أختي العزيزة ليديا .. أثقلتِ كاهلي بلطفك المغرق لطفاً .. ممتن جداااااااااااا .. ما فهمته أنك تقترحين أن تكون كل حلقة بلون .. حسناً سيكون هذا .. شكراً لك دوماً
أختي العزيزة ليديا .. أثقلتِ كاهلي بلطفك المغرق لطفاً .. ممتن جداااااااااااا .. ما فهمته أنك تقترحين أن تكون كل حلقة بلون .. حسناً سيكون هذا .. شكراً لك دوماً
الحلقة الثالثة
ها قد وصلنا إلى النص .. وقبل بيان ما أسميناه سياق النص الواحد لابد من الإشارة إلى أن ما نقدمه حتى الآن لا يمثل إلا جانباً من جانبي فعالية القراءة ، أما الجانب الآخر الهام فسنقدمه لاحقاً بعد استكمال حديثنا عن الجانب الأول هذا وسنشير حينها لانتهاء الجانب الأول للشروع في الجانب الثاني الذي يتعلق بتصرفات القارئ حيال النص الذي يباشر قراءته وما يسمى بملكات القارئ أو ثقافته وما إلى ذلك مما من شأنه أن ينتج قراءة للنص الأدبي بالمعنى التام للقراءة .
وأمام سياق النص الواحد تظهر أمامنا عدة مفاهيم متشعبة ومعقدة ومتداخلة أيضاً وسنحاول إجمال ما هو هام منها دون التعرض لمفاهيم قد تؤدي إلى تشوش الرؤية واختلاط الأوراق كما يعبر ، إن أول ما يمكننا رصده هنا هو العنونة ، التي نعني بها عنوان النص الأدبي ، ومع أن العنوان في الأغلب يكون آخر ما ينجزه المبدع أو آخر ما قد يفكر فيه إلا أن ذلك لا يعفي القارئ من محاولة إيجاد العلاقة التي تربطه ـ العنوان ـ بالنص عموماً ، خصوصاً ما لو تصورنا بأن العنوان قد يحمل سمة الاختصار أو الاختزال للنص أو قد يكون مستلاً منه حرفياً من خلال استلال إحدى جمل النص واختيارها كعنوان للنص ، أو قد يكون العنوان يشير من طرف خفي لبؤرة النص التي تتمحور حولها أجزاء النص الأخرى ، الأمر الذي يساعدنا على فهم النقطة الارتكازية التي يستند عليها النص ، على أن اعتبار وجود القيمة الدلالية في العنونة لابد أن لا يجانب إدراكنا لحقيقة أن العنونة ليست دائما على قيمة دلالية معتد بها فنحن نتكلم هنا عن العنونة الإبداعية للنص الإبداعي لا عن سواها من العنونات التي قد لا تتعدى كونها بهرجاً أو تشكيل بلاغي أجوف ، وبعبارة أخرى أن هناك عنونات لا تتعدى دلالتها غلاف الكتاب وهي لا تمت بصلة للنص لا من قريب ولا من بعيد ، ومثل هذه العنونات ليست موضع حديثنا ، بل إننا معنيون بالنوع الأول منها ، إن تأثير العنونة الدلالي يتبع مبدع النص وقدرته ، وسأستدل على عنونة تتجاوز دلالتها حيزها الكتابي لترتبط مع أجزاء النص الأخرى دلالياً وتستمر في إثراء احتمالاتنا حتى آخر صفحة من النص ، إن مثل تلك العنونة نجدها في رواية ( اللحظة الأخيرة) لـــ ( ستيفن كينغ ) حيث أن اللحظة الأخيرة هي لولب الحركة السردية والمجال الممغنط لأجزاء الرواية ، فأينما انتقلت وتقدمت في الرواية ستجدها ـ اللحظة الأخيرة ـ راهنة وشاخصة في تحريك محور السرد ، ترفد أفكارك وأنت تقرأ باحتمالات وتجيبك عن استفهامات كثيرة وتتدخل في ترسيم التصور الذهني للأمكنة في داخلك ، عموماً هذا هو مثال على تأثير العنونة ولابد من أن يكون لديكم أعزائي فكرة عن الرواية التي أتخذها كمثال لتكتمل الصورة وإن كنت أعتقد بأن شرح مفردات المادة كفيلة بإيصال المقصود منها متمنياً عليكم تنبيهي في حال عدم وضوح جانب معين ليتاح لي شرحه بطريقة أخرى .
وتبرز عتبة النص كثاني مظهر من مظاهر النص بعد العنونة ، وتحمل العتبة كجزء من أجزاء النص مهمة تحقيق التواصل بين النص والقارئ ، إنها الجزء القادر على إغواء القارئ وجعله يتورط مع النص في إنتاج الدلالة والصيرورة معه في حيز واحد يدعى القراءة ، ألا توافقوني بأننا كثيراً ما عزفنا عن متابعة قراءة نص ما لا لشئ إلا لأن عتبته لم تعجبنا ، وكثيراً ما يحدث العكس فتقودنا البدايات الجيدة لمتابعة القراءة وتقودنا لمعايشة نص أدبي كتجربة من تجاربنا ، كما أن هناك وظائف أخرى لعتبة النص ، وهناك عتبات تحدد لنا طبيعة وشكل الجنس الأدبي للنص ما يجعلنا نتعاطى مع النص على وفق معرفة مسبقة بتفاصيل قوانينه كما هو الأمر مع المقدمة الطللية للقصيدة الجاهلية أو حين نقرأ ( بلغني أيها الملك السعيد ... ) لنعرف مع أي نوع من الحكايات نحن .
وكما هو الحال مع العنونة فإن عتبة النص تحمل من الدلالة ما يجعلنا نؤكد على عدم إغفالها ، وكثيراً ما ترتبط العتبة مع أجزاء النص الأخرى بل قد تكون العنصر الإجباري للنص ، بمعنى أنها ـ العتبة ـ قد تكون هي محور النص كما هو الحال مثلاً مع قصيدة السياب ( أغنية في شهر آب ) وعتبته : تموز يموت على الأفق
وتغور دماه مع الشفق
ومن المفاهيم التي لابد من تناولها هنا هو مفهوم ( شغل البياضات ) أو ( تقنيات البياض ) وهو ما يتعلق بعلامات الترقيم والتنقيط وكيفية شغل الحيز الفارغ من الورقة ، ويتحقق ذلك بما يسمى بالسطر الشعري في قصيدة النثر ، بل وعموم الكتابة النثرية تقريباً لما تمثله من طواعية واستجابة غير مقيدة بقيود كالجانب العروضي مثلاً في قصيدة الشعر العمودية ، ولذلك كثيراً ما نشهد أن السطر قد يتكون من كلمة واحدة أو حرف واحد كحرف العطف مثلاً ، وأحياناً ما نشهد أن السطر عبارة عن نقاط أو علامة تعجب أو علامة استفهام ، وكل تلك التقنيات التي يرى المبدع أن يستخدمها في إخراج نصه تعني الكثير للقارئ لأنها شكلت النص في صورته النهائية ، ومما يمكن فهمه من هذه الصورة النهائية للنص أن ترابط وعطف وقطع واستئناف جمل وعبارات ووحدات النص منوطة بتلك التقنية التي أخرجت لنا النص في صورته النهائية وهو مما لا حاجة لنا لبيان أهميته القصوى لوضوحه لديكم أحبتي ، وكمجال للتشبيه يمكن القول بأن إحدى وظائف تلك التقنيات مشابهة للفواصل القرآنية التي تحدد كل آية من آيات السورة القرآنية المباركة بما تستتبعه من تحدد وتعلق الدلالة به .
أما ما يسمى بالهامش أو الإحالة فهي الفضاءات التي تمثل حاشية النص ، نعم حاشية النص دون أن تعجبوا من قولي هذا أعزائي ، وأنا لا زلت أتكلم عن النص الأدبي لا غيره من النصوص كالنصوص المعرفية القديمة في بعض الكتب التي تحمل حواشي لشرحها ، فالنص الأدبي قد يحمل حواشي كثيرة ، كما في الصور المرفقة بين طيات الروايات التي تحمل وصفاً لأمكنة أو أحداث أو شخصيات ، أو إحالات كما في بعض الروايات الحديثة منها بالخصوص كما في رواية ( أنثى السراب ) لـــ ( واسيني الأعرج ) التي حملت بين طياتها ( 128 ) هامشاً يبين ويوضح الكثير من مفردات الرواية ، كما يمكن أن تكون الإحالة على شكل إحالة مرجعية ، بمعنى أن يرد في النص أسطورة أو رمز مثلاً فتكون الإحالة متحققة من النص إلى مسبقات القارئ من مخزونه المعرفي ليحقق استيعاب المعنى المرمز له من خلال معرفته السابقة على قراءة النص كما لو كنا أمام قول السياب : ليعو سربروس في الدروب ... لنستفهم عن معنى سربروس ولنعرف أنه أسطورة بابلية ..إذ هو على شكل كلب ضخم وهو حارس مملكة الموت ، وهو ما تعرفنا عليه خارج النص ولم يقدم لنا النص عنه شيئاً سوى الإحالة فقط .
وأخيراً نقف أمام نهاية النص ، إذ يمثل هذا المفهوم ما مثلته كل من العنونة والعتبة ، وإضافة لذلك فإن نهاية النص تقف على مهمة إنهاء السرد أو إبقائه مستمراً من خلال كل من : النهاية المفتوحة ، والنهاية المغلقة ، فالأولى تبقي السرد مفتوحاً على احتمالات متعددة ينتقي منها القارئ ما يناسب التشاكل الدلالي الذي رسمه منذ بداية الرواية حتى نهايتها ، أما النهاية المغلقة فإن النص يعلن فيها رأيه القاطع ويصرح بنهاية واحدة لا غير ولا يترك للقارئ مجالاً للقول فيها .
هنا نكون انتهينا من بيان سياق النص الواحد ، وسنكمل في حلقتنا المقبلة في حدود النص أيضاً في جانبين هما : ماذا يقول النص وكيف يقول ، و مفهوم الفراغات النصية . لكم مني كل الود
التعديل الأخير تم بواسطة شيفرة دافنشي ; 18/August/2012 الساعة 1:34 am
بالفعل امتعتنا مع العنوان ادهشتنا مع العتبة وحيرتنا مع الحواشي .... نشعر فعلا بالفرق ما اجمل تورطنا في نصوصك
استاذ شيفرة فكرة تغيير اللون لك انت ههههههههه انا قصدت ان تفعل ما فعلته انا هنا
http://www.dorar-aliraq.net/showthre...863#post461863
كانت رائعة اسطرك ....راجعت نفسي فيما كتبته انا مع كل ما كتبته انت ....ممتنة ..وتقييم آخر لدرس يستحق
تحدثنا ضمن مفردات الحلقة الأولى عن أثر الثقافة التي ينطلق منها النص وهو الجانب المتعلق بالنص فيما يدعى بالسياق السوسيولوجي والحق أنه هذا السياق الاجتماعي الثقافي لا يتعلق بالنص فحسب بل له علاقة راسخة ومتأكدة بالمتلقي ذاته ، فالمتلقي يتلقى في حدود كينونته الثقافية ، أي في حدود ـ طبيعة الثقافة وبيئتها ـ وبمعنى آخر فإنه يتلقى مرهوناً بثقافته التي نشأ في أطرها ، وعلى وفق ذلك فإن كل قراءة للنص الواحد هي قراءة متأثرة بالبيئة الثقافية للقارئ .
على هذا الاعتبار
يجب ان يتم مراعاة المجموعه او الفئة او ربما تعدد الفئات المتلقية عندما نريد ان ننشئ موضوعا ما
مثلا لو اردت ان اتكلم عن تجربتي في الحياى فيجب ان اراعي الثقافات المتباينة للمتلقين وهذا اسلوب اتبعته
عند كتابتي لـ(سجين سياسي) ربما لم يكن نصا ادبيا وفنيا لكنه كان قريبا من الجميع ولقي استحسانا
ومن ناحية اخرى عندما اريد كتابة نص نقدي متخصص مثلا فان لغته ستكون اعقد من ذلك
لان النقد لا يفهم لغته كل من يقرأه الا من كان متخصصا فيه او اديبا وفنانا
أختي الرائعة ليديا .. شكراً لكل هذا البهاء الذي زين المكان .. وممتن لمقترحك .. الآن فهمته ههههههه .. سيكون بإذن الله .. وشكرا وامتنان أيضاً للتقييم الثمين .. كل الود
السيدة فيري .. شكراً لأنك كنت هنا مرة بعد أخرى .. وممتن لتقييم ثمين جداً .. والحمد لله أنه عند حسن ظنكم .. كل الود
سيدي مواطن عراقي .. ما تحدثتم عنه هو ما يدعى ( جمهور المتلقين ) نعم هناك نية مبيتة لكل كاتب حين يكتب عن جمهور معين أو حتى قارئ معين .. لا أقل من استشعاره وهو يكتب المُخاطَب الذي يستهدفه هو .. لكن ذلك لا يعني أن تشعر وأنت تكتب بثقل هذا المتلقي أو الجمهور ، خصوصاً في الأعمال الأدبية كالسيرة الذاتية التي تفضلت بكتابتها لأن ذلك يشل قدرتك الإبداعية ويقيد حركتك .. نصيحة من صديق وممارس للكتابة ومختص ( لا تكتب لأحد ) قدر ما استطعت .. مارس أقصى درجات الممكن من الحرية حين تكتب يا صديقي .. وسنلاحظ معاً لاحقاً ما هو مهم جداً بهذا الصدد .. كل الود سيدي الفاضل حتى يرضى لطفك
أثني على ماقدمته سيدي الكريم ... لاأريد الخوض كثيرا في عمق النظرية لكونك مختصا فيها وقد أبدعت ايما ابداع في ذلك .... أؤمن كل الأيمان بـــ( النقد التفاعلي ) كما هو الحال في الأدب ، وربما يكون هذا فتحا جديدا تستأثر به حضرتك ... كنت أتمنى عليك أن تعطي أمثلة لكل حد من حدود القراءة أو بالأقل كيف يمكننا أن نقرأ النصوص عمليا لكي تستوضح الصورة بشكل أدق خصوصا - كما تعرف حضرتك - أن الغالبية غير مختصين على الرغم من امتلاكهم رؤية معينة في استبطان بعض كوامن المعنوي والدلالي في النصوص ...كما وأوصي أن تخصص صفحة يتم فيها نشر بعض النصوص القابلة للقراءة بمختلف طرائقها - وإن كان كل نص يحتمل قراءة ما - الأمر الذي من شأنه أن يوثق الفهم وإن كان الأمر مقتصرا على صعيد التجريب كما تفضلت ... كانت مقترحاتي على وفق ما تلمسته من محاولتك لخلق ورشة ذائقية كأقل تقدير إن لم تكن نقدية وما عليك حينها إلا أن تمارس نقد النقد على تلك المحاولات ...هكذا يمكننا ملامسة الفائدة الأكثر ..كما وأوصي أيضا بتخصيص منتدى للنقد الأدبي ليتسنى لنا التحرك فيه بشكل جدي ...وهكذا يكون بإمكان أي عضو أن يشارك بقضية نقدية - حتى وإن كانت منقولة - شريطة الفهم والإفهام ... أشد على يديك في ذلك ومرة أخرى أبدي إعجابي وتثميني لعمق وروعة ماقدمت ولك ودي الذي لاينقطع
الأستاذ .. الشاعر والناقد العزيز سراج محمد .. أشكرك على حضورك الثمين .. وآرائك القيمة التي ستعدل حتماً من مسار هذه التجربة .. كل ما تفضلت به سيكون بإذن الله لاحقاً بعد أن أنهي ما أزعم أنه ضروري لمباشرة ما تفضلتم به من مقترحات قيمة جداً .. أسعدني وجودكم .. وأشعرني بالفخر هذا الثناء من ناقد مميز .. عرف برؤيته النافذة وآرائه القيمة حقاً .. لك خالص الود على أمل أن لا تحرمنا مشاركتك الأروع عزيزي