مرحبا بك أخي العزيز toofi_moon .. والشكر لك على حضورك الجميل .. كل الود لك
مرحبا بك أخي العزيز toofi_moon .. والشكر لك على حضورك الجميل .. كل الود لك
عذرا استاذي فيبدو اني كنت على عجلةٍ من امري فلم ارد الا على الحلقة الاولى والان بعدما انتهيت من مراحل الحلقات الثلاث الاخرى
اكرر شكري وامتناني لك على ايضاحك وجهدك المميز في تقوية الرؤية والملكة الشخصية للقارئ وتفاعلها مع النص الادبي من باب الادراك والفهم الواقعي الصحيح لا على اساس القراءة السطحية وهذا ما يمكِّن القارئ من ان يكون ناقدا او او حتى كاتبا
لك خالص الامتنان والود اخي الكريم على جزيل عطاءك
مرة بعد أخرى .. مرحبا بك أخي العزيز .. على الرحب والسعة .. أشكر كلماتك اللطيفة كما شخصك الكريم .. لك كل الود
لسلام عليكم
ما زلنا بانتظار الجديد استاذنا
بارك الله بمن سعى لنشر العلم.........موفق استاذنا الفاضل
مرحباً بك أم تيم .. والشكر لك على حضورك البهي والمميز .. كوني هنا دوماً .. كل الود والتقدير لشخصك الكريم
الحلقة الخامسة
إن أية قراءة نقدية إنما تنجز داخل حيز المنهج أو النظرية ا لنقدية لا خارجها ، وفي حين يبدو أن القراءة الذوقية خارجة عن أطر المصطلح الدقيق للقراءة فإن ( القراءة الجمالية ) لا تخرج عن حدود القراءة المستندة للمنهج والنظرية خصوصاً ما لو لاحظنا الجانب التحليلي أو الوصفي الذي تباشره مثل تلك القراءة ، على أن المنهج أو النظرية لا يدخلان فعل القراءة بشكل قسري على النص يجبرانه على وفق آلياتهما ، بل إنه لتصح المقولة ( النص يقترح قراءته ) ، بمعنى أن النص بما له من خصوصية ـ سبق وأن أشرنا إليها في حلقة سابقة ـ هو من يحدد المنهج النقدي أو النظرية النقدية القادرة على مقاربته والخلوص إلى تفاعل قرائي مانح للنص والقارئ فاعليتهما داخل ورشة تدعى القراءة ، ونحن كقراء نعلم جيداً بأن نصاً ما يصلح المنهج التفكيكي مثلاً لقراءته دون غيره وبشكل أنسب ، على أن ذلك لا يعني بالضرورة أن النص لا يصلح لقراءة خارج المنهج الواحد فلا شئ يدعو للوقوف عند حدود منهج أو نظرية واحدة ، وبعبارة أخرى فإن النص قد يكون صالحاً لأكثر من منهج أو نظرية تقاربه في قراءة أخرى ثم أخرى ، ولكن ما نشير إليه هنا هو أنه قد يكون أحياناً منهج أو نظرية معينة أنسب لقراءة نص ما ، وعموماً فإن القارئ له الدور الفاعل في تحديد المنهج أو النظرية التي تصلح لقراءة النص الذي بين يديه خصوصاً ما لو التفتنا إلى أن القراءة النقدية هي رؤية ، وأن القارئ هو المسؤول عن تحديد تفاصيل تلك الرؤية ، على أن قراءة ما قد تجنح لأكثر من منهج ونظرية ، فنشهد قراءة تخلط بين عدة مناهج ونظريات في فعالية توافقية لتخرج لنا بناتج قرائي رائع ، وليس أمام مثل هكذا قراءة من مانع سوى الحدود المنهجية ، بمعنى أن لا ممانعة من ذلك سوى مراعاة القارئ لحدود كل منهج ونظرية داخل قراءته تلك ، إذ تتعارض بعض المناهج مع البعض الآخر في نقاط معينة وهو ما يستدعي من القارئ أن يختار أحد المنهجين أو النظريتين في هذه النقطة ليوفق بين إجراءات القراءة ولا يجنح خارج الموضوعية والمنهجية في قراءته .
والحقيقة أن لنا الآن التعرف على أهم المناهج والنظريات ، والحقيقة أن مثل هذا التعرف سيبعدنا عن تتبع هدفنا هنا بسبب من تشعب المناهج والنظريات النقدية الأمر الذي يحتاج الكثير مما لا يستوعبه مشروع كمشروعنا أو أكبرمنه بكل تأكيد ، ولولا ضرورة منحكم أعزائي فرصة التعرف على هذه المناهج لما ذكرتها هنا ، على أنني لن أزيد في سبيل التعرف هذا عن مستوى التعرف البسيط جدا جدا والذي لا يتعدى ربما مستوى تحديد كل منهج بصورة ذهنية دون الحاجة حتى للدخول في التعريف المصطلحي الذي قد يجرنا لحديث يطول .
ولعلكم تستغربون وتتساءلون عن علاقتكم بالمنهج والنظرية النقدية ما دمتم لستم داخل الاختصاص النقدي ، نعم هناك ضرورة لتعرفكم على أن كل قراءة تجنح بشكل أو بآخر لمنهج أو نظرية نقدية ، وتتخذ من أدوات هذا المنهج وتلك النظرية أدوات للقراءة وسبيلاً للشروع في علاقة مع النص ، ولعلكم تقرأون في المستقبل وتنتجون قراءاتكم وأنتم لا تعلمون بأنكم استخدمتم من هذا المنهج أو تلك النظرية ، وهو الأمر الذي يجعلني أؤكد على معرفة بسيطة جدا بالمناهج والنظريات ،لا لذاتها بل لعلاقتها بنجوز القراءة ، ولعلكم تثرون معرفتكم بتلك المناهج والنظريات من قراءاتكم خارج هذا المشروع ، أو أن فرصة أخرى قد تلوح لأنجز معكم مشروعاً آخر يتحدث عن المناهج والنظريات بشكل مبسط وسلس .
سنعرض في استعراضنا لأهم المناهج والنظريات عن النظريات والمذاهب النقدية القديمة ، ونبدأ من ( عصر الحداثة ) والذي يعنيه هذا المصطلح هو المنهج البنيوي ، فهو ـ المنهج البنيوي ـ دشن مرحلة جديدة تميزت بعمقها ومحاولة الوصول بالأدب والنقد لمرحلة الموضوعية والمنهجية الصارمة التي تجعل من هذا الاختصاص يقف إلى جوار الاختصاصات المعرفية والعلمية الأخرى ، وبعبارة أبسط أن تشابه النتائج المتمخضة عن الورشة النقدية تلك النتائج التي تخرج من مختبر الكيمياء أو الفيزياء ، إنه الثبات العلمي والمنهجية والموضوعية المؤسسة للفروض العلمية الرصينة ، وأياً ما كانت النتائج التي خرجت بها البنيوية ومدى توافقنا واختلافنا معها إلا أنها كانت ثورة حقيقية وتغيراً عميقاً حق له أن يدعى بالحداثة ، ويمكنكم أعزائي التعرف على القراءة البنيوية من خلال مظاهر عدة منها ( الثنائية ) أي أن القراءة البنيوية أو المنهج البنيوي يعتمد على العلاقات الثنائية داخل النص وينتج وفقها نتائجه ، كما في الكثير من اشتغالات نقادها ، ولعل من الأمثلة الواضحة على ذلك كتاب ( الخطيئة والتكفير ـ من البنيوية إلى التشريحية ) لـــ ( عبد الله الغذامي ) الذي أبرز فيه المؤلف نموذج ( الخطيئة / التكفير ) مدعياً توافر هذا النموذج في مجمل نتاج ( حمزة شحاتة ) وقد قام هذا النموذج على علاقات ثنائية تمثلت في ( الجنة / الأرض ، آدم / الشيطان ، التفاحة / حواء ) ومثلما ترون فإنها تمثل ثنائيات ، وعموماً فإن البنيوية لها أشكال متعددة وهي تعتمد على مستويات معينة في النص للكشف عن العلاقات التي شكلت النص ، وقد أثرت البنيوية في مناهج ونظريات ( ما بعد الحداثة ) بشكل رئيس ، فما أن انحسر دورها حتى برزت مناهج ونظريات ما بعد الحداثة التي لا زالت ممثلة لآخر ما نتج عن النقد ، وتتلخص تلك المناهج والنظريات في :
1 ـ نظرية التأويل
وتعود جذورها لمرحلة سابقة على البنيوية ، وتبحث هذه النظرية في التأويل بوصفه المنتج لحقيقة الوجود ، وبأنه هو الفعالية القادرة على إيجاد النص من خلال القراءة التي لابد أن تحمل تأويلاتنا الخاصة ، وتعطي للتأويل الأهمية الكبرى في تحديد شكل النص بعد قراءته ، ومن أهم المفاهيم التي جاءت بها هذه النظرية مفهوم ( حدود التأويل ) لأمبرتو إيكو ، ومفهوم ( الإشباع الدلالي ) وغيرها من المفاهيم التي سأعرض عن ذكرها هنا متأملاً منكم متابعة ما يمكن من خلال اطلاعكم الشخصي ، وكخلاصة يمكن القول بأن هذه النظرية تعتمد على التأويل في الفعالية القرائية وتحدد نوع وطبيعة وشكل التأويل المناسب ، وحدوده التي ينبغي أن يتوقف عندها بعد تحقق الإشباع الدلالي ، وأن هذا التأويل هو الفاعل في إيجاد القراءة .
وهنا نتوقف على أن نستدرك في الحلقة القادمة الحديث عن المناهج والنظريات الأخرى وهي ثلاثة فقط .
(انا البحر في احشاءه الدر كامن )
ها هو البحر بدأ ليس باخراج درره فحسب بل جاد بها
احسنت اخي واستاذي ابو ياسر