ههههههههههه .. هههههههه .. ربما يكون ممكناً ليديا .. بل و ( مكنون ) على قولتك ههههههه
لا استاذ هو لا يريد ان يشعرني بالخوف بقدر ما يرغب بالسطو عليك وجعلك كائنا مكنونا في كونيته
بالتاكيد نحن هنا نتسطح ليس من السطحية وانما الاستلقاء عند السطح والنظر الى النجوم بمعنى اننا نحاول ان ندرس باستمتاع وان دخلت الكائن والممكن اخشى ان تصبح ذلك حلم ممكن المنال
مجهود متميز
ودروس قيمة ....متابعون ...
الحلقة الثامنة
القراءةُ فعلٌ من .. وإلى .. الذات
هذه هي الحلقة الأخيرة من حلقات الجانب النظري ، وسندخل بعدها في الجانب التطبيقي ، وقد عرفنا أحبتي على مدى الحلقات السابقة تفاصيل ستغني قراءاتنا اللاحقة ، ولكن آن لنا أن نقف أمام فهم قد يكون جديداً عليكم أعزائي ، فهم ينطلق من حقيقة أن القراءة ليست فعلاً استهلاكياً بل هي إعادة إنتاج ، وهذا يستلزم أن يكون القارئ منتجاً لا مستهلكاً ، وبعبارة أخرى فإن القراءة ليست فعلاً ميكانيكياً يستهلك الصفحة تلو الأخرى ، كما أنه ليس فعلاً تأثيرياً أو تأثرياً يقتصر على إثارة العاطفة فحسب ، إنها ـ القراءة ـ فعل يبني ويشكّل الذات ، ذاتك أنت عزيزي القارئ كواحدة من هذه الذوات التي تبنيها القراءة وتشكّلها ، حين تقف أمام قول السياب وتقرأ :
كأن طفلاً بات يهذي قبل أن ينام :
بأن أمه ـ التي أفاق منذ عام
فلم يجدها ، ثم حين لجَّ في السؤال
قالوا له : بعد غدٍ تعود
لا بد أن تعود
وإن تهامس الرفاق أنها هناك
في جانب التلّ تنام نومة اللحود
تسفّ من ترابها وتشرب المطر
حين تقرأ هذا تصاب به ، نعم تصاب ، وحين تخرج من القراءة الآنية له فإنك تتوهم حين تعتقد بأنك بكيت فحسب أو عانيت نوبة من الحزن وخليطاً من المشاعر ، تتوهم لو قلت ذلك ، لأن ما قرأته غيّر ذاتك وإلى الأبد دون أن تشعر ، عبث بتشكيلة ذاتك التي جابهت بها هذا القول الشعري قبل القراءة ، لقد أمست ذاتك الآن بعد إنهائك للقراءة مختلفة وإن بالمقدار الذي لا تستشعره ، ومع فهمنا للقراءة على النحو الذي قدمنا فإننا مطالبون بمسؤولية القراءة الموازية لهذا التكوين والتشكيل للذات ، بمعنى عدم النظر للقراءة على أنها فعل استهلاك سينتهي في حينه ، أو النظر إليها على أنها سلوك أو ممارسة منتهية ، إنها مستمرة مع القارئ الواحد لأنها أو أجزاء منها ترافقه حتى لما بعد انتهائه من القراءة الفعلية لنص أو عمل أدبي ما ، ومستمرة مع جمهور القراء الذي سيفد على النص الأدبي مرة بعد أخرى وبهذا المعنى تصبح القراءة مستمرة من خلال التعدد أي أنها متعددة .
حسناً أحبتي ولكن قد يسأل سائل فيقول ( إنني مع كل ما قدمته أنت من حلقات سابقة لا أستطيع القراءة ) أو بعبارة أخرى ( مع كل ذلك لم تقل لي كيف أقرأ ) فما هو الجانب الذي يستبطنه كل من الاستفهامين يا ترى ؟ إنه الجانب الإجرائي في القراءة ، وكأنني علمتك ما هي عدتك وأدواتك في صنعة كصياغة الذهب لكنني لم أمسك يدك لأعلمك كيف تسيطر على الصنعة مباشرة أو كيف تجري ما تعلمته واقعاً ، ولا يخفى أن ذلك يعتمد في جهده الأكبر على الجانب التطبيقي الذي سنباشره بعد هذه الحلقة ، كما لا يخفى أن نذكر بشئ يدعى الموهبة وهو ما يجعلني أنا المختص أعجب بقراءة دون أخرى مع أن كلا من القارئين هما من أصحاب الاختصاص .
وأنا أكتب لكم هذه الحلقة وهنا بالضبط أردت أن أنبه لشئ مهم ألا وهو : أن القراءة فعل مشترك بين الذات والموضوع ، وما نعنيه هنا بالذات والموضوع سنبسطه بالتمثيل للذات بأنها هي ذاتك أنت .. يعني أن الذات هي القارئ ، والموضوع هو النص الأدبي الذي تقوم بقراءته ، ولكن موضع الاشتراك هذا يقع بينهما لا متحيزاً لطرف منهما دون الآخر ، وبشكل عملي أقول : وأنت تقرأ نصاً تعلم أن لا تجبر النص على ما في ذاتك من إسقاطات ، أي لا ترغم النص إرغاماً وتجهد نفسك في إيجاد المببرات والأسباب والدواعي ، هذا إرغام للنص وهو مرفوض قطعاً ، كما أنك حين ترغم ذاتك على قبول تصريحات النص دون مناقشتها أو محاولة تأويلها تخطئ كثيراً لأنك أصبحت منقاداً للنص يملي عليك ما يراه ، ومعه فإنه لا يمكن القول بتحقق القراءة أبداً ، أن لم تقرأ هنا بل النص هو من كان يقوم بتحفيظك كطفل يتعلم القراءة تواً ، النص فرس جموح ، أقول هذا وأكتفي به لتتصرف عزيزي وعزيزتي مع فرسك الجموح .
ولتعلم عزيزي القارئ بأن (( النقد تلفيق منظم )) وإنما أستعير هنا من لفظ ( النقد ) الجانب المتعلق بالقراءة ، فالقراءة يصح أنها تلفيق منظم ، كيف ذلك ؟ يتم ذلك من خلال براعة القارئ وموهبته وكشوفاته عن النص الذي يقرأ ، ألست ترى بأن القراءة متعددة حتى ليمكن أن نقرأ المئات من القراءات لنص واحد دون أن يجرؤ أحد ليقول بأن قراءة النص انتهت ، فكيف يمكن ذلك مع النص الواحد ؟ وقد سبق لنا أن أجبنا عن جوانب من هذا التساؤل ، ولو لم تنسوا فقد تحدثنا في أحد مواضع كلامنا عن ( الفراغات النصية ) أو ( البياضات النصية ) وهي تمثل أحد جوانب الإجابة عن هذا الاستفهام ، كما تمثل مقولة ( النقد تلفيق منظم ) جانباً من الإجابة ، حيث أن قابلية وقدرة القارئ على إيجاد الروابط والعلاقات من خلال تلفيقه هي ما تمنح مشروعية لقراءة أخرى ، ولكن ذلك لا يتم خارج اشتراطات وإلزامات النص ، يعني أن تلفيقنا كقراء وإيجادنا للعلاقات لا يتم بعيداً عن ما يوفره النص بالفعل من تلك الإمكانات الهائلة من العلاقات ، وسأدلك عزيزي وعزيزتي على ملاحظة دقيقة تتمثل في :
النص الأدبي = منجم هائل من احتمالات العلاقات
القراءة الواحدة = تنقيب من التنقيبات التي أفلحت في الكشف عن جانب من المنجم
هكذا هو الأمر ببساطة ، ولا بد أن تؤمن وأنت تقرأ بأمكانات النص الهائلة لتكون بمستوى يمكّنك من تلقي تصريح وكشف النص لك عن علاقات معينة ... بهذه الروحية يجب أن تقرأ وتعايش النص .
لا أود الإطالة عليكم ، وإلا فإن في جعبتي الكثير مما أود مكاشفتكم به ، لكنني وجدت العزاء في الجانب النظري الذي سيمنحنا أبعاداً للانفتاح بالقول مع التطبيق .. خالص الود لكم .. والشكر على الإصغاء .
حسنا استاذ يبدو انك اخترت الخاتمة باتقان شديد وبراعة متناهية رفعت معنوياتنا وجعلت لنا معاشر القراء قيمة حقيقية لا يستهان بها ههههههههههههه واكثر شيء راقني وصفك له بالتلفيق وان زينته بالمنظم هههههههههه في داخلي شيء لا اكشف عنه هههههههه
هذه كانت بفعل احلى الحلقات لانها لم تحتج الى كبير تنقيب بين الدلالات سررت جدا لاننا اقتربنا من التطبيقي وان تسارعت نبضات شوقي في وجل وخوف مترقب
القراءة الواحدة = تنقيب من التنقيبات التي أفلحت في الكشف عن جانب من المنجم
هكذا هو الأمر ببساطة ، ولا بد أن تؤمن وأنت تقرأ بأمكانات النص الهائلة لتكون بمستوى يمكّنك من تلقي تصريح وكشف النص لك عن علاقات معينة ... بهذه الروحية يجب أن تقرأ وتعايش النص .
احسنت استاذ عمار درس رائع
ننتظر التطبيق بفارغ الصبر
تحياتي وتقييمي
التعديل الأخير تم بواسطة شيفرة دافنشي ; 11/September/2012 الساعة 1:30 am