وكأنَّ ، من زَبَدِ الرِّمال ... على أمواجه ، طِفْلاً يُهَدْهِده
يتَعقَّبُ المسكينُ موجَتَها ... عَبَثاً بمَوْجتهِ وتطْرُده
لم يَدْرِ حتى الآنَ شِيمتَها ... حسِبَ الهوى نَغَماً يُردِّده
فمِنَ الشَّمال يدٌ وتُنْهِضُهُ ... ومِنَ الجَنوب يدٌ وتُقْعِده
النجمُ أعمى لا يرافِقُهُ ... والطيرُ أخرَسُ لا يُغرِّده
والسامرُونَ انفضَّ عُرْسُهُمُ ... لا جِدُّهُ أغنى ، ولا دَده
حجَلَ الغُرابُ على مواقِدهمْ ... وعلى الرَّمادِ بها يُلَبِّده
أتُرى يعودُ غداً لِمَلْعَبهِ ... لأمْ لا يعودُ كأمسه غده؟!