هل أمر الرسول الأكرم (ص) أمير المؤمنين علي من الإلتحاق بجيش اسامة؟ ومن هم الذين تخلفو
لسلام عليكم و رحمة الله
قال الله تعالى ـ وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى . وقال تعالى ـ قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يُفعل بي ولا بكم ان اتبع الا ما يوحى اليّ . فمخالفته قولا أو عملا تكشف عن ضعف الايمان بل عن النفاق ، ولا سيما مع هذا التأكيد الأكيد واللعن الصريح على المخالفة . ولا يبعد أن يكون هذا التجهيز المأمور به من جانب الله تعالى في هذا الموقع المخصوص لأميرين أو لأمور مهمة .
منها ـ أن يتوجه المهاجرون والأنصار في آخر ساعة من حياة النبي « ص » إلا أن الخلافة والإمارة الإلهية لا ربط لها بالعناوين الظاهرية ، من المال والمقام والكهولة ، وقد أمّر أسامة بن زيد وهو ابن عشرين سنة على جميع المهاجرين والأنصار ، ومنهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة .
ومنها ـ أن يخرج رؤوس المهاجرين والأنصار من المدينة حين وفاة النبي « ص » ، حتى يمكن اجراء نظره واعمال وصيته في علي اميرالمؤمنين ، حبيب الله وحبيب رسوله ، ولكن تدبير المخالفين في هذه المرتبة الثانية أيضا قد منع عما يريده رسول الله « ص » من اجراء نيته .
الملل والنحل لشهرستاني السني : الخلاف الثاني في مرضه ، انه قال : جهّزو جيش اسامة ، لعن الله من تخلف عنها ، فقال قوم : يجب علينا امتثال امره ، واسامة قد برز من المدينة ، وقال قوم : قد اشتد مرض النبي عليه السلام فلا تسع قلوبنا لمفارقته والحالة هذه ، فنصبر حتى نبصر أي شيء يكون من أمره (1) .
1 ـ الملل والنحل ج 1 ص 14 .
تهذيب ابن عساكر : فقال رجال من المهاجرين ، وكان اشدهم في ذلك قولا عياش بن أبي ربيعة : يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين ، فكثرت القالة في ذلك فسمع عمر بن الخطاب بعض ذلك القول فرده على من تكلم به ، وجاء الى رسول الله « ص » فأخبره بقول من قال ، فغضب رسول الله « ص » غضبا شديدا فخرج وقد عصب رأسه بعصابة وعليه قطيفة ، ثم صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال : أما بعد ، أيها الناس فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري اسامة ، فو الله لئن طعنتم في إمارتي اسامة لقد طعنتم في امارتي أباه من قبله ، وأيم الله ان كان للامارة لخليق وان ابنه من بعده لخليق بالإمارة ، وإن كان لأحب الناس اليّ ، وان هذا لمن أحب الناس اليّ ، وإنهما لمُخبآن لكل خير ، فاستوصوا به خيرا فإنه من خياركم ، ثم نزل رسول الله « ص » ، فدخل بيته وذلك يوم السبت ... وجاء المسلمون الذين سيخرجون مع اسامة يودعون رسول الله « ص » وفيهم عمر بن الخطاب ، ورسول الله « ص » يقول : أنفذوا بعث أسامة (1) .
.
البخاري ومسلم : باسناده عن ابن عمر : بعث رسول الله « ص » بعثا وأمّر عليهم اسامة بن زيد ، فطعن الناس في إمرته فقام رسول الله « ص » فقال : ان تطعنوا في إمرته فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه من قبل ، وأيم الله ان كان لخليقا للإمرة ، وإن كان لمن أحب الناس الي ، وإن هذا لمن أحب الناس اليّ بعده (2) .
1 ـ تهذيب ابن عساكر ج 1 ص 120 .
2 ـ البخاري ج 2 ص 187 ومسلم ج 7 ص 131 .
ويروى مسلم ايضا : قريبا منها بسند آخر ، وفيها : فاوصيكم به فإنه من صالحيكم .
ويروى مسند أحمد : قريبا منها (1) .
الطبقات : فلما أصبح يوم الخميس عقد لاسامة لواءا بيده ، ثم قال : اُغزُ بسم الله وفي سبيل الله فقاتِل من كفر بالله ! فخرج بلوائه معقودا فدفعه الى بُريدة أبن الحُصيب الأسلمي وعسكر بالجُرف ، فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار الا انتُدِب في تلك الغزوة ، فيهم ابوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وابو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص ... فتكلم قوم وقالوا يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين ، فغضب رسول الله « ص » غضبا شديدا فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة ، فصعد المنبر ... ثم نزل فدخل بيته ، وذلك يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول ، وجاء المسلمون الذين يخرجون مع اسامة يودّعون رسول الله « ص » ويمضون الى العسكر بالجُرف ، وثقل رسول الله « ص » فجعل يقول : أنفذوا بعث اسامة ، فلما كان يوم الأحد اشتد برسول الله « ص » وجعه ، فدخل اسامة من معسكره والنبي مغمور ، وهو اليوم الذي لدّوه فيه ، فطأطأ اسامة فقبله ورسول الله « ص » لا يتكلم فجعل يرفع يديه الى السماء ثم يضعهما على اسامة ، قال : فعرفت انه يدعو لي ، ورجع اسامة الى معسكره ، ثم دخل يوم الأثنين وأصبح رسول الله « ص » مفيقا صلوات الله عليه وبركاته ، فقال له : اغد على بركة الله فودّعه اسامة وخرج الى معسكره فأمر الناس بالرحيل ، فبينا هو يريد الركوب اذا رسول الله امه ـ أم ايمن قد جاءه يقول : ان رسول الله « ص » يموت ! فأقبل واقبل معه ابو عبيدة فانتهوا الى رسول الله « ص » وهو يموت فتوفى « ص » حين زاغت الشمس يوم الاثنين لا ثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول ، ودخل المسلمون الذين عسكروا بالجُرف الى المدينة ... الخ (2) .
1 ـ مسند أحمد ج 2 ص 106 .
2 ـ الطبقات ج 2 ص 190
انساب الأشراف : وكان رسول الله « ص » قد رأى توجيه اسامة بن زيد في سرية الى الذين حاربهم أبوه يوم مؤتة وأمره أن يوطئهم الخيل ، وعقد له لواء وضم اليه ابابكر وعمر فيمن ضم ، فمرض « ص » قبل أن ينفذ الجيش ، فأوصى بانفاذه فقال : أنفذوا جيش اسامة فلما استخلف أبوبكر أنفذه ، وكلّمه في عمر لحاجته إليه
ويروى أيضا : عن ابن عباس خرج رسول الله « ص » عاصبا رأسه حتى جلس على المنبر ، وكان الناس قد تكلموا في أمره حين أراد توجيههم الى مُؤتة ، فكان أشدهم قولا في ذلك عياش بن أبي ربيعة ، فقال : أيها الناس أنفذوا بعث أسامة ، فلعمري لئن قلتم في إمرته لقد قلتم في إمرة أبيه من قبله ولقد كان أبوه للإمارة خليقا ، وإنه لخليق بها . وكان في جيش اسامة أبو بكر وعمر ووجوده من المهاجرين والأنصار « رض » وخرج فعسكر بالجُرف . فلما قبض رسول الله « ص » واستخلف ابو بكر ، أتى أسامة فقال له : قد ترى موضعي من خلافة رسول الله « ص » وأنا الى حضور عمر ورأيه محتاج ، فأنا أسألك تخليفه ! ففعل
انساب الأشراف ج 1 ص 384 .
تهذيب ابن عساكر : فشقّ ذلك على كبار المهاجرين الأولين ودخل على ابي بكر عمر وعثمان وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد ، فقالوا : يا خليفة رسول الله ان العرب قد انتقضت عليك من كل جانب وأنك لا تصنع بتفريق هذا الجيش المنتشر شيئا ، اجعلهم عدة لأهل الردة ترمي بهم في نحورهم ، واخرى لا تأمن على أهل المدينة أن يغار عليها وفيها الذراري والنساء ، ولو تأخرت لغزو الروم ... فقال : والذي نفسي بيده لو ظننت أن السباع تأكلني بالمدينة لأنفذت هذا البعث ، ولا بد أن يؤوب منه ، كيف ورسول الله « ص » ينزل عليه الوحي من السماء يقول : أنفذوا جيش أسامة ، ولكن خصلة أكلّم بها أسامة ، أكلمه في عمر يقيم عندنا فإنه لا غنى بنا عنه والله ما أدري يفعل أسامة أم لا
تهذيب ابن عساكر ج 1 ص 122
أقول : والعجب من قول أبي بكر حيث يعترف بأن رسول الله « ص » ينزل عليه الوحي من السماء ، ومع هذا تخلف عن الجيش في زمان حياة رسول الله « ص » ثم يكلم في عمر ايضا حتى يقوم عنده ويتخلف عن الجيش ، وقال الله تعالى ـ اطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون . ويقول ـ ومن يُطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما . ويقول ـ وان تُطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين . ويقول ـ ومن يُطع الرسول فقد ويقول ـ أن اتبع الا ما يوحى اليّ وما أنا إلا نذير مبين . ويقول ـ قل ما يكون لي أن ابدّله من تِلقاء نفسي أن أتبع الا ما يوحى اليّ إني أخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم . فياللعجب ان رسول الله « ص » يخاف من العذاب الشديد اذا عصى الوحي ، فكيف ابوبكر وعمر وابوعبيدة وآخرون من المهاجرين ، لم يخافوا في خلافهم وعصيانهم وتساهلهم في الوظيفة المعينة والعمل المتعين المأمور به من الله ورسوله ! وكيف رضوا بالتألم الشديد والايذاء لرسول الله « ص » في آخر ايام من حياته !
-----------------------------------
و اما امير المومنين الامام علي عليه السلام:
ذكر التاريخ اسماء كبار الصحابة الذين أمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله بالخروج مع جيش أسامة ومنهم ابوبكر وعمر وآخرون, ومن المعلوم ومما لاشك فيه ان علياً عليه السلام كان من كبارهم , ولكن التاريخ لم يذكر اسمه في ضمن صحابة النبي الذين أمروا بالخروج, وهذا دليل على عدم امرالنبي له بالخروج. مضافاً الى أنه لو كان مأموراً بالخروج ولم يخرج لشن عليه أعداءه حملة لا هوادة فيها للتقليل من شأنه, بينما لانجد ولا أي كتاب تاريخي يذكر انه تخلف خلافاً لبقية الصحابة الكبار. كما ان عدم خروج الامام علي بعد وفاة النبي مع جيش اسامة لان الامام لايرى الشرعية في بعث جيش اسامة من قبل ابي بكر لانه يعتبرنفسه الخليفة الشرعي بعد رسول الله. كما ان المعروف والمتفق عليه تاريخياً ان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يؤمر على علي احداً طيلة حياة النبي وهذا من ضمن الموارد وفي ذلك دلالة واضحة على رسول الله لا يريد ان يجعل شخصاً فوق علي عليه السلام وأميراً عليه مما يدل على أفضلية علي على غيره من الصحابة. http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=84032