعظم موجود في جميع الأديان والثقافات على اختلافها، لكنّ السؤال المطروح هل الجميع يرى الرب من نفس المنظور؟!
وهل الرب المسيحي هو نفس الرب المعروف لدى المسلمين والبوذيين؟! والهندوس حتى؟!
النقاش ضمن الحلقة يدور حول هذه النقطة، كيف ينظر المؤمنين إلى الرب وكيف ينظرون إلى الرب الذي يؤمن به الآخرون من خلال وجهات نظرهم المختلفة ومن خلال معتقداتهم التي يؤمنون بها.
الرب هو الخالق، المُصمم، المعتني بالجميع، والمُحب للجميع، لكنّ هل هذه المفاهيم موجودة لدى الجميع؟! وهل الجميع يعتقد بها؟!
الحلقة الرابعة – الخلق
صورة عيب مخالفة
تتفق جميع الأديان الإبراهيميّة على وجود قصة الخلق التي بدأت بها البشريّة، ولعلَ تلك القصة هي قصة آدم وحواء وعمليّة هبوطهما من الجنة بسبب تناولهم من الشجرة المُحرّمة والتي أدت بهما إلى النزول للأرض ومن بعدها التكاثر فيما بينهم والذي أدى بدوره لنشوء النسل البشري المعروف في يومنا الحالي.
ولا تقتصر قصة الخلق الدينيّة على خلق البشر وحسب، بل تتسع لتشمل خلق السماء والأرض وما بينهما من جبال وبحار ومُحيطات وغيرها من عناصر الطبيعة على اختلاف مظاهرها.
الحلقة تدور حول نقاش عن قصة الخلق في الديانات الابراهيميّة التي اسهبت في الحديث عنها، وفي الأديان غير الابراهيميّة والتي تُعتبر أديان بلا قصة خلق، الأمر الذي جعلَ التطوّر أمراً مقبولاً لديها.
الحلقة تجاهلت نظريّة التطوّر والصراع بين الخلقيين والتطوريين، واقتصرت فقط على نقاش قصة الخلق بين الديانات والثقافات المُختلفة حول العالم.
الحلقة الخامسة – لماذا الشر موجود؟!
يتفق جميع المؤمنون على أن الله خيّر ومُحب للجميع، ليس هذا فحسب، بل الله هو الخير المُطلق والمُحبة المُطلقة بحد ذاتها. لكن من ناحية أخرى يُطرح تساؤل آخر قد يدخل في مشاكل مع هذه المحبة الإلهيّة التي يؤمن بها المتدينون، وهذا التساؤل هو ما تحدث عنه الفيلسوف ابيقور في البداية ثم لحقه الجميع من بعده، وهو ما يُعرف بـ ” مُعضلة الشر “.
فإن كان الله موجود:
تدور أحداث الحلقة حول هذه النقاط مُستعرضةً إياهاً نقاشاً ومحاورةً من خلال آراء المؤمنين بمختلف الأديان والشرائع. فكل دين يرى في الشر شيئاً ما ربما يقرّبه من الله أو يختبره به ويمتحنه ليستخرج من خلاله أفضل ما فيه من صفات بشريّة قد وضعها الله فيه.
لربما كان الأمر أشبه بعمليّة صهر الذهب، صحيح أنها مؤلمة وقد يعتبرها الذهب شراً بالنسبة له، لكنها مُفيدة لأجل تنّقيته وتخليصه من الشوائب المُتراكمة في أعماقه.
الحلقة السادسة – قوّة المُعجزات
المُعجزة جزء أساسي من الإيمان الديني لدى مُعظم المُتدينين حول العالم، حتى لدى العلماء أيضاً، إسحاق نيوتن كان يؤمن بالمعجزات وقال أن الله قد خلق الكون وفق آلية ميكانيكيّة تجعله يعمل من تلقاء نفسه، لكنه في كل فترة يُعاني من بعض المشاكل فيتدخل الله ليغيّر بعض هذه القوانين فتحدث عندئذٍ المُعجزة.
وقد تكون هذه المُعجزة في نظام الكون والكواكب، أو حتى في حياة الكائنات البشرية وفي مصائرهم.
الحلقة تدور حول مفهوم المُعجزات لدى الأديان المُختلفة ولا سيما ( اليهوديّة – المسيحيّة – الإسلام ) كما يستعرض مورغان خلال الحلقة العديد من الأشخاص الذين مرّوا ببعض هذه المُعجزات وخبروها في موقف ما من مواقف حياتهم.
فالسقوط من ارتفاع 50 طابق والبقاء على قيد الحياة يُعتبر مُعجزة بكل ما تحمله معنى كلمة مُعجزة من معنى.
إضافةً لهذا تُطرح بعض النقاشات التي ترى موضوع المُعجزات من نافذة أخرى غير نافذة المؤمنين، ولا سيما قضيّة الصدفة التي تُعتبر بديل عن قصة المعجزة لدى المتدينين، أو تسميات أخرى لها كالعبثيّة والعشوائيّة. وخصوصاً أن المُعجزات هي نادرة الحدوث، وبالتالي قد تكون مُجرّد صدفة عشوائية غير محكومة بأية قوانين إلهيّة، قوانين لا يراها سوى المؤمنين والمتدينين.
قصة الاله ، سلسلة وثائقيّة من 6 حلقات إلا أنها ستُضيف إليك الكثير في موضوع الله والدين ومفاهيم وجوديّة أخرى متعلّقة بهم، حاول أن تتابعها أو تشاهد بعض من حلقاتها، فالرائع مورغان فريمان لا يُمكن أن يفوّت في أي شيء من أعماله.
ولا سيما إنها سلسلة مُحايدة غير منحازة أبداً، وهذا هو أهم ما فيها.