دَمٌ خاطبَ الدنيا بـكُلِّ لُغاتِها
ولم يلتمسْ منها دموعَ التَّعاطُفِ
فلنْ تُصبِحَ الأسيافُ أرهفَ شفرةً
إذا طُرِّزَتْ أغمادُها بالزخارفِ
يا من رمى قلبي فأقصدهُ
أنت الخبير بموقع السهمِ
يطبخ الحنين؛ على لهب شمعة
كُفّوا لســــانَ المراثـي إنها تَـرَفُ
عن سائرِ المـوتِ هذا المـوتُ يختلفُ
يا من تصيـحونَ يا وَيْلِي ويا لَهَفِي
واللهِ لم يـأْتِ بعدُ الوَيْــــــــلُ واللَهَـفُ
يا عمتا جاء الحصان مخضبا
بدم الشهيد ودمعه قد سالا
قتل الإمام ابن الإمام بكربلاء
ظلما وقاسى منهم الأهوالا
لو كان والده علي المرتضى
حيا لجدل دونه الأبطالا
وعليكم نزل الكتاب مفصلا
والله أنزله لكم إنزالا
نص بإذن الله لا من نفسه
ذو العرش نص به لكم إفضالا
فتكلم المختار لما جاءه
من ربه جبريلهم أرسالا
الهي مرت قرون ولم
يتجرأ البعض على الفهم
ان ثورت قامت بحق لكي
تحمل لنا معاني وقيم
فيها العبر فيها الوعض والدم
فيها بلاء والم
رب اسألك الرحم
بنا من قوم جهلوا هذا العلم
تُخْبِـرُهم فَتَرى في صمـتهم خَدَراً
كالشيـخِ عَزَّاهُ عن قَتْــلِ ابْنِهِ الخَرَفُ
إن يصـبروا لا تُصَدِّقْ أنهم صَبَرُوا
أو يضـــــعفوا لا تُصَـدِّقْ أنهم ضَعُفُوا
انظر إليهم أقــــاموا الليلَ في شغـلِ
تحت هـــــــلالٍ بغيـر الخـوفِ يرتـجِفُ
يضَمِّـــــــــِدُون نـخيـلَ اللهِ في زمـنٍ
للحــــرب لا السِّلْمِ فيه يُرْفَعُ السّـَعَفُ
تعـانقَ المــوتُ فيهم والحيـاة ُ كما
تعـانقتْ في الحـروفِ الــــلامُ والألِــفُ